- 19 أيلول 2024
- إقتصاد وحياة
بقلم : م. اریج محمود طمیزي *
تتخندق كثير من مؤسساتنا الیوم خلف الشعارات البراقة كالتنمية والمشروعات الإنتاجية والمشروعات الكبرى والمتوسطة والصغيرة ومتناھیة الصغر، ونحن نسمع كطلبة علم وشريحة مثقفة إلى ھذه الشعارات منذ سنوات وعقود، فلا نرى تنمیة ولا ازدھارا ولا ارتقاءًأ وبشرت بتغییر المستقبل، والسؤال المباشر: ھنا لماذا ھذا الخلل بین النظریة والتطبیق؟
سأكون محددة ھنا بحديثي عن قطاع المرأة وخاصة سيدات الأعمال.
في السنوات الأخیرة، شھد العالم العربي ظھور طبقة جديدة من سيدات الأعمال اللواتي نجحن في إثبات وجودھن وتحقيق نجاحات كبيرة في مختلف المجالات، إلا أن مساھمات سيدات الأعمال ما زالت غير معروفة بالقدر الكافي ،فھناك حاجة إلى المزيد من الوعي و التسليط الإعلامي على قصص نجاح ھؤلاء السیدات لتشجيع وإلھام المزید من النساء لخوض غمار ريادة الأعمال
من أبرز ھذه التحديات :نقص الخبرات الإدارية والتمویل وصعوبات التسويق، ھي تحدیات حقیقی و ذات أهمية كبيرة, ويتطلب معالجتھا توفير التدريب والدورات التأھیلیة للنساء في ھذه المجالات،بالإضافة إلى تطویر برامج تمويل وحاضنات أعمال موجھة خصیصًا لریادة الأعمال النسائية.
على الرغم من التحديات ينبغي الاعتراف بالإنجازات الكبيرة التي حققتھا سيدات الأعمال العربيات،وتسليط الضوء على نماذجھن الملھمة.
أن نجاحھن يؤكد على إمكانيات المرأة العربية وقدرتھا على المنافسة والريادة في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية، إن التغني بھذه النجاحات الفردية لا يعتبر نقطة نجاح لنا ابداً ،فھذه حالات فردیة لا یمكن تعمیمھا إلا إذا أصبحت حالة مجتمعية كاملة، وھذا معناه أن يتكامل دور الجامعات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والعقول المبدعة في تخطيط بيئة عمل قابلة لدور نسائي اقتصادي مثمر تقبلھ البیئة العامة.
تواجه كثیر من خریجات الجامعات تحدیات كبیرة في الانتقال من البیئة الأكادیمیة إلى سوق العمل الحقيقي و ھناك فجوة واضحة بين المعارف والمھارات التي یكتسبھا الطلاب خلال دراستھمالجامعیة، وبین المتطلبات الفعلية لسوق العمل.
ھذا الخلل بین النظري والعملي يؤثر بشكل واضح على قدرة الخريجات على الاندماج والنجاح فيوظائفھم المستقبلیة.
من أسباب الفجوة بين النظرية والتطبيق العملي في التعليم الجامعي التركيز على الجوانب النظرية في المناهج دون الاكتفاء في تطویر المھارات العملیة، ندرة التدريب الميداني العملي للطلاب، وعدم مواكبة البرامج الأكادیمیة للتطورات السريعة في سوق العمل والآثار السلبية مثل صعوبة إيجاد فرص عمل مناسبة وانخفاض الرضا الوظيفي للخریجین ومن الحلول مراجعة المناھج الأكادیمیة لتعزیز الجوانب التطبیقیة، زيادة فرص التدريب العملي للطلاب، وتعزيز التواصل بين الجامعات وسوق العمل لمواءمة البرامج مع الاحتياجات الفعلية.
الهدف الرئيسي ھو إيجاد التوازن بین الجوانب النظرية والعملية لتخريج طالبات مؤھلات و متمكنات من المھارات اللازمة للنجاح في وظائفھن المستقبلیة.
في الختام، ھناك حاجة إلى تكاتف الجھود على المستويات الحكومية والمجتمعية لتمكين المرأة وتھیئة البيئة المناسبة لريادة الأعمال النسائية،فقط من خلال ھذا التكامل یمكن أن نشھد نموًا وازدھارًا حقیقیین في هذا المجال الحيوي.
-
هذه المقالة هي في إطار التعاون بين جريدة "اخبار البلد" المقدسية والمؤسسات الأكاديمية الفلسطينية من أجل صقل المهارات والقدرات المهنية للطلبة في المجالات المختلفة بما في ذلك الإعلام وتمكين الطلبة من إيصال رسالتهم للجمهور ، فإن جريدة " أخبار البلد" تقوم بنشر سلسلة التقارير والمقالات والحوارات الخاصة لمجموعة مميزة من الطلبة في جامعة بوليتكنك فلسطين ، هذه المقالات والتقارير والحوارات ذات طابع علمي واجتماعي واقتصادي هام. وفي هذا المقام نخص بالشكر على انجاح هذه المبادرة الأولى من نوعها في التعاون الصديق العزيز الدكتور "نزار الحرباوي" وهو الإعلامي الناجح الذي عرفناه في مجالات الإعلام المختلفة المحلية والدولية وفي المجال الأكاديمي أيضا.
,