• 9 نيسان 2022
  • حارات مقدسية

 

 بقلم الباحث الشيخ مازن اهرام 

 

  اليوم سوف نتحدث عن حارة من اقدم الحارات التي انشأت خارج اسوار البلدة القديمة الا وهي هي حارة واد الجوز، حيث سميت  بهذا الاسم نسبة لشجر الجوز الذي فيها والتي تشتهر به حتى الزمن الحالي. "كان حي وادي الجوز حتى نهاية القرن التاسع عشر أراضٍ أميرية وهي أراضٍ تابعة للحكومة العثمانية 

الاصول والنشأة: تعود أصول الأراضي الأميرية إلى تلك الأراضي التي فتحت في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتركها من بعده في أيدي أهلها وعليهم الخراج وسميت بذلك أرض السواد وبقيت ملكاً لأهلها دون أي منازع يملكونها ويتصرفون بها حسب مصالحهم دون تدخل من الأفراد أو الدولة، وأيضا اشترها المسلمون وتوارثوها حسب نظام الأرث في الشريعة الأسلامية بإقرار الدولة الأسلامية على مر العصور  

يقوم أفراد بزراعتها. وقد كان الحقّ في الزراعة في تلك الأراضي يتوارث من جيل لآخر داخل العائلات

وادي الجوز حي مقدسي - فلسطيني في القدس وهو في الجانب الشرقي لمدينة القدس تتكون المنطقة من عدد من الأحياء الثانوية: من الشرق حي وادي الجوز الذي يقع في المسار الشمالي لوادي النار(وادي كدرون) و هو أحد أشهر أودية فلسطين ويقع جنوب مدينة القدس، وهو واد يفصل بين مدينة القدس وجبل الزيتون، ويمتد من وادي الجوز عابرًا بركة سلوان إلى دير مار سابا وينتهي عند البحر الميت. ويبلغ ارتفاعه فوق سطح البحر حوالي 650م.  و من الشمال- الغرب حي الحسيني (لاحقا سُميَ بالحي الأمريكي)،و من الجنوب- الغرب حي المسعودية حيث أقيم حي المسعودية في منتصف القرن الـ 19،على وقف اليملي وكان يضم 67 منزلا، ليبني مسجد سعد وسعيد عام 1905 شمس الدين البلقيني   على بعد ذلك على أراضي وقفية إسلامية،

 وكان البناء في الأساس مقرا لخان مملوكي بناه الظاهر بيبرس في عام 1264. (المصرارة الشرقية) وفي الوسط حي باب الساهرة (الحي الذي يقع خارج باب الساهرة). ويحد الحي من الشرق الصوانة وجبل الزيتون، ومن الشمال والشمال الغربي الشيخ جراح، ومن الغرب خط وقف اطلاق النار الذي قسم القدس في الاعوام 1949-1967بين إسرائيل والأردن الخط الأخضرالذي وقع تحت الاحتلال الإسرائيلي في حرب 1967. ويعدّ الآن من الأحياء الهامة في القدس الشرقية

بحسب الأرشيفات العائلية، في القرن السادس عشر قامت عائلة الخطيب المقدسية  ببناء مصيف في منطقة وادي الجوز. بدأ حي وادي الجوز بالتطور في نهايات القرن التاسع عشر، ويعود ذلك لخروج عائلات مسلمة ثرية من داخل سور البلدة القديمة والانتقال للعيش خارج السور عام 1871 .

 هذا البناء أصبح نواة للأحياء المحيطة بالبلدة القديمة: الشيخ جراح، وادي الجوز وباب الساهرة. في هذه الفترة بدأ بناء البيوت الأوائل في المنحدر القادم من منطقة متحف روكفلر(الفلسطيني) أو متحف فلسطين للآثار هو متحف أثري يقع في القدس الشرقية يضم مجموعة كبيرة من القطع الأثرية المكتشفة من الحفريات التي أجريت في فلسطين في عهد الانتداب البريطاني مابين العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين. تم افتتاحه في عام 1938 ليكون أحد أقدم متاحف الآثار في الشرق الأوسط 

منطقة وادي الجوز ومع بداية الاحتلال البريطاني تواجد 15 بيتاً  في  

بحسب التقديرات: 

حيث كانت عائلة الهدمي كانت العائلة الأولى التي تركت البلدة القديمة وقامت ببناء بيوت في هذه المنطقة كان ينتمي مؤسسو الحي إلى الطبقة الاجتماعية المتوسطة ومن بينهم: (عائلة غوشة ) المقدسية  و(عائلة نيروخ )هاجرت من الخليل في القرن ال- 19 ( وعائلة الأنصاري ) من القرن الثامن(.بسبب وفرة الأراضي الفارغة والغير مأهولة، بدأ الحرفيين الانتقال إليها من داخل البلدة القديمة

وذلك في سنوات الثلاثين من القرن الماضي وفي فترة الحكم البريطاني تشير الإحصائيات الى وجود أكثر من 70 مبنى في منطقة وادي الجوز في هذه الفترة الأراضي كانت تتبع منطقة وادي الجوز في الفترة البريطانية للمنطقة الشرقية لقرية لفتا، وكان يطلق على منطقة المنحدرات لجبل المشارف: أرض السمار، أما على الأراضي في الجزء العلوي كان يطلق عليها: أرض البياض. مساحة الحي في هذه الدراسة هي 740 دونم  وبلغ  

الأحياء الفرعية

يقسم الحي إلى عدة أحياء فرعية: حي السعايرة، حي الفلكيين التابع للأوقاف الإسلامية وهو حي جديد نسبيا والمحاذي لمنطقة الصوانة وبُني على أراضي مشروع الأوقاف الذي خُصص لموظفيه، (سكن المعلمين )الراس وهي المنطقة الموجودة في المنطقة العليا وحارة التنك  وأرض السمار  المحاذية لإراضي لفتا  

للحي،أيضاً حي الإطفائية وهي في المنطقة الجنوبية للحي بجانب مركز إطفاء القدس، وحي الحسبة القريب من سوق الجملة ويمتاز ببيع الخضار والفواكه والمواد الغذائية

وقد كانت بعض العائلات الفلسطينية الغنيّة تقضي فصل الصيف في رعاية أراضيها في تلك المنطقة ومن ثم لاحقًا في بدايات القرن العشرين بدأت بعض العائلات بالانتقال للعيش في وادي الجوز بشكل دائم. نظرًا لقربها من البلدة القديمة ولامتلاكها مساحات مفتوحة واسعة التجأ إلى وادي الجوز العديد من اللاجئين والمهاجرين الريفيين منذ نكبة عام 1948 وقام رئيس بلدية القدس (الفلسطينية) أنذاك روحي الخطيب بنقل المنطقة الصناعية من شارع نابلس إلى وادي الجوز وذلك بهدف توسيع محطة الباص المركزية التي كانت موجودة هناك . شهد وادي الجوز انتعاشًا اقتصاديًا في بداية الثمانينات عندما بدأ عدد من أصحاب الكراجات ومحلات تصليح السيارات بفتح محلاتهم فيها إذ جذبتهم معدلات الإيجار المنخفضة نسبيًا.

الحياة الإجتماعية والإقتصادية

تتركز في منطقة وادي الجوز الحياة التجارية والصناعية في القدس الشرقية الذي يسمى مركز المصالح التجارية الرئيسي الشرقي

أهم المعالم في  وادي الجوز  مسجد عابدين

مسجد عابدين مسجد كبير يقع في حي وادي الجوز في مدينة القدس، على بعد نصف كيلو متر عن المسجد الأقصى إلى الشمال منه. أنجز بناءه عام 1939 م، وسمي باسم عائلة الأخوين عبد المحسن وعمر عابدين اللذان قاما ببنائه

 

وأيضاً مسجد حجازي :

الموقع:  محلة وادي  الجوز  كرم الدهيري ويقع هذا المسجد خارج سور البلدة القديمة في بداية منطقة وادي الجوز حيث يقع على رأس جبل مشرف اشرافا كاملا على تلك المنطقة 

المنشئ:رشيد بن حجازي بن عمر حجازي 

الموقوف: مسجد حجازي (بيت الصلاة ومئذنة  الوقف 

 الاماكن الاثريه والتاريخيه

المقبرة الاسلامية اليوسفيه: وهي المقبرة المحاذية للسور الشمالي الشرقي للبلدة القديمة، غالبية سكان وادي الجوز يدفنون في هذه المقبرة 

