• 10 تشرين الثاني 2020
  • من اسطنبول

 

 إسطنبول – أخبار البلد - بعد انتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة الامريكية ، زاد المحللون من جرعة تحليلاتهم حول  ملفات السياسة الخارجية الامريكية الموضوعة على طاولة الرئيس الأمريكي ، ومن بينها بالتأكيد ملف تركيا. ذلك الملف الذي أدى الى توتر غير مسبوق في العلاقات ما بين تركيا والإدارة الامريكية منذ عهد الرئيس اوباما وتعمق التوتر في زمن الرئيس ترمب ، والان تتجه الأنظار حول الرئيس بايدن لمعرفة كيف سيتم التعامل مع هذا الملف الذي يعتبر الأكثر سخونة في الشرق الأوسط .

 بعض المحللين نقلوا عن مصادر تركية قولها ان العلاقات التركية الامريكية سوف تشهد توترا  متصاعدا  ، فلا زال الشارع التركي والساحة الحزبية تتذكر ما قاله بادين قبل إنتخابه رئيسا بأنه  سيعمل مع المعارضة التركية ضد  الرئيس اردوغان ، هذ التصريح اثار عاصفة من ردود الفعل الغاضبة والواسعة في الساحة التركية من المعارضة ومن الاحزاب الاخرى، ولكن المحللين يجمعون على ان ملف الغاز في البحر الأبيض المتوسط وما خلقه هذا من توتر وصل لحافة المواجهة بين تركيا واليونان وبعض الدول ، هو الملف الأكثر سخونة ويتطلب تعاملا بحذر.  

ما حكاية الغاز في البحر المتوسط .

مع  اكتشاف احتياطات الهيدروكربون ، وبكميات كبيرة  بداية القرن الحادي والعشرين، تحولت منطقة شرق البحر المتوسط لبؤرة توتر من قبل القوى الإقليمية والدولية، حيث تدعى ادارة قبرص اليونانية بانها تمثل الشعب القبرصي  وبناء على ذلك قامت بتوزيع مناطق التنقيب  ومنح التراخيص على الشركات الأجنبية في تجاهل سافر لحقوق الاتراك الذين يعيشون في قبرص الشمالية التركية .

هذ الوضع المتوتر سببه الجانب اليوناني الذي قال لا لجميع اقتراحات الوساطة الدولية، ولم يتم الإيفاء بالوعود التي قطعها الاتحاد الأوروبي ، بل عملت اليونان على عزل الاتراك في قبرص لسنوات طويلة و تحول موضوع الموارد الطبيعية  لمصدر ابتزاز ضد القبارصة الاتراك .

 من هنا بدأت تركيا بالدفاع عن حقوق الشعب القبرصي التركي امام الخطوات الاحاديه الجانب بالاتفاق مع قبرص الشمالية التركية في عام 2011،  وذلك على ضوء قيام اليونان حليفة قبرص الجنوبية باجراء اعمال التنقيب والبحث في البحر. 

ووفق التقارير المختلفة فقد حاولت اليونان استغلال  كونها عضوا في الاتحاد الأوروبي لاصدار قرارات ضد تركيا بما في ذلك اصدار قرارات توقيف والقاء القبض بحق طاقم  سفن التنقيب التركية،  كما حاولت اليونان اقناع دول الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على تركيا .

تحاول اليونان من خلال استخدام موقعها في الاتحاد الأوروبي  وباتخاذ الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل ومصر سندا لها لمحاصرة  تركيا  في منطقة ضيقة للغاية لفرض سياستها بالحد الأقصى رغم ان العديد من الدول تدرك بالفعل احقية تركيا في مطالبها ولكنها تفضل التزام الصمت بشان هذه المسالة .

 وجاء توقيع تركيا وليبيا العام الماضي على مذكرة التفاهم البحرية بشأن حدود السلطة ليرتفع منسوب الأفعال العدائية التي تقوم بها اليونان ضد تركيا بما في ذلك إعادة المهاجرين الى البحر في انتهاك واضح لحقوق الانسان ومعايير الحماية الدولية ودفعهم نحو الأراضي التركية.  حتى إسرائيل دخلت على خط الغاز  والتنقيب والتحالفات، خيث لم يستبعد عدد من الوزراء فيه ان تحدث مواجهة عسكرية بين إسرائيل وتركيا في البحر الأبيض المتوسط بسبب التنقيب عن الغاز .

 هذ الملف الساخن توقعت مصادر مختلفة ان يصل الى حد المواجهة العسكرية اذا لم يتم  الإسراع في  التخفيف من حدة التوتر وهذه احدى مهام الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن