• 1 كانون أول 2022
  • مقابلة خاصة

 

 القدس - أخبار البلد -  قال الشاعر والروائي المبدع " إبراهيم نصر الله " لشبكة " أخبار البلد " المقدسية  أنه سعيد بفوز بجائزة فلسطين لهذا العام مضيفا " بالنسبة لي أجمل ما في هذه الجائزة أنها تحمل اسم فلسطين وتمنحها جهة مستقلة مخلصة لفلسطين ولأسئلة الثقافة الفلسطينية والثقافة العربية والإنسانية،"

 وشدد الأديب والشاعر نصر الله  في حديثه مع " أخبار البلد" على أن هذه الجائزة كانت مفاجأة له "  إنها مفاجأة لأن الذي يفوز بها لا يتقدم لها. إنها  تمنح من مؤسسة من كتاب ومثقفين عرب وأجانب يقدرون عملك بمحبة بالغة، في ساحة بعيدة تفكر في فلسطين كقيمة إنسانية ووطنية وقضية ضمير وحرية، وهم يذكرونني بما قلته قبل أكثر من أربعين عاما: نحن نقف مع فلسطين لا لأننا فلسطينيون أو عرب، بل لأن فلسطين امتحان يومي لضمير العالم." 

 وجاء هذه التصريحات في أول تعليق من الكاتب والشاعر المبدع " إبراهيم نصر الله " على الإعلان الذي صدر في مدينة سينسينّاتي- ولاية أوهايو، ولندن، قبل يومين وفيه تم الاعلان عن فوزه بجائزة فلسطين للآداب لعام 2022 التي تمنحها مؤسسة جائزة فلسطين، وهي مؤسسة غير ربحية، مستقلة، من المثقفين والكتاب والأكاديميين والمحامين الفلسطينيين والمناصرين للقضية الفلسطينية، هدفها "حماية الأحلام والإنجازات الفلسطينية وتعزيزها". وتكرِّم الفائزين سنويًا في مجالات الفنون والأدب والعلوم. كما تهدف إلى التركيز على إنجازات الفائزين وأفكارهم ووجهات نظرهم المستقبلية، ويجري اختيار الفائزين مباشرة من لجنة خاصة تُشكّل لهذا الغرض، بحيث لا يُسمح التقدّم لنيْلها الا على المستوى الفردي أو المؤسسي.  

وفي توقيت لافت هو يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، رأت اللجنة أنها منحت جائزتها في فرع الآداب لإبراهيم نصر الله هذا العام لأنه "يعتبر من أكثر الكتاب مقروئية في العالم العربي؛ في شعره وأعماله الروائية، وقد شقّ دروبا للنضال والمقاومة والأمل الفلسطيني، وترك أثرًا عميقا في الأجيال الجديدة بخطاب فني جديد،وتعدّ كتبه ومقالاته الواسعة واحة من المعرفة والجمال. ورأت أن نصر الله ليس كاتبًا معاصرًا قويًا وحسب، بل شخصية بارزة في الأدب العربي والعالمي، وتحمل موهبته الرائعة ثقل التاريخ والإنسانية بطريقة نادرًا ما تُرى في عالم الأدب".

ويذكر أن إبراهيم نصر الله الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" عام 2018، من مواليد عمان لأبوين فلسطينيين اقتُلعا من أرضهما عام النكبة، عاش طفولته وشبابه في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في عمّان٬ الأردن. بدأ حياته العملية معلّما في المملكة العربية السعودية، ثم عمل في مجالَي الصحافة والثقافة، وفي عام 2006 تفرّغ للكتابة. 

نشر حتى الآن 15 ديوانا شعريا، صدرت مطلع هذا العام في ثلاثة مجلدات، و 23 رواية من ضمنها مشروعه الروائي "الملهاة الفلسطينية" المكوّن من 13 رواية تغطي أكثر من 250 عاما من تاريخ فلسطين الحديث، ومشروع "الشرفات" المكون من عشر روايات تتأمل الحال العربي من مختلف وجوهه الإنسانية والاجتماعية والسياسية، وقد تُرجمت له خمس روايات وديوان شعر إلى الإنجليزية، وأربعة كتب إلى الإيطالية وتسعة كتب إلى الفارسية، كما تُرجمت له عدة روايات إلى الدنماركية الإسبانية والتركية.

نال 10 جوائز، من بينها جائزة سلطان العويس المرموقة للشعر العربي عام 1997؛ واختيرتْ روايته "براري الحُمّى" من قبل صحيفة الغارديان البريطانية كواحدة من أهم عشر روايات كتبها عرب أو أجانب عن العالم العربي. عام 2012 نال جائزة القدس للثقافة والإبداع التي تُمنح لأول مرة تقديرًا لأعماله الأدبية. نُشرَ 15 كتابا نقديا عن تجربته الأدبية، وتناولت أعماله أكثر من 60 رسالة دكتوراه وماجستير في العالم. 

تطوّع نصر الله للصعود إلى قمة "جبل كليمنجارو"، 2014، بمرافقة أطفال فلسطينيين فقدوا سيقانهم بسبب قوات الاحتلال، ووصلوا القمة، وكتب عن هذه التجربة رواية "أرواح كليمنجارو" عام 2015، وفازت هذه الرواية بجائزة كتارا للرواية العربية عام 2016، وفي عام 2020 فاز بجائزة كتارا للرواية العربية للمرة الثانية، عن روايته: ثلاثية الأجراس: "دبابة تحت شجرة عيد الميلاد"، ليكون بذلك أول كاتب عربي يفوز بهذه الجائزة مرتين عن الفئة الكبرى.

كما تم الإعلان في بيان منفصل عن فوز الفنانة التشكيلية الفلسطينية ليلى الشوا (1940-2022) التي رحلت قبل شهر، بجائزة فلسطين 2022 للفنون. وجاء في بيان الجائزة: ولدت ليلى في غزة وكرست حياتها لنقل الحقائق الوحشية للحياة الفلسطينية تحت الاحتلال مع إعطاء مساحة كبيرة لصوت للمرأة العربية، وهي واحدة من أقوى الفنانين والرموز الفلسطينية، لا يأتي فنها من صراعها الداخلي العميق وحسب، ولكن أيضًا من إخلاصها للإنسانية. وقد تم نشر أعمالها وعرضها واقتنائها من قبل المتاحف والصالات الكبرى.

ويذكر ان هذه هي الدورة الثانية للجائزة، وقد فاز بها  عام 2021  الدكتور سلمى الخضراء الجيوسي، فرع الأدب، والفنان  سليمان منصور فرغ الفنون،  وعالم الفضاء الفلسطيني لؤي بسيوني