قصر الشيخ- شيد هذا المبنى على يد محمد الخليلي، مفتي القدس في بدايات القرن ال-18 . ُ في الوقت الحاضر هذا المبنى مهجور ومهمل ويقع بجانب حديقة روكفلر. متحف روكفلر للاثار- بني في سنوات الثالثين من القرن المنصرم. يوجد به آثار أكتشفت أثناء الحفريات التي كانت في الفترة البريطانية، بالإضافة إلى مجموعة صور اكتشفت في البلاد في العقود الاولى من القرن للمواقع الاثرية، وتوثيق للحفريات الاثرية اوائل القرن العشرين. وضع بالقرب من المتحف والمقبرة الإسلامية نصب تذكاري للجندي الأردني المجهول، والذي أقيم تخليدا لذكرى مقاتلي الفيلق الأردني الذين سقطوا في حرب 1967 . قامت الاوقاف الإسلامية ببناء النصب التذكاري، وذلك بعد انتهاء الحرب  تقوم السفارة الأردنية سنويا في شهر حزيران يونيو بمراسم تخليداً لذكرى شهداء  الجيش الأردني مكان  النصب وتدعو إليه الكثير من الشخصيات البارزة

 

فيها مقبرة مسيحية مهملة واختبأ في مغاراته رجال السلطان زنكي تزور

 "وادي عبيد الله" المنسيّ بالقدس

على سفوح جبل الطور/الزيتون الغربية، حيث التقاء وادي الجوز ووادي قدرون في القدس المحتلة؛ تنحدر أسفل الشارع الرئيسي بقعة منسية عميقة سميت "وادي عُبيد الله"، ورغم مساحتها الكبيرة وقربها من سور القدس والمسجد الأقصى الشرقي، فإنها تعاني من الإهمال، ويندر الحديث عنها في المراجع العربية المكتوبة، كما غابت تماما عن وسائل الإعلام

يبدأ الوادي من تقاطع الشارع الرئيسي المؤدي إلى منطقة الصوانة، ويمتد حتى حدود كنيسة قبر السيدة مريم، في مساحة تقدر بنحو 1.5 كيلومتر مربع، ضمن وادي قدرون أو مريم، الذي يحيط بتلة المسجد الأقصى الشرقية، والذي زخر بالآثار والقبور على مر آلاف السنين.

النازل إلى الوادي في فصل الصيف تغوص أقدامه في الحشائش الصفراء اليابسة، أما في الشتاء فتغوص في الماء والوحل، فعمقه واتساعه جعلاه مجمّعا لماء الأمطار، التي أضرت بالآثار والمزروعات والقبور فيه

ورغم ذلك، تنتشر في الوادي أشجار مثمرة كالتين واللوزيات وشجيرات صغيرة كالبطم والسماق، بالإضافة إلى القمح والشعير، التي استطاعت الصمود بفضل المصاطب الزراعية الحجرية التي بُني بعضها منذ العهدين الأموي والعباسي، لتقليل انجراف التربة في السفح الجبلي
أول القصور خارج السور
تسكن في نصف الوادي عائلة فلسطينية واحدة تجاور معلما أثريا مهملا، الذي ذكره المؤرخ شمعون ليندمان كأحد القصور الأوائل التي بنيت خارج أسوار مدينة القدس، والذي لم يتبق منه اليوم إلا بقايا برج متهالك يحوي بئرا بيزنطية عميقة

بعد كثير من السؤال والتحري عن تاريخ البناء، أكد الباحث في تاريخ القدس روبين أبو شمسية أن المؤرخين لم يوثقوا هذا القصر، لأن بناءه لم يدم طويلا، لكنه ظهر إلى الواجهة في حفريات الفترة الأردنية قبل احتلال القدس، والتي استؤنفت من قبل سلطة الآثار 

وتعود أساسات البناء إلى العهد البيزنطي المتأخر، الذي بُني ليكون قلعة أو برجا للمراقبة، ويتوقع أبو شمسية أنه تهدم بفعل الغزو الفارسي أو الزلازل، وبقيت قاعدته الصخرية الأصلية ليبني فوقها أحد وجهاء المدينة قصرا صيفيا له في القرن 17 في العهد العثماني
عمره مليونا عام
يقدّر عمر هذا الوادي بنحو مليوني عام، وفق معطيات اتساعه وعمقه بالعُرف الجيولوجي، ويشير إلى أنه كان خطا دفاعيا منخفضا لمدينة القدس، حيث حالت طبيعته وعمقه دون ارتياد محتلي القدس له

