• 28 تشرين أول 2021
  • حارات مقدسية

 

بقلم : الباحث الشيخ مازن اهرام 

 

كرَّم ديننا الحنيف المسلمَ ميتاً كما كرَّمه حياً، فأمر بتغسيله وتطييبه وتكفينه، ثم الصلاة عليه ومواراته في القبر. كما نهى عن امتهان القبور، فحرَّم المشي أو القعود عليها، ودعا إلى زيارتها، والسلام على أهلها، والدعاء لهم لقوله صلى الله عليه وسلم: (كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا) رواه أبو داود، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} الإسراء/ 70، ومن كرامته أن لا يُنبش قبره ولا تُنتهك حرمته  

فالمقصود أن هذا الحديث الصَّحيح يدل على تحريم كسر عظم الميت وأن كسره ميتًا ككسره حيًّا، يعني: إيذاء الميت وتقطيعه وتكسير عظامه كالحي، فلا يجوز، فالمسلم محترم حيًّا وميتًا، فالواجب عدم التَّعرض له بما يُؤذيه ويُشوه خلقتَه و لايجوز اخراج الاجساد ولايجوز هدم القبور

حديثنا اليوم عن المقبرة  اليوسفية  

بأي حق بتاخد العظم؟! هكذا رد أهالي القدس الفلسطينيون على الشرطة الإسرائيلية التي حاولت إخفاء عظام الأموات ومصادرتها بعد عمليات تجريف في مقبرة اليوسفية قرب المسجد الأقصى

اليوسفية ...

هي معلم آخر من المعالم الإسلامية العريقة في القدس فقد تم إنشاؤها في عهد الدولة الأيوبية وسُميت باليوسفية نسبة إلى صلاح الدين الأيوبي، إذ إن اسمه يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدُّويني التكريتي

تضم المقبرة اليوسفية عدداً من المعالم منها نصب تذكاري لشهداء حرب 1967 ونصب تذكاري لشهداء مذبحة الأقصى الأولى عام1990

وعلى شمالها تقع مقبرة الشهداء، والتي تحوي “صرح الشهيد” وقبور لشهداء ارتقوا خلال حرب عام 1967، أقدم الاحتلال على إزالة 20 قبراً تعود إلى الجنود الأردنيين ومنع الدفن في جزئها الشمالي

 وكانت القوات الإسرائيلية هدمت سور المقبرة والدرج في المدخل المؤدي إليها وواصلت بعدها أعمال الحفر والتجريف في مقبرة الشهداء، والتي تضم رفات شهداء من الجيشين العراقي والأردني، لصالح "مسار الحديقة التوراتية ينظر المقدسيون لمعركة النضال من أجل الحفاظ على “مقبرة اليوسفية” على أنها معركة تظهر تقديسهم للأموات، فهم يؤمنون أن أرواحهم ذهبت إلى باريها فيما بقي الجسد على قطعة صغيرة من التراب.

العلاقة مركبة بين المقدسيين ومقابرهم، تتجاوز مسألة أن يعتبر الأمر تقديسا لأمواتهم الذين ظهرت بقايا عظامهم فيما حاول شبان ونشطاء جمعها ووضعها على قطع ورقية زرقاء… إنهم يعون تماما أن الدفاع عن قبور الأموات هو في جوهره دفاع عن الأحياء ومساحة المقبرة ذاتها.

وتعد اليوسفية من أشهر المقابر الإسلامية في المدينة وهي تقع على ربوة تمتد من الزاوية الشمالية لباب الأسباط، ومنها إلى ناحية الشرق، وتلتقي حدودها مع الشارع الذي يحمل اسم “طريق أريحا” ومنه جنوبا إلى أن يتقاطع مع الشارع الصاعد إلى باب الأسباط.

