• 20 كانون الثاني 2021
  • مقابلة خاصة

 

القدس – أخبار البلد – كتب المخرج المقدسي المعروف والناجح رائد الدزدار والذي حققت أفلامه الوثائقية انتشارا واسعا في العالم بما في ذلك فيلمه الأخير عن يافا  وقبله عن الإذاعة الفلسطينية . في صفحته الشخصية في الفيسبوك حكاية صورة هي مثال على ما كنت عليه القدس في الزمن الذي يصفه البعض بالايجابي مقارنة مع الزمن الأصفر الذي تعيشه المدينة وأهلها .

 ويسعدنا في شبكة " أخبار البلد" ان نعيد نشر ما كتبه الصديق المخرج المبدع رائد الدزدار  لاطلاع الأجيال الشابة على ماضي كنا نملكه على امل ان تتمكن تلك الأجيال من امتلاك مستقبلها:

"أحببت مشاركة هذه الصورة الشهيرة للحركة النسائية في فلسطين والتي التقطت داخل قاعة فندق الملك داوود في القدس المحتلة في شهر سبتمبر من عام 1944 لما تمثله هذه الصورة من خصوصية كون اثنتين من عماتي في الصورة (شاهنده وفضيلة دزدار). الصورة بالأصل هي بالأبيض والأسود ولكن عالجتها لتصبح ملونة لتعطي بعض من الروح والجمال. 

 في 4 سبتمبر من عام 1944 زارت السيدة هدى شعراوي رئيسة الاتحاد النسائي المصري فلسطين بدعوة من الحركة النسائية في فلسطين ممثلة  بجمعية السيدات العربيات الفلسطينيات  والاتحاد النسائي العربي الفلسطيني وقام وفد من جمعية السيدات العربيات برئاسة شهندا دزدار بزيارة الفندق مساءا للاحتفاء بضيفة فلسطين الكبيرة والتي زارت عدة مدن في فلسطين مثل القدس ورام الله وجنين ونابلس وبيت لحم والخليل  الخ.

 كثير من الباحثات والباحثين في تاريخ الحركة النسائية يخلط ما بين الاتحاد النسائي العربي الفلسطيني وجمعية السيدات العربيات. هناك بعض من اللبس ما بين الاتحادين  لتتداخل الأسماء المؤسسة للاتحاديين. تأسس الاتحاد النسائي العربي  في القدس عام 1940 برئاسة  المرحومة زليخة الشهابي وأصبح أثر نشاطا وتأثيرا فيما بعد من جمعية السيدات العربيات وخاصة بعد النكبة, ومن باكورة نشاطات الاتحاد في فترة الأربعينيات من القرن الماضي تشكيل لجنة الإسعاف ومشغل لتدريب وتعليم الحياكة والخياطة.

أما جمعية السيدات العربيات فهي الإطار الأقدم والأوسع  وبعود تأسيسه إلى عام 1929 أي قبل تأسيس الاتحاد النسائي العربي  ب 11 عاما  حيث عقد المؤتمر النسائي الاول في القدس في 26 أكتوبر في بيت عوني بك عبد الهادي  بعيد أحداث ثورة البراق. ومن أهداف المؤتمر من الناحية السياسية تأييد مطالب اللجنة التنفيذية العربية المتمثلة  بوقف الهجرة الصهيونية وإلغاء وعد بلفور والاحتجاج على القمع والاعتقالات وأيضا الإجراءات التي تمس البراق الشريف, ومن الناحية الاجتماعية لرفع مكانة المرأة العربية في فلسطين والعناية بشؤونها وان تكون هي المرجع لجميع السيدات و الجمعيات النسائية في فلسطين.  وحضر المؤتمر أكثر من 500 سيدة وآنسه ووفود من مختلف المدن والقرى في فلسطين.   وقد سبق المؤتمر عدة اجتماعات تحضيرية في بيت عوني بك عبد الهادي  في 19 أكتوبر و20 أكتوبر في بيت مغنم مغنم  و 21  أكتوبر بيت سعيد بك الحسيني . 

وقد افتتح المؤتمر الساعة  التاسعة صباحا وتم إلقاء الخطب والبرقيات من الوفود التي لم تتمكن من الحضور,   وتم تشكيل وفد من المؤتمر في ذلك اليوم وفد لمقابلة المندوب السامي وزوجته  لنقل مطالب  المؤتمر, وبعد عودة الوفد إلى مقر المؤتمر تم تنظيم  مسيرة  بالسيارات حوالي 100 سيارة رغم اعتراض سلطة الانتداب,  جابت شوارع القدس للاحتجاج على قمع سلطة الانتداب البريطاني وممارسات الحركة الصهيونية. 

  وفي ختام المؤتمر تم انتخاب لجنة تنفيذية لكي تتابع قرارات  وتوصيات المؤتمر النسائي الاول. وتم انتخاب كل من  عقيلة الدكتور حسين بك الخالدي (وحيدة) رئيسة,  الآنسة  شاهنده فضل دزدار أمينة  الصندوق, عقيلة شكري ديب (كاترين) سكرتيرة اللغة العربية, عقيلة مغنم مغنم (متيل) سكرتيرة اللغة الانجليزية, أعضاء: عقيلة بولس شحادة (ماري صروف),  عقيلة عوني بك عبد الهادي (طرب), عقيلة جمال بك الحسيني (نعمتي) , عقيلة صبحي بك الخضرا, عقيلة كامل بك البديري, الآنسة ميليا السكاكيني, الآنسة زليخا أسحق الشهابي, الآنسة ضيا النشاشيبي, الآنسة خديجة عارف الحسيني

  أصبحت اللجنة المنتخبة  تعرف ب اللجنة التنفيذية  للسيدات العربيات  والتي تنادت فيما بعد إلى تأسيس جمعية أطلق عليها  جمعية السيدات العربيات الفلسطينيات وتديرها أعضاء اللجنة التنفيذية للمؤتمر النسائي الاول المذكور وغاية هذه الجمعية من الوجهة السياسية دعم المطالب  الحركة الوطنية  ورفع شأن المرأة العربية في فلسطين وكانت تجمع التبرعات و تكتب العرائض والاحتجاجات على ممارسات وانتهاكات الحركة الصهيونية, وتشكيل ووفود لزيارة الأقطار العربية والأجنبية لتمثيل  المرأة  العربية في فلسطين,   وقد تم تأسيس مدرسة ومشغل للخياطة  في حي المصرارة , وأصبحت جمعية السيدات العربيات هي المرجعية النسائية  في فلسطين وتم فتح لها فروع في معظم المدن الفلسطينية, وقد تتابع على رئاستها وحيدة الخالدي وطرب عبد الهادي وشاهنده دزدار.