وعلى مدار الوادي، تنتشر العديد من المغارات بمستويات متباينة داخل السفوح الجبلية المطلة عليه، والتي استخدمها الإنسان منذ العهد الروماني لتخزين الغذاء وتربية المواشي والاختباء، ومن خلال مشاهدة  تباين ارتفاع المغارات بانخفاض مستوى الوادي عبر مئات آلاف السنين بفعل العوامل البيئية 1976
خرج يسأل الله الشهادة
في إحدى هذه المغارات اختبأ رجال السلطان نور الدين زنكي، الذي كان يبعثهم كل فترة ليأتوا بالأخبار التي تساعده في تحرير المدينة المقدسة من الصليبيين آنذاك، وهذا ما دلت عليه عشرات الكتابات بالخط الكوفي، والتي حُفرت داخل مغارة مطلية بالجص تعود إلى منتصف القرن السادس للهجرة

ذكر هذه المعلومات عارف العارف في كتابه "المفصل في تاريخ القدس"، وأورد ما تضمنته أحد هذه النقوش قائلا :

"الله ولي بكر بن عمر، حمزة بن حميد، بشر بن عبد الله، محمد بن سنان، المنشئ إياس بن أحمد، عبد الواحد بن السائب، أيوب بن عبد الله، خرج وهو يسأل الله الشهادة

دلنا صوت صهيل الخيل في الوادي على إسطبل داخل كهف صخري كبير، ذي مدخل حجري يعود إلى العهد العثماني المتأخر، كما تفاجأنا خلال مشينا بعشرات القبور المسيحية التي تمتد على مساحة 3 دونمات في حالة يرثى لها
الاحتلال يسيطر على الوادي
تقسم أرض الوادي إلى عدة قطع، تعود ملكيتها للأوقاف الإسلامية في القدس، في حين منح صلاح الدين الأيوبي عام 1180 مقاطع منها كوقف ذري لعائلة الأنصاري، حتى استأجرتها كنيسة الروم الأرثوذكس منهم عام 1905 لمدة 99 عاما، استمرت تلقائيا بعد الاحتلال وسقوط الدولة العثمانية , ويؤكد متولي وقف الأرض محمد عاصم الأنصاري (80 عاما أنه تولى وقف الأرض بعد الشيخ عبد الله الأنصاري، الذي كان رئيسا للسدنة في المسجد الأقصى، وسميّ الوقف باسمه

ورغم كبر مساحة الوقف وأهمية موقعه، فإن الأنصاري اليوم لا يستطيع التصرف فيه، فقد وضع الاحتلال يده على الأرض بحجة تحويلها إلى حديقة وطنية، كما يحتفل المستوطنون الإسرائيليون بأعيادهم الدينية في هذا الوادي ووينتصف الطريق المؤدي إلى  جبل الطور كرمي الورد والتفاح وقديماً سُميت تلك المنطقة ب- (مراية الأقصى ) لإنعكاسها  على جهة مسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة ,

بصفتها المستأجر الحالي، وافقت بطريركية الروم الأرثوذكس على تحويل الاحتلال المنطقة لحديقة وطنية، وأن الاحتلال بحث في الوادي عن آثار تعود إلى عهد الهيكل الأول أو الثاني لكنه لم يجد، فقررت سلطة الحدائق والطبيعة الإسرائيلية تحويله إلى "حديقة وطنية" بصفته مكانا قريبا من "الحوض المقدس"، كما تدعي سلطات الإحتلال وضعت فيه شواهد حجرية وعلامات للتوجيه السياحي، ضمن ما

وقدأغلقت سلطات الإحتلال  مسجد ((ابن قدامه المقدسي))بتاريخ 23/ 5/2011م   الكائن في  حي وادي الجوز  بالقدس  بعد افتتاحه  مدعياً أن المسجد ليس له رخصة بناء من  بلدية الإحتلال

 

 

 

شجرة الجوز

رأسي عبارة عن سحابة ، بداخلي البحر ،
أنا شجرة جوز في حديقة ساره
عقدة تعقد عقدة، شجرة جوز عجوزة تتنهد
لا أنت يمكنك التمييز ولا الناس يمكنها

أنا شجرة جوز في حديقة ساره
أوراقي هشّة مثل السمك في الماء
أوراقي شائكة مثل مناديل الحرير،
مزقها ، عيناك ، وردتي ، امسح دموعك
أوراقي يدي ، ولدي مائة ألف يد
لمسك يا قدس بمائة ألف يد
أوراقي هي عيني ، أتطلع في دهشة

أشاهدك بمئة ألف عين ، يا قدس
دقات أوراقي مثل مائة ألف قلب

أنا شجرة جوز في حديقة ساره