- 7 أيلول 2023
- ثقافيات
حيفا - أخبار البلد - نظم جاليري حيفا ندوة حول التهجير ونهب الممتلكات الفلسطينية عام 1948، بحضور جمهور غفير الذي جاء من مناطق مختلفة، مما يؤكد عمق انتماء مجتمعنا الفلسطيني الى هويته وماضية أهمية عقد مثل هذه اللقاءات والندوات والمشاريع التي تعزز هويتنا وثقافتنا الفلسطينية.
ووفق البيان الصادر عن الجالبري والذي وصلت نسخة منه لشبكة ” أخبار البلد“ تحدثت الفنانة ومخططة المدن سعاد نصر – مخول وصاحبة الجاليري ، عن رسالة جاليري حيفا وأهمية وجوده في مدينة حيفا كاول جاليري فلسطيني وقالت: نحن كفلسطينيين علينا ان نحافظ بأنفسنا على ثقافتنا وتراثنا التي هي جزء هام من هويتنا ، وعلينا ان لا نعول على المؤسسات الرسمية في البلاد كالبلدية والوزارات، التي حاولت خلال أكثر من 75 عاما طمس معالم احيائنا وتجريدها من تاريخها الحقيقي وتجريدنا من هويتنا الثقافية كفلسطينيين. وعلينا ان لا ننتظر من الذين هدموا بلداتنا واحيائنا وشردوا أهلنا ان يقوموا بمشاريع وفعاليات تعزز انتمائنا وتاريخنا وتحيي حضارتنا وموروثنا.
وتحدث د. أدم راز مؤلف كتاب :" نهب الممتلكات العربية عام 1948"، عن كتابه وعن السياسة التي وجهت عمليات التهجير والنهب عام 1948، موضحا ان جميع فئات المجتمع الإسرائيلي شاركت في النهب وعلى رأسهم الجيش، وغض النظر عن ما جرى من نهب من قبل المؤسسات الرسمية الإسرائيلية هو إعطاء شرعية رسمية للنهب. وقد تم النهب المنظم من قبل البلدات اليهودية والكيبوسات والموشافيم التي نهبت البلدات العربية التي تم تهجيرها والأحياء العربية في المدن كحيفا وصفد وطبريا ويافا وغيرها. وتحدث راز عن أن هدفه من البحث الذي أجراه كان فهم التحول النفسي لدى السكان اليهود الذين عاشوا مع جيرانهم العرب في علاقات طبيعية حتى احتلال حيفا ولكن ذلك لم يمنعهم من نهب البيوت التي كانت بيوت جيرانهم حتى الأمس القريب .
وتحدث الكاتب السياسي أمير مخول الذي ترجم الكتاب إلى اللغة العربية (الصادر عن مركز مدار في رام الله) ، بتوضيح العديد من النقاط المتعلقة بأهمية الكتاب، وأكد أن القيمة الأساسية للكتاب هي في توثيق الكم الهائل من التفاصيل والمعطيات الدقيقة والوثائق الخاصة بعمليات النهب الكثيرة المذكورة في الكتاب حول نهب الممتلكات في كل بلدة وبلدة. واعتبر أمير مخول أن المؤسسة الصهيونية شجعت عمليات النهب "الشعبي" للبيوت والممتلكات ، باعتبار النهب "العفوي" ، أداة غير رسمية للمشروع الصهيوني . وتحدث مخول عن أهمية الكتاب في جمع الوثائق التاريخية المهمة من الأرشيفات المختلفة والتي يمكن استعمالها في مقاضاة المؤسسة الإسرائيلية في المحاكم الدولية.
وقد شاركت في الندوة الهامة السيدة جميلة نابلسي جهشان المولودة في حي الكنائس في مدينة حيفا والشاهدة على التهجير. وقرأت للحضور ما كتبته عن الحياة السعيدة والهادئة التي كان يعيشها سكان البلدة القديمة في حيفا قبل تجريدهم من جميع ممتلكاتهم وهدم بيوتهم , وابدعت في وصف المحلات والعائلات التي كانت تسكن الحي، صاغتها من خلال زجليات شعبية جميلة ضمنتها تفاصيل المكان والناس والحياة اليومية في أجمل لوحة زجلية تعج بالحياة ،ومنها : "ماري غورس مشهورة بعمل البالوظة، وبوظة محمود اطيب بوظة حيفاوية طعمتها بالمستكة شهية و بالفستق الحلبي غنية، وفرن شعبان أمهر فران، ودكان أبو إبراهيم حايك ومعمل السكاكر والشوكولاطة قرب المدرسة والدار، ودكان نعيم العسل ودكان سويدان ومجوهرات قطوف" وغيرهم.
وتحدثت د. روزلاند دعيم الباحثة في الآداب والاثنوغرافيا الوصفية عن محطات تاريخية وحضارية وإنسانية في حيفا. من خلال مداخلتها أكدت على أهمية توثيق الذاكرة الجمعة لكل ما يمكن توثيقه. كما تحدث عن مفهوم المكان الجغرافي، الحيز والمباني، الشخصيات الباقية والراحلة والمفاهيم الشعبية الإنسانية والاجتماعية في الذاكرة الشعبية لشخصيات تاريخية ، وعن أهمية استرجاع المكان من خلال الصور واللوحات والسرديات.
ومن خلال مداخلتها أعطت نماذج عن علاقتها الخاصة مع حارة الكنائس ومع قصص الهجرة والعودة، وما صمتت عنه الوثائق الرسمية عن موقع ومكانة المناضل الشيخ عز الدين القسام في ذاكرة الجيران والمعارف حتى استشهاده. وأكدت عن أهمية تضافر الجهود، من أجل لملمة الرواية الجمعية قدر المستطاع. وشارك عدد كبير من الحضور في النقاش الذي أغنى الندوة بما طرح من نقاش واقتراحات.