• 29 آب 2022
  • مقابلة خاصة

 

بقلم : محمود شقير 

 

جاء رهوان العبد اللات في الظهيرة بعد أن استأذنني بالقدوم إلى بيتي، وبدا عليه استياء ملحوظ. وقبل أن أسأله عن حاله بادرني بالقول: 

 -يا عم، هذا الأفيخاي أدرعي زادها وأطلع رِجلها، ولم يُبقِ مجالًا لتحمّل دمه الثقيل، وهو الذي يظن أن دمه خفيف، أو شربات وسكر على رأي أخوتنا المصريين.

  ينشر صوره على صفحات التواصل الاجتماعي ويتباهى بثمرات التطبيع المجاني مع العربان، ويقول إنه الآن في مطعم مغربي يتناول وجبة الكسكس من دون محاذير، ويضحك بملء فيه متفاخرًا بإنجازاته التطبيعية التي يتأبط بعضها بالعافية وبالتدليس المدان؛ مثلًا: يهنئ المطربة اللبنانية إليسا بعيد ميلادها، فترد عليه بقسوة وتقول إنه محتل قبيح. 

   ولا يرعوي ولا يتراجع عن سلوكه الرقيع، يراسل مطربين وسياسيين وأصنافًا شتى من البشر في الوطن العربي الكبير لكي يبشر بما يدعيه سلامًا، وهو في حقيقة الأمر محاولة لفرض الاستسلام الذي شجعه عليه سلوكنا نحن  الفلسطينيين بعد اتفاق أوسلو المذموم، وسلوك بعض العربان الذين طبّعوا وتحالفوا وباتوا يتحدثون عن تحالف أمني عربي إسرائيلي ضد إيران، بإشراف سيدهم الأكبر في واشنطن، يا للهوان، يا للهوان!

 حين أنهى كلامه سألته في استهجان:

 -ولكن ما الذي يعنيك من أمر هذا الأدرعي؟ يثقّل دمه على فنّانة عربية حرة فتصدّه وتزجره وتهينه أبلغ إهانة، ويتجرأ على مراسلة فنّان عربي شريف فيهمله أبلغ إهمال. فما شأنك أنت يا رهوان؟

  قال:

   -يا عم، أخشى أن يصلني الدور وأن تطالني مراسلاته التطبيعية حين أدخل ميدان الكوميدي وأصبح نجمًا من نجوم الشاشة الصغيرة، ولست أريد تلك المراسلات.

  قلت:

  -هذه بسيطة يا رهوان، إنْ أرسل لك رسالة فما عليك إلا أن ترميها في سلة المهملات، أو أن تشطبها من مواقع التواصل الاجتماعي، وتلحقها بلعنة مستحقة لثقيل الدم؛ هذا المغرور السائب الفلتان.

  هز رهوان رأسه معجبًا بما قلت ثم مضى من غير كلام.