وفيها كذلك ما يعرف بـ"مقبرة الإخشيديين"، حيث تضم قبر مؤسس الدولة الإخشيدية في مصر محمد بن طغج الإخشيد، وقبور عدد من أفراد أسرته تعد المقبرة اليوسفية إحدى أشهر المقابر الإسلامية في مدينة القدس،

وتبلغ مساحة المقبرة نحو أربعة دونمات، وهي الامتداد الشمالي لمقبرة اليوسفية البالغ مساحتها نحو 25 دونماً، والتي تعرضت للعديد من انتهاكات أذرع الاحتلال في الآونة الأخيرة، وتعد الطريق الملاصقة لسور القدس الشرقي من أملاك المقبرة التي تمتد من منطقة برج اللقلق شمالاً حتى باب الأسباط جنوباً وفي عام 2014 

وتشتهر المقبرة اليوسفية على وجه التحديد بأنها تضم عدداً كبيراً من قبور العائلات المقدسية العريقة التي تمتعت بمكانة سياسية واجتماعية ويعود تاريخها إلى قرابة قرن من الزمن. ومثل مقبرة "مأمن الله" تضم اليوسفية عدداً كبيراً من قبور الشهداء والأعيان والصالحين والفقهاء والعلماء

في "اليوسفية" تخضع المقابر الجماعية التي يطلق عليها أيضاً اسم "الفستقيات" إلى عمليات ترميم وتجديد مستمر، ولكن في المقابل تعاني الكثير من القبور الفردية من حالة سيئة يصعب معها قراءة النصوص المحفورة على شواهدها، كما أن بعضها بدأ بالتآكل بفعل القدم وعوامل الطقس وقلّة الاعتناء بها احتلت القوات الإسرائيلية الجزء الغربي من القدس عام 1948 أقرت قانوناً يعتبر جميع الأراضي الوقفية الإسلامية وما فيها من مقابر وأضرحة ومقامات ومساجد تحت الرعاية الإسرائيلية وأطلقت على تلك الأراضي اسم "أملاك الغائبين

وللمقبرة بوابتان، الأولى جنوبية والثانية شمالية بالقرب مما كان يعرف بسوق الجمعة، حيث اعتاد الفلسطينيون التجمع لبيع وشراء الأغنام والدواب أيام الجمعة، لكن بلدية الاحتلال قامت بإغلاقه وحولته إلى مكب نفاياتوضع مكب للنفايات بالقرب من أحد أهم مقابر المسلمين في القدس لم يكن الانتهاك الوحيد الذي ارتكبته دولة الاحتلال،

إلى الشمال من المقبرة يوجد نصب شهداء للجنود الأردنيين الذين استشهدوا عام 1967 ، ومن هنا جاء اسم “مقبرة الشهداء والشهداء وفي عام 2014 ، منع الاحتلال الدفن في الجزء الشمالي منه ، وأزال 20 قبرًا تعود لجنود أردنيين وتعرضت على مر السنين ولا تزال لهجوم إسرائيلي ممنهج وحفريات وجرافات وصلت إلى أطلال أثرية قريبة من عتبة باب الأسود فقد هدمت البلدية بعض القبور عام - وأن ملكية أرض "صرح الشهداء" التي تبلغ مساحتها 4 دونمات و400 متر تعود لها، وذلك منذ حلولها مكان "أمانة القدس" الأردنية عام 2014م ويحتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس، بموجب اتفاقية وادي عربة للسلام، التي وقعها مع إسرائيل في 1994. كما وقّع الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مارس/آذار 2013، اتفاقية تعطي الأردن حق"الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات" في فلسطين 

وان  دور المملكة الأردنية الهاشمية في حماية رفات جنودها المدفونين هناك، الذين استشهدوا في الحروب مع الاحتلال الإسرائيلي تدل على الفداء والتضحية على تراب مدينة القدس الطهور فهي أُولى القبلتين  ومسرى جدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وإكراماً للدماء الزكية التي روت تلك البقاع الطاهر

لم يكتف الإحتلال بكل معانيه  بل أقدم  على مطاردة الأموات والأحياء على حد سواء ناهيك على البشر والشجر والحجر فهل بقي للإحتلال من شيئ يقدُم عليه من فساد وإفساد ورغم كل القوانين والأعراف الدولية أمعن في بطشه  وجبروته حتى طالت جرافته بقلب رفات الأموات ؟؟؟؟

وتعرضت المقبرة بشكل مستمر لانتهاكات من قبل مواطنين إسرائيليين يقومون من فترة لأخرى بتدمير القبور  وبالكتابة على القبور ورسم نجمة داوود

أما أحدث الانتهاكات الإسرائيلية فكانت في أكتوبر/تشرين الأول 2021، حيث جرفت آليات تابعة للسلطات الإسرائيلية أجزاءً من المقبرة اليوسفية، وجاء ذلك في ظل تحذيرات فلسطينية متكررة من مساعٍ إسرائيلية لتهويد مدينة القدس وطمس معالمها العربية والإسلامية والمسيحية عبر مخططات عديدة يقوم بعضها على الحفريات

 وتنوي بلدية الاحتلال إقامة حدائق توراتية ومدرجات تطلّ على سفوح جبل الزيتون شرقي القدس على أرض المقبرة

وعلى مدار السنوات الماضية، قامت بتغيير المعالم المحيطة بالمقبرة من خلال أعمال ادّعت بأنها “عمليات ترميم”، شملت هدم سور المقبرة الملاصق لباب الأسباط وإزالة درجها الأثري، وإغلاق الدرج المؤدي إليها، وحفر الشارع الواصل من الباب نحو “سوق الجمعة” على محاذاة السور الشمالي وصولاً إلى برج اللقلق من الخارج، بحجة أعمال الحفر والصيانة

وفي أواخر يوليو/ تموز الماضي، استجاب قاضي محكمة الاحتلال لطلب بلدية الاحتلال وما تسمى “سلطة الطبيعة” باستئناف أعمال التجريف في أرض المقبرة من أجل تحويلها إلى “حدائق توراتية”، بعد نحو سبعة أشهر من إصدار أمر احترازي بوقف هذه الأعمال

واصلت بلدية الاحتلال وما تسمى بـ “سلطة الطبيعة” أعمال التجريف ونبش القبور في المقبرة، وظهرت عظام وجماجم عدد من الشهداء، وتحطمت بفعل أعمال الجرافات

لم يسكت المقدسيون على انتهاك حُرمة موتاهم وهبّوا لمواجهة الاحتلال بصدورهم العارية في محاولةٍ لمنع استمرار عمليات التجريف في المقبرة، وأقاموا صلاتي العصر والمغرب في محيط المقبرة واندلعت المواجهات في المنطقة

أهمية المقبرة اليوسفية

وبحسب مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، تعتبر مقبرة اليوسفية وامتدادها أحد أهم وأبرز المقابر الإسلامية في مدينة القدس، حيث تعج برفات عموم أهل المدينة المقدسة وكبار العلماء والصالحين، إلى جانب مئات الشهداء الذين استشهدوا منذ بداية الفتح العمري

ومن أبرز المخططات التهويدية التي ينفذها الاحتلال في تلك المنطقة، مشروع 2020 الذي يستهدف ما أسماه الاحتلال بمنطقة الحوض المقدس (كيلومتراً واحداً حول سور القدس) إلى جانب مخطط "زاموش" الذي يطال السور الشرقي للقدس والمسجد الأقصى، ويهدف بالأساس إلى وقف تمدد مقبرتي باب الرحمة واليوسفية ووقف الدفن فيهما لاستعمال أراضيهما في المشاريع التهويدية

ومن أكثر المخططات خطورة هو "كيدم يورشاليم" الذي يتضمن قطاراً هوائياً يبدأ بجبل المشارف شرقاً حتى جبل الزيتون وزاوية المصلى المرواني مروراً بالجنوب، ويستمر حتى جبل صهيون ومقبرة مأمن الله غرباً 

 

يتفطر القلب الى مشهد عظيم مهول الأم المقدسية تصرخ علاء

علاء يمّه.. اتركوني مش رح أقوم"، هكذا صاحت أم مقدسية -صباح الاثنين- وهي تتشبث بقبر ابنها علاء النبابتة المهدد بالتجريف في المقبرة اليوسفية، في الجهة الشرقية للمسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة.

فقد تداول الفلسطينيون على نحو واسع مشاهد الأم وهي تحتضن قبر ابنها الذي أحاطت بها عمليات التجريف، بينما حاول عناصر من شرطة الاحتلال الإسرائيلي سحبها بالقوة، وهي تصيح "مش رح أقوم"، وتنادي باسم ابنها المتوفى قبل 4 سنوات

وتصر بلدية  الإحتلال على تصنيف الأرض أرضا خضراء يجب أن تُحوّل لحديقة توراتية ضمن مشروع الحوض المقدس (كيلومتر واحد حول سور القدس)، وأنها الوحيدة التي بقيت خارج المشروع ولا يمكن اقتطاعها منه في هذه المنطقة الهامة.

