- 19 شباط 2022
- من اسطنبول
اسطنبول - أخبار البلد - كتب احمد هيمت : هذه القصة هي انسانية من الدرجة الأولى وتوجع القلب وتظهر قسوة الإنسان على الإنسان ، وتظهر ان التنظيمات الارهابية مهما كانت لا ترحم ولا تتردد بعمل كل شي من اجل إخضاع المواطن .
أن هذه القصة كانت ستحرك وسائل الاعلام جميعا في العالم لو كانت في مكان آخر غير تركيا، قصة الأمهات اللواتي يعتصمن منذ أكثر من تسعمائة يوما من أجل استعادة أبنائهم المختطفين من قبل تنظيم " بي كا كا" الكردي. خارجه عن رادار الاعلام العالمي، وحتى عن اهتمام المنظمات الإنسانية الدولية .
هذه القصة تحرك مشاعر كل البشر، فعندما تستمع الى الكلمات المخنوقة في حناجر أمهات الأولاد المختطفين، لا تستطيع الا ان تتعاطف معهن ، ولكن هذه الكلمات لم تحرك مشاعر او حتي مهنية اي وسيلة اعلام اجنبية سواء عربية أو عالمية باستثناء وسائل الإعلام التركية الرسمية مثل وكالة الاناضول الرسمية وتلفزيون تي ار تي .
شبكة " اخبار البلد " تسلط الأضواء في هذا التقرير على هذه المعاناة الإنسانية بمساعدة بعض ما نشر في الوسائل الرسمية التركية وخاصة وكالة الأنباء الأناضول ، فهذا الاعتصام الذي يعتبر من أطول الاعتصامات في العالم يجرى امام مقر " حزب الشعوب الديمقراطي " في ولاية ديار بكر في أقصى جنوب شرقي تركيا ، مع مرور الأيام والشهور تتسع رقعة المتضامنين والمسؤولين وممثلي المنظمات المدنية التركية التي تشارك فيه دعما للأمهات الباحثات عن فلذات أكبادهن .
ووفق ما نشرت وكالة الأنباء اناضول فلقد انطلقت المسيرة من أمام مبنى حزب الشعوب، رفع المشاركون خلالها لافتات تدعو التنظيم الإرهابي إلى إطلاق سراح أبنائهن.
وفي تصريح للصحفيين، قالت الأم صابرة آيدن إنها ستواصل المشاركة في الاعتصام حتى استعادة ابنها المختطف، داعية الأحزاب للتضامن معهن.
من جانبه، أوضح الأب سليمان آيدن أن ابنه مختطف منذ 7 سنوات، حيث اقتاده حزب الشعوب إلى معسكرات التنظيم الإرهابي في الجبال، مؤكدا استمرار الاعتصام حتى استعادته.
بدوره، قال الأب نجم الدين بيتشار، إنه يعتصم منذ عامين للمطالبة باسترداد ابنته غولجان. وأضاف أن ابنته اختطفت قبل 6 أعوام، مؤكدا اعتزامه مواصلة الاعتصام لحين استردادها.
وفي أكثر من مناسبة أعرب الرئيس رجب طيب أردوغان، عن دعمه للمعتصمات، فضلا عن دعم وزراء وسياسيين وفنانين وصحفيين وكتاب ورياضيين ومنظمات مدنية ورجال دين وأفراد من كافة فئات المجتمع.
