• 14 كانون الثاني 2022
  • مقابلة خاصة



 القدس - أخبار البلد -  قال الأديب والروائي الكبير " محمود شقير" في معرض رده على سؤال لشبكة " أخبار البلد"  عن كتابه الجديد الذي يحمل عنوان " بيت من  ألوان" الصادر عن دار طباق للنشر والتوزيع في رام الله :" بيت من ألوان رواية سيرية أو سيرة روائية كتبتها للفتيات والفتيان استنادًا إلى سيرة الفنان التشكيلي الفلسطيني إسماعيل شموط وزوجته الفنانة التشكيلية تمام الأكحل كما وردت في كتابها: اليد ترى والقلب يرسم.

غير أن الرواية/ السيرة لم تأخذ من كتاب تمام سوى بعض مقتطفات ووقائع ومعلومات ثم راحت تنسج فضاءها الخاص استنادا الى عنصر الخيال والى بعض المقارنات مع فنانين وفنانات وكاتبات وكتاب، وذلك حين انتبهت الى جزئية وردت في كتاب تمام عن حذاء منحته إدارة المدرسة التي كان إسماعيل في مطلع شبابه بعد كارثة التشرد واللجوء يعمل فيها معلمًا للرسم حذاء لفردته اليمنى لون أزرق ولفردته اليسرى لون أبيض.

وهكذا راحت مشاهد الرواية تتوالى عبر السرد الساخر حينا المحزن حينا اخر لتكشف عن علاقة البشر بالأحذية وعن علاقة الأحذية بالبشر.

ولأعود بين الحين والاخر للتوقف عند العلاقة التي ربطت إسماعيل وتمام بفنانين وشعراء ورجال سياسة ونساء نابهات، وللتذكير بما قدمه الإثنان عبر فنهما الراقي لفلسطين ولشعبها، ولإبراز نجاحاتهما لتكون حافزًا لجيل الفتيات والفتيان وكذلك الشابات والشباب للاحتذاء بسيرة إسماعيل وتمام ولتحقيق النجاحات ولتعزيز حب الوطن والتضحية في سبيله في كل الأوقات. 

 وعلى الغلاف الأخير من الكتاب جاء على لسان المؤلف " حينَ استيقَظْتُ في الصَّباحِ تذكَّرْتُ حُلمي الغَريب، وعَلَى الفورِ بحثتُ عَنْ حِذائي فوجدتُهُ مُستقِرًّا قريبًا مِنْ سَريري، دقَّقْتُ في لونِ الحِذاء، وكانَ بُنيًّا مِنْ دونِ لُبْسٍ أو إبهام.

ذلكَ أنَّني في المَنام رأيتُني أنتعلُ حِذاءً بلوْنين وأنا أدخُلُ غرفةَ الصَّفِ التي أُعلِّمُ الطُّلابَ فيها دروسَ اللُّغة. نعم، حذاء بلوْنين؛ بحيثُ بَدَتِ الفردةُ اليُمنى زرقاء والفردةُ اليُسرى بيضاء. شعرْتُ بارتباكٍ والطُّلابُ يُشاهِدونَ حِذائيَ المُثيرَ للاستغراب. لكنَّهم لمْ يستَغرِبوا الأمر، وحينَ وقفُوا احترامًا لي (وهي عادَةٌ مُتَّبَعة في مدارِسنا) وقَعَتْ عَينايَ على أحذِيتِهم فَإذا هِيَ شَبيهةٌ بحِذائي، ظَلَّ هذا اللُّغزُ يُحيِّرني إلى أنِ استيقظْتُ في الصَّباح.

كُنْتُ قبلَ أنْ أنامَ قرأتُ كِتابَ تمام الأكحل: "اليَدُ ترى والقَلْبُ يرسُم"،  فأُعجِبْتُ بما كتبتْهُ عنها وعن زوجِها إسماعيل، عنْ رحلةِ عذابِها وعذابِه، وعن عذاباتِ الناسِ الذين شُرِّدوا من بيوتهم، أُعجِبْتُ كذلكَ بحِذاءِ إسماعيلَ ذي اللَّونين، بحيثُ كانَتِ الفَردةُ اليُمنى زرقاءَ والفَردةُ اليُسرى بيضاء، ثمَّ تواردَتْ على ذِهني أحذِيةٌ كثيرةٌ في مواقِفَ شتَّى وفي ظُروفٍ مُتباينة.

وقَد أعادَني كِتابُ تَمامَ سنواتٍ كثيرةً إلى الورَاء؛ حينَ رأيتُهُما هِيَ وإسماعيلَ  أوَّلَ مرَّةٍ في القُدْس