• 13 آب 2024
  • إقتصاد وحياة

 

 

 

في إطار التعاون بين شبكة "اخبار البلدالمقدسية والمؤسسات الأكاديمية الفلسطينية  من أجل صقل المهارات والقدرات المهنية للطلبة في المجالات المختلفة بما في ذلك الصحافة فإن، الشبكة سنقوم خلال الفترة القادمة بنشر سلسلة التقارير والمقالات لمجموعة مميزة من الطلبة في جامعة بوليتكنك فلسطين ، هذه المقالات والتقارير ذات طابع علمي واجتماعي واقتصادي.  

 وفي هذا المقام نخص بالشكر على هذه المبادرة في التعاون الصديق العزيز الدكتور "نزار الحرباوي"  وهو الإعلامي الناجح الذي عرفناه في مجالات الإعلام المختلفة المحلية والدولية وفي المجال الأكاديمي أيض

 

بقلم : هبه فواز فراح

 

 النجاح هو هدف يسعى إليه الجميع، لكن ما يميز الناجحين هو قدرتهم على تحقيق هذا الهدف بطرق مستمرة ومدروسة، ورغم أن النجاح قد يبدو للبعض كأنه حظ أو مصادفة، إلا أن الحقيقة هي: أن الناجحين يتبعون استراتيجيات محددة ويظهرون عزيمة قوية للوصول إلى غاياتهم، وفي هذه المقالة، سأعرض العوامل الرئيسية التي تساعد الناجحين في تحقيق أهدافهم، ومن أهمها: تحديد الأهداف بوضوح، حيث إن الناجحين يعرفون بدقة ما يريدون تحقيقه، إنهم يضعون أهدافًا واضحة وقابلة للقياس، مما يمنحهم رؤية محددة لما يسعون إليه، كما أنهم يقومون بمراجعة هذه الأهداف بانتظام، وتعديلها عند الضرورة للتأكد من أنها تبقى متوافقة مع تطلعاتهم وواقعهم 

كما ينبغي التركيز هنا على مفاهيم التخطيط والتنظيم، حيث لا يمكن للنجاح أن يتحقق من دون تخطيط جيد، فالناجحون يقومون بتطوير خطط مدروسة لتحقيق أهدافهم، ويحرصون على تنظيم وقتهم ومواردهم بفعالية، والتخطيط المسبق يساعدهم على تحديد الخطوات اللازمة وتحقيق التقدم بشكل منهجي ومنظم، ومربوط بالزمان المعلوم.

نقطة أخرى أحببت الإشارة إليها هي: رغبة الناجحين في التعلم المستمر، فالتعلم المستمر هو مفتاح النجاح على المدى الطويل، والناجحون يدركون أهمية اكتساب المعرفة وتطوير المهارات الجديدة لمواكبة التغيرات المستمرة، سواء كان ذلك من خلال القراءة، أو الدورات التدريبية، أو التجارب العملية، فهم يستثمرون في تطوير أنفسهم باستمرار، ويحرصون بشكل ثابت على إحاطة أنفسهم بأناس إيجابيين يمتلكون على الدوام المحفزات والدوافع لبناء مستقبل أكثر إشراقًا لهم ولمن حولهم.

مسألة هامة أخرى أرغب في إضافتها هنا: وهي صفة ملازمة للناجحين، وهي حبهم للتغلب على الفشل. 

قيل قديمًا الصغار يتوقفون عند أول عثرة، والكبار هوايتهم القفز فوق الصخور.

 الفشل هو جزء لا يتجزأ من طريق النجاح، فالناجحون لا يخافون من الفشل، بل يعتبرونه تجربة تعلم وفرصة لتحسين أدائهم، إنهم يتعاملون مع الفشل بروح إيجابية، ويستخدمونه كدافع للابتكار والتحسين وتطوير ذواتهم على مدار الساعة.

وهناك مهارة أخرى يتمتع بها الناجحون دون سواهم وهي التحفيز الداخلي، حيث يمتلك الناجحون دافعًا داخليًا قويًا، إنهم يعملون وفقًا لشغفهم ويؤمنون بأهدافهم، مما يمنحهم القوة للاستمرار، حتى في أوقات الشدائد، هذا التحفيز الداخلي هو ما يجعلهم يستمرون في السعي نحو النجاح دون أن يتأثروا بالعقبات الخارجية.

مجال متميز آخر للناجحين يمكن أن يكون وصفًا ملازمًا لهم، ألا وهو: بناء العلاقات الصحيحة والمدروسة، فالعلاقات الاجتماعية والشبكات المهنية تلعب دورًا مهمًا في النجاح، الناجحون يبنون علاقات مثمرة مع الآخرين، ويستفيدون من التوجيه والدعم من الأشخاص المحيطين بهم، كما أنهم يساهمون في دعم من حولهم، مما يعزز العلاقات ويخلق بيئة داعمة ومتعاونة يمكنهم الاستفادة منها في بناء التصورات، وتنفيذ مشاريعهم المستقبلية، وفتح الفرص والأسواق في قابل الأيام من خلال تفعيل هذه الشبكات التي صُممت خصيصًا لنجاحهم.

كما يشكل العمل الجاد والمثابرة ركيزة أساسية في عقلية ومسارات الناجحين، حيث إن العمل الجاد والمثابرة هما ركيزتا النجاح، فالناجحون يدركون أن النجاح لا يأتي بسهولة، ويعملون بجد للوصول إلى أهدافهم، وينتزعون نجاحهم من بين أنياب العقبات، إنهم يستمرون في المحاولة والتحسين حتى يحققوا ما يطمحون إليه.

النجاح ليس مجرد حظ أو مصادفة، بل هو نتيجة لتبني نهج مدروس، والالتزام بعوامل النجاح الأساسية، من خلال تحديد الأهداف بوضوح، والتخطيط الجيد، والتعلم المستمر، والتغلب على الفشل، والتحفيز الداخلي، وبناء العلاقات الصحيحة، والعمل الجاد، وإدارة الوقت بفعالية، ويمكن لأي شخص أن يسير على خطى الناجحين ويحقق أهدافه، فالنجاح متاح لكل من يسعى إليه بجدية وإصرار، وهي رسالتي إلى الجميع أن يجرب، فالتجربة هي الخطوة الأولى في مسار تحقيق الأحلام، ولا نجاح بلا فشل، وينبغي لكل من أراد الوصول إلى القمة أن يبذل الجهد صعودًا، فالحياة لا تصفق للنائمين.