ولتحقيق ذلك، يقول المحامي المقدسي إن البلدية تمارس كافة وسائل التضليل والتزوير أمام محكمة الصلح في القدس من أجل إقناعها بعدم وجود مقبرة في المكان، وللمضي قدما مع سلطة الطبيعة في تحويل هذه المقبرة إلى حديقة دون أدنى احترام لحرمة الأموات فيها.

وأضاف "هناك مؤامرة كبيرة جدا تشترك فيها البلدية مع سلطة الطبيعة ومحكمة الصلح التي تعطي تغطية قانونية للمشروع التهويدي المحيط بسور القدس التاريخي، ومنذ 10 أشهر نحذر من نبش القبور في المكان.

ورغم أن ظهور الرفات يعد ورقة قوية بيد المحامين للحفاظ على هذه الأرض الوقفية، وفقا لقطينة، فإن البلدية لم تستسلم وأرسلت ردا خطيا للمحكمة أنكرت فيه أن ظهور الرفات يعود لعمليات الحفريات التي قامت بها جرافاتها.

الباحث في تاريخ القدس روبين أبو شمسية قال إن مقبرة اليوسفية اعتُمدت مقبرة رسمية في العهد الأيوبي بعد ازدحام مقبرة المجاهدين الواقعة قرب باب الساهرة بالموتى، ودفن فيها معظم المجاهدين والمرافقين الذين قدموا إلى القدس مع القائد صلاح الدين الأيوبي.

وأضاف الباحث المقدسي أن المقبرة سميت باليوسفية نسبة ليوسف بن أيوب (صلاح الدين الأيوبي)، لكن هذا لا يعني عدم وجود قبور في المكان من فترات أقدم كالعباسية والفاطميةوأكد أن بعض القبور في هذه المقبرة قديمة حيث دُفن بعض الموتى قبل 15 قرنا، وبالتالي لا بد من التأكيد على أن ادعاءات البلدية وما تسمى سلطة الطبيعة والحدائق باطلة، ويريدون من خلالها السيطرة على الموقع المهم والحساس المحاذي للمسجد الأقصى

وتحتضن مقابر القدس الخمس الإسلامية رفات كثير من المجاهدين والعلماء والأمراء ممن ارتقوا دفاعا عنها في الحروب الصليبية وبعدها في العهود الأيوبية والمملوكية والعثمانية كما يحتضن ترابها قبور عدد من الصحابة، أبرزهم الصحابيان عبادة بن الصامت وشداد بن أوس، اللذان كانا من أوائل قضاتها وعينهما الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهم

المراجع:

1) (كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا) رواه أبو داود، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} الإسراء/ 70/ حديث عائشة رضي الله عنها: يقول النبيُّ ﷺ: كسر عظم الميت ككسره حيًّا، هذا رواه أبو داود بإسنادٍ على شرط مسلم، وهكذا أخرجه ابن ماجه من حديث عائشة بإسنادٍ مسلم رحمه الله، وفي حديث أم سلمة 

((لَأَنْ يَجْلِسَ أحدُكم على جَمْرَةٍ فتَحْرِقَ ثيابَه، فتَخْلُصَ إلى جِلْدِه؛ خيرٌ له من أن يَجْلِسَ على قَبرٍ  

2) إلى صلاح الدين الأيوبي، اسمه يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدُّويني التكريتي

3) صبيحة يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة بحق المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى، في عام 1990م، كان في المسجد الأقصى حوالي 4000 مصلِ، وبينما كان اليهود يضعون حجر الأساس لهيكلهم المزعوم، حدثت اشتباكات بينهم وبين المصلين، مما أسفر عن استشهاد 26 مصلٍ وأصيب 150 آخرون، وتم اعتقال 270 م شخصًا، خلال أقل من ساعة 

4) الحدائق التوراتية تتضمن مشاريع استيطانية تهويدية، تهدف أولا إلى مصادرة الأرض ووقف التمدد السكاني للمقدسيين، ومن جهة أخرى تهدف إلى تحويلها لمراكز ومحطات رئيسية لتمرير الرواية التلمودية للإسرائيليين والسياح الأجانب، وتجذير التراث اليهودي عند الأجيال الإسرائيلية – بحسب قولهم -  إضافة إلى أن مثل هذه المخططات تأسس أرضية وإمكانية للتهجير الجماعي للمقدسيين، ومخططات التطهير العرقي وتمتد كذلك شرقي المسجد الأقصى، من ضمنها جزء من مقبرة باب الرحمة، وكذلك في منطقة حيز وادي الجوز الشرقي – أو ما يسمى بمنطقة وادي النار الشرقي، في حين تغطي مساحات على قطاع ضيق على طول السور التاريخي للقدس القديمة من الجهة الشمالية والشمالية الغربية، على امتداد المنطقة الواقعة من باب النبي داوود وباب الخليل، ووصولاً إلى باب العامود، وانتهاء بباب الساهرة والزاوية الشرقية الشمالية للسور التاريخي - قرب المقبرة اليوسفية

