• 21 نيسان 2021
  • ثقافيات

 

 القدس – أخبار البلد - حققت رواية " مأساة كاتب القصة القصيرة " للشاعر والروائي إبراهيم نصر الله نجاحًا كبيرا خلال أربعة أشهر من صدورها، إذ صدرت في خمس طبعات خلال هذه الفترة القصيرة، في بيروت (طبعتان)، ورام الله (طبعتان) وفي القاهرة.

تنتمي هذه الرواية إلى أدب السُّخرية السَّوداء، تلك التي ظهرت في أعمال إبراهيم نصر الله، بدءًا من "حارس المدينة الضائعة" مرورا بـ "طفل الممحاة"، واستمرارًا في "شرفة رجل الثلج" و "حرب الكلب الثانية" الفائزة بجائزة "البوكر" للرواية العربية عام 2018، وغيرها من الأعمال.

وهي رواية ذات طبقات متعدّدة، سيجد فيها القارئ مساحة خاصة به، ملاصقة ومتقاطعة مع المساحات الخاصة بالآخرين، ومع مساحة بطلها المحاصر بشروط حياة غير عادلة، فيسعى إلى كتابة ميثاق ينصُّ على ما لم تلتفتْ إليه الدَّساتير ولوائح حقوق الإنسان!

رواية عن الإنسان في جوهره، لا ينجو من لمستها أحد ما دام ينتمي لعالم عام 2020 في تحولاته، بل في انقلاباته، سواء على الصعيد الشّخصي المباشر، أو على صعيد العلاقة بالآخرين، في زمن تبدو فيه العزلة الإنسانية أكثر خطورة من أي شيء آخر؛ زمن لا يستطيع الإنسان فيه أن يقترب ولا يستطيع أن يبتعد.

وقد رأت الأستاذة الدكتورة رزان إبراهيم في قراءتها للرواية: "أنها من ذلك النوع الذي يجد قبولا لدى القارئ العادي؛ إذ تنجح في نقل يوميات مألوفة بأسلوب جميل لا يتقنه سوى المبدع، لكنها في الوقت نفسه ستحظى بقبول أوسع مع قارئ متأمل يحفر في نص يتطلب استبصارا من شأنه الوصول إلى رؤية وجودية عميقة.

كما أن كل واحد من الحقوق التي يوردها كاتب القصة (في لائحته الخاصة لحقوق الإنسان) يكمن في مفاجأة الآخرين بأشياء لم تخطر ببالهم، وهو ما يتحقق تماما في نهاية الرواية التي تتقن المفاجأة وتجعلك تعيد ما قرأت من جديد."

أما الكاتب هاني سلّوم فكتب: "رواية "مأساة كاتب القصّة القصيرة" عمل مشوّق وسلس القراءة، نحته باحتراف الروائيّ والشاعر إبراهيم نصرالله، ملقيًا الضوء على حاضرنا الكئيب السجين ومستشرِفًا لمستقبل حالِك في بؤسه ومعدوم الحبّ والحرّيّات إن استمرّت الشعوب في صمتها وإحجامها عن المطالبة بحقوقها في الحياة.

من سرده نستدلّ أنّ كاتب القصّة القصيرة حسّاس جدًّا، متنبّه لكلّ ما يجري حوله، للإنسان، للحيوان وللنبات، لكنّه وحيد وكئيب وتوّاق إلى الحرّيّة والحبّ، دون أن يتجرّأ ويجازف في سبيل أيّ منهما. وليسلو همومه وأحزانه، ولعلّه كتعويض عن عجزه، يلجأ إلى كتابة بنود إضافيّة عديدة لبيان جمعيّة حقوق الإنسان.

صدرت الرواية في طبعاتها الخمس عن الدار العربية للعلوم، بيروت. دار طباق، رام الله. دار مكتبة تنمية، القاهرة، وتقع في 196 صفحة، وتنتمي لمشروع "الشرفات" الذي أصدر منه نصر الله 10 روايات: براري الحُمّى، عو، حارس المدينة الضائعة، شرفة الهذيان، شرفة رجل الثلج، شرفة العار، شرفة الهاوية، شرفة الفردوس، حرب الكلب الثانية، وهذه الرواية.