- 23 شباط 2025
- في إيتلية
موسكو - أخبار البلد - كتب المراسل الخاص
في روسيا، وبالتحديد في جمهورية تشوفاشيا "المشمسة"، تعيش عائلة إيفيشيف.
لديهم ابنة غير عادية، اسمها "ماريا" ماشينكا. كانت تبلغ من العمر 4 سنوات عندما تم تشخيص إصابتها بمرض وراثي نادر يحمل اسمًا غريبًا."العضلات النيمالينية". بدأ الوالدان في البحث عن أموال لشراء جهاز تنفس صناعي ومعدات تقنية أخرى، فحياة هذه الطفلة مرتبطة بهذا الجهاز . وما بين الفحوصات والعلاج، كانت ماشا تمارس هواية الرسم في كثير من الأحيان.
وفي مسابقة رسم عن فلسطين، التقيت بالفنانة المعلمة ناتاليا يوريفنا ناجورنوفا.حيث شاركت إحدى رسومات الطفلة ماريا وذلك في المعرض الدولي لفنون الأطفال للمشروع الفني الدولي والذي كان بعنوان "أنا أرسم فلسطين"، "أمم مختلفة، حلم واحد: السلام!"
الان تبلع ماريا ١٢ عاما وبالتعاون مع المعلمة ناتاليا يوريفنا، قامت برسم أعمال مثيرة للاهتمام بأربعة أيدي. والرسومات عن فلسطين تبدو أكثر جمالا فهي مرسومة بالروح قبل الريشة ... بعد أن شاهد الصديق الدكتور بسام فتحي البلعاوي صورة ماريا مع رسم للمسجد الأقصى ، كان متفاجئا مذهولا ببساطة أن مثل هذه الفتاة الهشة غير العادية ذات الروح القوية تثبت بأن لها الحق في الحياة، مثل كل أطفال العالم...
قرر الدكتور بسام أن يحضر شخصيا إلى ماريا ويقدم لها الهدايا: حلويات شرقية ولوازم فنية، وبذلك يدعمها ويعرب لها عن احترامه وتقديره لما تقوم به وما يقوم به والديها!...
وبعد ذلك وفي إطار إظهار الامتنان لهذا الطفلة الموهوبة تم تشكيل وفد من ممثلي جمعية الصداقة والتعاون بين شعوب تشوفاشيا وفلسطين، برئاسة رئيس الجمعية، الدكتور البلعاوي بسام فتحي، وممثلون عن اللجنة الثقافية، في مدينة تشيبوكساري، وجمعية الصداقة والتعاون بين شعوب تشوفاشيا وفلسطين، ممثلة بنائب رئيس اللجنة الثقافية بمدينة "تشيبوكساري"، أليكساندر بافلوف، ونائب رئيس اللجنة الثقافية في مدينة نوفوتشيبوكسارسك، ناغورنوفا ن.يو.
حيث قام هذا الوفد بالسفر الى مدينة نوفوتشيبوكسارسك، وتحديدا الى بيت ماريا للتعبير عن تقديرهم واحترامهم للفتاة التي تظهر بعملها وموهبتها حبها لفلسطين...
كانت الهدية ذات معنى كبير - وشاح فلسطيني - "يرمز صداقة الشعوب"، من الأرض المقدسة التي تحتضن كنيسة القيامة ومهد ميلاد المسيح، و كنيسة السيدة مريم العذراء والقدس الشريف، وهدايا أخرى الى شقيقتها الصغرى بالإضافة إلى الحلويات قدم الدكتور بسام لماريا دبلوم المشاركة في معرض لرسومات إبداع الأطفال عن فلسطين، وتقويم تذكاري بالصور ماشينكا ورسوماتها وقائمة وتواريخ جميع الأعياد والمناسبات الفلسطينية.
وفي تصريحه لـ "أخبار البلد" المقدسية قال الدكتور بسام فتحي البلعاوي:
ان هذه الطفلة الروسية البريئة "ماريا"، تمثل روح روسيا العظيمة وأطفالها النبلاء، فهي تعلمنا جميعا كيف يجب أن نعيش على هذا الكوكب، وكيف يجب أن نكون متحابين، متضامنين مهما كانت صعوبات الحياة ومشاغلها، فها هي الطفلة التي لا تستطيع أبدا ومنذ سنوات عديدة، أن تتنفس إلا من خلال جهاز التنفس الاصطناعي، والتي تتعرض بشكل شبه يومي الى نوبات تكاد تودي بحياتها فى أية لحظة، وهي التي بالكاد تقوى على حمل قلم رصاص، ترينا كيف يكون التضامن الفعلي مع المظلومين في هذا الكون، فهي وبعد أن تعرفت على ما جرى للشعب الفلسطيني ولاطفاله ومدنييه من ظلم، لم تتمكن من البقاء صامتة، رغم أنها لا تجيد النطق بسبب مرضها، الذى لم يكتشف الطب إلى الآن له أي علاج، فأخذت تجمع كل قواها لتتمكن من رسم لوحات فنية تضامنا مع الشعب الفلسطيني.
واضاف د البلعاوي :
" لقد قدمت هذه الطفلة لفلسطين كل ما تستطيعه ، لترى الأصحاء وتعلمهم درسا، فى كيفية التضامن مع المظلوم ليس بالكلام، ان البطولات الأسطورية الخارقة على مواقع التواصل الاجتماعي، والمناكفات لا تسمن ولا تغني من جوع، بل بالعمل الجاد، ففي الوقت الذي يتجاهل فيه أشقاءنا وأبناء جلدتنا، أية أعمال مفيدة يمكنها أن تساعد وطنهم وشعبهم، ترينا هذه الطفلة بنقائها ونبلها وأصالتها، وهي الأسطورة الحقيقية التي تعيش معنا وبيننا، انه يجب عدم اليأس والكفاح من أجل نصرة الحق، والدفاع عن المظلوم بالعمل الجاد والمفيد، لا بالعجرفة والكبرياء ونضال المناكفات.
.إننا نأمل أن يصلى الناس في العالم العربي كله ويدعون الله بالشفاء لهذه الفتاة التي تحمل هذا الاسم الجميل ماريا....!!!.. هذه الفتاة مجرد ملاك!... تحمل اسم ماريا - أم يسوع...،، ماريا - فلسطينية الاصل. بفضل أهلها الطيبين، ماريا على قيد الحياة!... تعيش ولا تستسلم، تماما مثل الشعب الفلسطيني!... وطالما هي تتنفس وتحمل في يدها قلم رصاص، سوف تستمر ترسم فلسطين!...
رابط صور من زيارة ماريا في بيتها بمدينة تشيبوكساري بجمهورية تشوفاشياالروسية
https://vk.com/album63776815_306210909