5) مقبرة الإخشيديين"، حيث تضم قبر مؤسس الدولة الإخشيدية في مصر محمد بن طغج الإخشيد،

6) أملاك الغائبين" من أكثر القوانين الإسرائيلية الجائرة بحق الفلسطينيين، الذي يعود تاريخه إلى عام 1950 حين أقره الكنيست "البرلمان الإسرائيلي" بعد قيام دولة إسرائيل بعامين، وبموجبه تم ‏الإستيلاء على الأراضي والممتلكات التي تعود للفلسطينيين الذين هُجّروا منها، نتيجة تسليم حكومة مملكة بريطانيا الارضي التي احتلتها اي فلسطين ضمن ما يسمى"بالانتداب" في عهد عصبة الامم المتحدة، وذلك في سبيل إنهاء الحكم الإسلامي للدولة العثمانية والتي امتد نفوذها بين الشرق والغرب، ولإنهاء الفكر العثماني الذي كان بين مدٍ وجزرٍ طيلة أربعة قرون، فنهاية حقبة زمنية بحلوها ومرها جاء لتأسيس نظام عالم جديد، من أجل ترتيب أوراق الشرق العربي بالذات، من خلال إعادة تنظيم احتلال فلسطين للأبد، بزرع جسم محمول ومحاط بالحماية الدائمة من الغرب، لبسط السيطرة على المقدرات الطبيعية  في أراضي الأمة العربية، وإنشاء ممالك وجمهوريات متناحرة، لنهب الخيرات

7) سوق الجمعه ، والذي كان احد اهم معالم القدس حيث كان السوق محط انظار المقدسيين ايام الجمع ، فهو  مكان لقاء تجار المواشي وبائعيها وشاريها من جميع انحاء الضفة الغربية  وقطاع غزة والعرب في الداخل والقدس ، فسوق الجمعه ملاصق لسور القدس من الجهة الشرقية على مدخل مقبرة باب الاسباط مقابلة حي الصوانه . في ذلك السوق الاشهر كانت تجرى صفقات بيع وشراء المواشي من الجمال والابقار  والماعز ، لقد كان مشهدا احتفاليا يزيد القدس

8) مخططات " زاموش" إحاطة البلدة القديمة بالقدس بالحدائق التوراتية ، الأمر الذي بدأ فعلا ، حيث افتتحت قبل يومين "حديقة تيدي الجديدة"، بجوار باب الخليل ومنطقة بركة السلطان سليمان القانوني، فيما يتواصل العمل لبناء متنزه عام وتهويد كامل منطقة بركة سلطان سليمان القانوني.
في الوقت نفسه تحدث "مخطط زاموش " عن إقامة عدد من القطارات الهوائية التي تسهل الوصول السياحي والصهيوني من جميع المناطق المحيطة بالقدس القديمة لتربطها بمنطقة حائط البراق، وقبل أيام أعلن عن البدء بترتيبات مستعجلة لإقامة قطار هوائي بطول 1.5 كم يصل ما بين منطقة جبل الزيتون/رأس العامود- قبالة الجهة الشرقية للمسجد الأقصى- وبين باب المغاربة وحائط البراق، بالتوزاي مع ربطه بمنطقة باب الخليل.
بالإضافة الى ذلك فإن "مخطط زاموش" اقترح أقامة عدد مبانٍ ومراكز تحكّم وإدارة في مناطق عالية مشرفة على القدس والأقصى، ويأتي المخطط الذي أعلن عنه مؤخرا باسم "مركز آينشتاين"، بارتفاع 35 مترا- 10 طوابق- ، على قمة جبل المشارف، من الجهة الشمالية الشرقية المطلة على المسجد الأقصى ، لتحقيق جزء من "مخطط زاموش" 

9) الباحث في تاريخ القدس روبين أبو شمسية

10)هيئة أشراف بيت المقدس