- 2 أيلول 2024
- مقابلة خاصة
القدس - أخبار البلد - كتب المحرر الثقافي
تنشر جريدة " أخبار البلد" المقدسية الجزء الثالث من يوميات الروائي والأديب والكاتب والناقد " محمود شقير" صاحب البصمة الواضحة في الأدب عامة وفن القصة القصيرة بشكل خاص والذي كتب عن القدس بطريقته المميزة، فكانت المدينة التي عاش واحب وعاد لها، ويقضي أيامه في أحضانها كاتبا ناقدا حاضرا اجتماعيا وثقافيا، لا يفكر بمغادرتها ولو لفترة قصيرة فهو لا يطيق البعد عن معشوقته القدس بعد أن اجتمع بها.
انه العشق الذي لا يعرفه إلا أهل القدس فقط . .
هذا ما خطته قلم الأستاذ الروائي الكبير محمود شقير في يومياته
انتهيت من مراجعة الحوار الذي دار بين محمود درويش ومجموعة من المثقفين في الوزارة، تمهيداً لنشره في "دفاتر ثقافية".
ذهبت بعد الظهر إلى عيادة التأمين الصحي في الشيخ جراح. علّمني الممرض بعض التمارين الرياضية للتخفيف من آلام الرقبة. انتهيت من قراءة رواية "مسك الغزال" لحنان الشيخ. إنها رواية جيدة تفضح واقع القمع الذي تعيشه المرأة العربية. شاهدت المناظرة التي بثها التلفاز الإسرائيلي بين شمعون بيرس وبيبي نتنياهو قبل موعد الانتخابات الإسرائيلية بثلاثة أيام. تبارى الاثنان في التأكيد على ضم القدس إلى إسرائيل.
***
اتصل بي سليمان النجاب وأخبرني أنه أحضر لي كتباً من القاهرة. ذهبت إلى مكتب الحزب في رام الله. كان هناك إضافة إلى سليمان، بشير البرغوثي وعبد المجيد حمدان. شكرت لسليمان إحضاره هذه الكتب، وبقيت هناك حوالي ساعة، تجاذبنا خلالها أطراف الحديث، وتمازحنا قليلاً ثم عدت إلى الوزارة. بعد انتهاء الدوام، بقيت في مكتبي.
تناولت غدائي (جبنة، بندورة، خيار، تفاحة) ثم ارتحت قليلاً. بعد ذلك، قرأت بعض قصص سميرة عزام في مجموعتها "الظل الكبير". في تمام الساعة السادسة مساء، جاء نعيم الأشهب، ذهبنا معاً إلى مركز خليل السكاكيني الثقافي لحضور حفل افتتاح المركز. هناك التقيت عدداً غير قليل من المثقفين والكتاب والفنانين ورجال السياسة. أُلقيتْ كلمات بهذه المناسبة، ثم عزفت فرقة موسيقية من الأطفال، تابعة للمعهد الموسيقي معزوفات موسيقية. شعرت بالفرح وأنا ألاحظ هذه الجهود التي بدأناها في وزارة الثقافة، وها هي ذي تتطور إلى الأمام نحو الحلم الذي نصبو إليه. عدت إلى البيت. لعبت بعض التمارين الرياضية للتخفيف من آلام الرقبة. الساعة الآن الثانية بعد منتصف الليل.
***
انشغلت في تدقيق قصة الفتيات والفتيان "قالت مريم.. قال الفتى" التي كتبتها قبل فترة، وذلك تمهيداً لطباعتها في كتاب. وفي المساء، ذهبت أنا وأخي د. محمد شقير إلى بيت صهرنا ابراهيم السلحوت. تناولنا معاً طعام العشاء. تسامرنا وقتاً غير قليل، وكان حديث السياسة هو الذي يطغى على كل شيء. عدت إلى البيت، لعبت بعض التمارين الرياضية المناسبة لأوجاع الرقبة، ثم نمت.
بقيت طوال هذا اليوم الجمعة 31 / 5 / 1996 في البيت. قرأت حوالي ثلاث ساعات في رواية "منتهى" للروائية المصرية هالة البدري. تأكد فوز نتنياهو في الانتخابات. اليمين الإسرائيلي في غاية الفرح. في المساء احتفلنا بعيد ميلاد الحفيد محمود. عمره الآن أربع سنوات. قدمت له آلة موسيقية بهذه المناسبة.
بعد ذلك جاءني وأنا أقرأ، تسامرت معه قليلاً. وحينما طلبت منه أن يذهب للنوم، دخل معي في عراك. استخدم ضدي كل ما وقع تحت يديه من أدوات، ولم تنته المعركة إلا بعد خروج عمّته أمينة من غرفتها، حيث أخذته إلى بيت والديه وأغلقت الباب كي لا يعود. في المساء نفسه، جاء أمين ومعه الحفيد بشار. لاعبته بعض الوقت، واجلسته بالقرب مني، ثم غادرني لكي يجلس في حضن جدته.
***
ذهبت أنا ومحمد البطراوي إلى بيت عصام بدر للتعزية بوفاة أبيه. هناك التقيت الدكتور سمير كاتبة الذي تعرفت عليه أول مرة في بروكسل العام 1981 حينما كنا معاً في ندوة للتضامن مع الشعب الفلسطيني. والتقيت حسام بدر وهو زميل قديم في اتحاد المعلمين الذي أنشأناه بعد احتلال العام 1967.
في المساء، حضرت معرض بهاء الدين البخاري للفن التشكيلي الذي أقيم في الطابق الأرضي من مبنى الوزارة. بهاء رسام كاريكاتير جيد. افتتح المعرض ياسر عبد ربه وزير الثقافة. بعد ذلك، صعدنا إلى مكتب الوزير، وكنا مجموعة من العاملين في الوزارة: محمد البطراوي، على الخليلي، محمد صالح الخليلي وأنا دار بيننا حديث في السياسة تمحور حول التطورات الجديدة في إسرائيل التي أسفرت عن عودة الليكود إلى السلطة، ومخاطر ذلك على قضيتنا الوطنية.
***
استمعت إلى نتنياهو وهو يلقي خطابه الأول بعد نجاحه في الانتخابات أمام مؤيديه تحدث عن الأمن والسلام وعدم تقسيم القدس. إنه يتظاهر بالرغبة في السلام وهو غير صادق في ذلك. تسامرت مع الوالد والوالدة. إنهما يتحدثان في السياسة أيضاً بمنطقهما البسيط وبإحساسهما السليم. ما حدث في إسرائيل وصل إلى أكثرية الناس في بلادنا. ثمة قلق وترقب بعد مجيء الليكود إلى السلطة في إسرائيل.
يتبع ….