- 2 نيسان 2025
- حكايات مقدسية
القدس - أخبار البلد - يسر جريدة " أخبار البلد" المقدسية ان تكون منبرا للصديق الناشط الاجتماعي المعروف "نافذ عسيلة" الذي له باع طويل في العمل المجتمعي والثقافي المقدسي ويكفيه شرفا أنه يقطن البلدة القديمة ، وتعيش فيه القدس.
اول مقالاته تحت عنوان " القدس صراع الهوية والتعايش
تعد مدينة القدس نموذجًا فريدًا للتفاعل الإنساني المعقد، حيث تعكس في نسيجها الحضري والاجتماعي مجموعة من العوامل المترابطة التي تحمل أبعادًا دينية وثقافية وتاريخية متشابكة، ومن هذه العوامل:
1. التركيبة السكانية
- يرتبط الفلسطينيون سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين ارتباطًا وثيقًا بهويتهم المقدسية.
- تشكّل الأقليات الدينية سواء كانوا أرمن أو أقباط أو سريان، حيث يحافظ كل منهم على تقاليده الدينية والثقافية المميزة.
- يمارس الإسرائيليون سواء كانوا علمانيين أو أرثوذكس أو مستوطنين السيطرة على كافة جوانب الحياة اليومية للفلسطينيين مثل منح الرخص والتصاريح وفرض النظام بأشكاله المختلفة.
2. الفضاء المقدس والصراع
- يشكل المسجد الأقصى وحائط البراق وكنيسة القيامة أماكن للصراع الرمزي والسياسي.
- تعكس الطقوس الدينية مثل الصلاة والأعياد التنافس المتعدد على الأماكن المقدسة.
3. الحياة اليومية
- يوجد نوع من التعايش المحدود في الأسواق والشوارع، بينما يظل هناك فصل شبه كامل في السكن والمجتمع.
4. التحديات:
- تؤثر السياسة الإسرائيلية بشكل كبير على الهوية الفلسطينية من خلال أسرلة التعليم والتهويد وقوانين الإقامة.
- يتمحور الصراع على الرواية التاريخية بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول تفسيرات متناقضة للأحداث المرتبطة بالأرض والمقدسات، حيث يبرز كل طرف حقه التاريخي والديني، مما يزيد من تعقيد الصراع.
تعتبر القدس لوحة إنسانية فريدة تعكس صراع الهويات وتداخل الثقافات والأديان المختلفة، حيث تتأقلم هذه العناصر في إناء واحد يمتزج فيه الأبعاد الدينية والثقافية والسياسية بانسجام رغم التناقضات الجوهريةـ، حيث يمارس السكان يومياً فنون التكيف الإبداعي، إذ تتحول الشوارع إلى مسرح تعرض عليه دراما الصمود وإعادة تشكيل الذات في مواجهة محاولات طمس الهوية. وبهذا، تظل القدس مختبراً حياً يقدم دروساً أنثروبولوجية فريدة في كيفية التعامل مع تعقيدات الهوية والانتماء تحت وطأة الظروف السياسية المتغيرة.