- 7 كانون الثاني 2025
- في إيتلية
موسكو - أخبار البلد - كتب المراسل الخاص
لفت إحدى اللوحات الروسية اهتماما كبيرا خاصة وأن تعمل على اعادة كتابة التاريخ المسيحي في المنطقة فهذه اللوحة تجبر المتذوقين للفن بالوقوف امامها طويلا لقراءة المعاني التي تخفيها وتظهرها في آن واحد . هذه اللوحة التي تحمل اسم "عبادة المجوس قبل مجيء المسيح" 2022"، وهي للفنان التشوفاشي العالمي "اليكساندر بافلوف"، والمكرم بأعلى جوائز الدولة، فى جمهورية تشوفاشيا الروسية، وعشرات الجوائز الروسية، من مختلف الجمهوريات والمدن والعواصم.
الدكتور بسام فتحي البلعاوي الخبير والناشط الاجتماعي في روسيا والذي يعتبر المرجع الأهم بهذا الخصوص فهو يقود مؤسسة أقامت العشرات من المعارض الفنية المؤيدة لفلسطين وساهم بشكل كبير في إحداث تحول إيجابي في الرأي العام الروسي نحو القضية الفلسطينية ، قال عن هذه اللوحة :
" الفنان صديق كبير للشعب الفلسطيني، ومتعاطف مع القضية الفلسطينية، وهو يعيد كتابة تاريخ الديانة المسيحية من خلال لوحاته التي تزين متاحف روسيا والعالم، وقد شارك في أكثر من 100 معرض فني تضامني مع الشعب الفلسطيني وما يزال يرسم لأجل فلسطين منذ انطلاق المشروع الفني الثقافي الذي أعلناه بصفتي رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية التشوفاشية الروسية، في 13 مارس 2021 ، والذي يحمل اسم، "فلسطين بعيون فناني روسيا والعالم"، وانضوى تحته نحو 350 فنانا روسيا وفلسطينيا وعربيا، وافتتحت أولى معارضه في ذكرى النكبة في 15 مايو 2021 ببيت الصداقة بين الشعوب, في العاصمة التشوفاشية مدينة تشيبوكساري, وما يزال هذا المشروع الفني يواصل شق طريقه من مدينة لأخرى في جمهوريات ومدن وعواصم روسيا الاتحادية والعالم، حيث شارك هذا الفنان في 125 معرضا فنيا لأجل فلسطين داخل الأراضي الروسية، و10 معارض في مدن ودول مختلفة، بينها مدن، أريحا، وبيت لحم، والقدس، وعمان، وغزة، وأمريكا.
ويضيف الدكتور البلعاوي : إن فلسفة الفنان"أليكساندر بافلوف" تقوم على أنه ما دامت السيدة مريم العذراء، فلسطينية المولد أبا عن جد، وهي من مدينة الناصرة، وما دام السيد المسيح هو ابنها، وهو من روح الله، والله سبحانه وتعالى لا يحمل أية جنسية أو قومية أو جواز سفر، بل انه خالق كل الاجناس والسماء والشمس والقمر والبحار والجبال والانهار وجميع الكواكب، فان علينا أن ننسب المسيح لأمه الفلسطينية، فهو بالنسبة إلينا جميعا ولكل البشرية فلسطيني، شاء البعض أم أبى، وهذا شيء تاريخي لا يجب الجدال فيه على الإطلاق.
وبما أن المسيحية قد انتقلت الى العالم من فلسطين، والشعب الفلسطيني، هو شعب السيد المسيح، والذى جاءنا بهذه الديانة التي غيرت الحياة بشكل جذري على كوكب الأرض، فإن علينا هنا أن نتوقف، لنؤكد بأن التاريخ الذى ينكر ذلك هو تاريخ مزور يجب تصحيحه، ويجب على مسيحيي العالم أجمع أن يقفوا يدا واحدة وبكل حزم الى جانب الشعب الفلسطيني- كونه شعب السيد المسيح، وهذا واجبهم الديني والأخلاقي والإنساني, الذي سيحاسبون عليه لتقصيرهم تجاهه، وأن كل من يشكك في ذلك فإنه يصبح موضع شك في صدق إيمانه بالديانة المسيحية,وبالسيد المسيح الذي خلص العالم من عبادة المجوس، وأثرى الحضارة الإنسانية, ونشر المحبة، فرسالته هي رسالة محبة للكون وساكنيه, ولكنه عوقب بالغدر والخيانة, والجحود، تماما كما يعاقب اليوم شعبه الفلسطيني, على خطيئته باستقبال الناجين من الهولوكوست في أربعينيات القرن الماضي، حيث فتح لهم بيوته ومدنه وقراه، وكانت النتيجة ان تحول الى شعب مطارد ومشرد، احتلت أرضه ودمرت مدنه وقراه، وزور تاريخه، وهذا كله لن يرضي اطلاقا، مؤمني العالم وعلى رأسهم السيد المسيح، ولن يشفع المسيح لكل من تخاذل وساهم في سفك دماء شعبه.
إننا ومن خلال ما نرسمه من لوحات نريد التأكيد بأن مسيحيي العالم, يقع على عاتقهم, واجب تحرير فلسطين وشعبها من الاحتلال والاستعباد، ويجب أن يقودوا ذلك بأنفسهم حتى قبل جميع المسلمين في هذا الكون، وإلا فإن إيمانهم سيعتبر ناقصا هذا إن وجد أصلا. وانني متأكد بأن المسيح المخلص لن يغفر لكل من تقاعسوا عن ذلك، ولن يطلب من رب العالمين أن يسامحهم.
لنتخيل لحظة لو أن الله لم يرسل إلينا السيد المسيح رسالته للبشرية جمعاء، ماذا كان سيكون حالنا اليوم؟
ان كل مسيحي سواءا كان بابا الفاتيكان، أو مطران، أو بطريك، أو قس عادي وداعية مسيحية، وكل كنائس العالم، ومراجعاتها الروحانية، ما كانت لتوجد لولا رسالة السيد المسيح, والمسيحية، وأن العالم كله مدين للشعب الفلسطيني بذلك, وهذا ما لا يمكن تزويره أو القفز عنه، فإنها الحقيقية التاريخية الدامغة.
يذكر أن هذه اللوحة "عبادة المجوس قبل قدوم المسيح"، ستشارك في معرض روسيا الفني الدولي ال127 لأجل فلسطين، والذي سيفتتح بعد ثلاثة أيام في 10 يناير 2025 بموطن مفجر الثورة البلشفية، ومؤسس الاتحاد السوفيتي "لينين"، في مدينة "ديميتروف وجراد"، بولاية اوليانوفسكايا أوبلاست الروسية، وستفتح خلالها أنشطة ثقافية و 4 معارض فنية أخرى بينها، "نجمة بيت لحم 2025 "، وطاولة مستديرة وكل هذا لأجل فلسطين، يشارك فيها كبار القادة الروحيين ومشاهير المجتمع والاساتذة والمثقفين وكذلك الاطفال.