• 12 حزيران 2024
  • في إيتلية

 

  بيت لحم  -  أخبار البلد - كتب محمد الشنطي : 

 من قلب مدينة بيت ساحور الهادئ الواعدة التي تحتضن الكثير من الفن والإبداع وجه الفنان "علاء الحلو" دعوة  للجمهور بتقبل فكرة اعادة  تدوير الخامات خدمة للفن  ، وذلك في حوار خاص أجرته معه شبكة " أخبار البلد" المقدسية ايمانا منها باهمية تسليط الأضواء على المحاولات الفنية المميزة والتي هي  الوجه الحضاري لفلسطين.

 كثيرة هي المحاولات الفردية والجماعية المتكررة لإحداث تغيير فني مؤثر في المجال الإنتاجي بحيث يناسب ذلك ميول وطاقات وإمكانيات الفنانين أنفسهم.

 مع العلم ان هناك محوران رئيسيان تنتهجها المجموعات المشاركة الفنية المشاركة، الأولى ترى في إعادة التدوير عنصرا أساسيا لتسجيل بصمة فنية نوعية، وأقطاب المحور الثاني يرون بأن نهج إعادة التدوير بخاماته ومواده ليست بالمستوى المطلوب من حيث الاستخدام وأسس التطبيق، وكذلك الأمر ينطبق على الجمهور المعايش للمشهد الفني والذي تحكم فيه الاغلبية على تلك الفنون بالاستغراب والدهشة وصعوبة الاقتناع بمحور إعادة التدوير كوسيلة ناجعة في العمل الفني، والخلاصة تتمثل بمدى ضرورة تقبل أفكار الآخر وطاقاته وإمكانياته الفنية وبالتالي التعرف على أفكاره الفلسفية التي يثبت من خلالها تحويل النفايات الى آليات ابداعية خدمة للفن البصري، وهذا بالطبع يتفاوت من حيث الحرفية والإبداع بين فنان وآخر.

 « أخبار البلد » تسلط الضوء على فنون إعادة التدوير من خلال الجولة الإعلامية لمدينة بيت ساحور، حيث التقينا بالفنان الشاب «علاء الحلو» في منزله مكان أعماله الفنية والذي بدوره شرح لنا العديد من الأمور المتعلقة بهذا النمط الفني التقني اليدوي من الدرجة الأولى.

علاء الحلو في سطور

من مواليد مدينة بيت لحم، درس على الاجتماع والصحافة من جامعة بيت لحم، عمل في العديد من البرامج التدريبية واعداد الابحاث المتعددة المحاور، وتفعيل اجتهادي للسياحة البديلة، بالاضافة لعمله في مجال تنسيق البرامج والوسائل الخاصة بتدريب الطلبة، الى ان وصل شغفه إلى ضرورة العمل بإعادة التدوير حيث بدأ العمل في هذا المجال منذ أشهر قليلة وكانت خامة الزجاج اولى التقنيات التي بدأ التعامل معها في إعادة التدوير.

الخامات المدورة 

تتمثل المواد والخامات التي يتم تدويرها بالعبوات الزجاجية والبلاستيكية، المعادن، الاقمشة والملابس الجاهزة مثل الجينز، الأخشاب بأنواعها، أدوات المطبخ، الخضار والفواكه.

شعار الفنان 

وأشار الحلو بان شعاره الفني الذي يتبناه من خلال أعماله الفنية وهو: «استثمار المهملات في خدمة الفن» فهي ليست بنفايات او اوساخ بحيث يمكن دائما الاستفادة منها. 

أما عن الأدوات المستخدمة في إعادة التدوير  يقول الفنان علاء : " فهي العدة الخاصة بالنجارين والخياطين  اضافة الى  الادوات التي يستخدمها السباك.و ماكينة قص الزجاج وهناك أدوات ابتدعها الفنان بما يتناسب مع أعماله مثل عدة قص الزجاج بدلا من الادوات الموجودة والتي تعتبر تقليدية في نظر الفنان.

 الألعاب بأشكالها مختلفة منها للتفكير مثل ألعاب الرياضيات والأسئلة وما إلى ذلك) اضافة الى ما تحتاجه ملاعب الأطفال من مراجيح و سحاسيل والعاب اخرى

 الأدوات الإلكترونية والكهربائيات التي يتم إعادة استصلاحها واستخدامها اضافة الى القطع الالكترونية القابلة لإعادة الاستخدام، وأدوات اخرى يمكن استخدامها في مجالات متعددة زراعية ومنزلية وبيئية ،  كتيبات ومنشورات ومواد مصورة تعليمية وتثقيفية عن المشروع والمنتجات وإعادة التصنيع والاستخدام ،والكثير من المنتجات الأخرى

معارض فنية ونشاطات 

  لقد شارك الفنان "علاء الحلو" مؤخرا في أول معرض له في مؤسسة التطوير الألماني كما شارك في مهرجان جفنا ومهرجان الطيبة بمعروضته التدويرية وفي مطعم المغارة في رام الله، كما قام "الحلو" بالعديد من التدريبات العملية واقامة معرض ختامي للمتدربين في مركز المعلومات البديلة في مدينة بيت ساحور، كما قام بتدريب العديد من الفئات الطلابية العربية في المراكز الجماهيرية والمدارس والمعاهد والجامعات.

وأكد الفنان "الحلو" ان هناك دهشة وغرابة كبيرتين من قبل الجمهور لحظة رؤية الانتاجات الفنية المصنوعة بنمط إعادة التدوير، موضحا ان هناك صعوبة كبيرة في إقناع الجمهور بهذه الفنون نظرا للمواقف الفكرية والفلسفية والدينية المسبقة التي تكونت لدى الجمهور المحلي .

مشاريع مستقبلية

ومن أهم المشاريع والمقترحات التي أشار إليها الفنان "علاء الحلو" العمل بجدية على اقامة مشغل نادر هو الأول من نوعه في فلسطين متخصص في إعادة التدوير والتصنيع، والهدف من إقامته يكمن في: تعليم الناس وتوعيتهم بالفائدة التي يمكن الحصول عليها من خلال المهملات بعد إعادة تدويرها وتصنيعها من جديد.

وفي ختام اللقاء الممتع مع فنان فريد من نوعه وجه "علاء الحلو" نداء عبر «أخبار البلد » دعا فيه الجميع لتقبل هذا النوع من الفنون المتمثل «بالتدوير» والنظر اليه من باب انه شيء جديد وانجاز يدوي حديث، كما ناشد الجمهور بعدم رفض اعادة التدوير والنظر إليه كنوع من الفنون البصرية التقنية وليس استخدام للنفايات المتسخة والقديمة. كما رحب بتدريب وتعليم كل من طلب العلم في هذا المجال.