• 20 أيلول 2022
  • حارات مقدسية

 

بقلم : الباحث  الشيخ مازن اهرام 

مسجد أثري، يعود تاريخه إلى عهد الخلافة الراشدة في فلسطين، حيث سُمي نسبةً إلى الخليفة عمر بن الخطاب.

الموقع: يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة المغاربة. أدخلت على المسجد إصلاحات في العهد الأموي، بالجهة الجنوبية من حارة الشرف التي كانت تؤدي إلى حارة المغاربة من جهة الغرب. ويتوصل إليه عبر زقاق طويل يبدأ من التقاء طريقي باب السلسة وخان الزيت قريباً من خان السلطان، ثم الاتجاه جنوبا وهو اليوم محاط بالكنس والمتاجر التابعة للمستوطنين اليهود المُقامة على أنقاض الدور ومحلات السكن العربية.  

ويقوم هذا المسجد في موضع هام؛ إذ يحيطه كنيسان: واحد من الشمال، والآخر من الشرق حيث يبعد عنه نحو 50م. وإلى الغرب منه مدرستان متطرفتان ومركز لشرطة الاحتلال يفصلها عن المسجد الشارع العام، وبضعة دكاكين.

 وتجدر الإشارة إلى ان هذا المسجد مؤسس على أرض وقفها أحد المسلمين قبل منتصف القرن الثامن الهجري/ الخامس عشر الميلادي، (لعائلة البشيتي المقدسية) إلا أنه محاط بعقارات استولى عليها اليهود وعلى مواضعها من المسلمين بعدة طرق في أيامنا هذه. ما يجعل منه بؤرة حساسة. 

تاريخ الإنشاء:

أما تاريخ بناء المسجد وبانيه فيبدو انه قريب من تاريخ وقفه، فقد أورد مؤرخ القدس مجير الدين الحنبلي بناء منارة للمسجد” من جهة القبلة وهي مستجدة بعد الثمانمائة”. ويبلغ ارتفاعها 15 متر. ومئذنة جميلة مربعة الشكل وملوكية الطراز كما أوردت وقائع حول إحدى الدور الملاصقة له ويحددها بسنة (878هـ/1473م). ما دفع البعض غلى ترجيع إنشائه قبل هذه الفترة.

الوصف المعماري:

ويعبر المصلي إلى المسجد من بوابة حديده مجاورة للطريق، ثم يصعد عبر ممر طوله نحو ستة أمتار، ثم يرقى عدة عتبات تقوده إلى ساحة مكشوفة يكتنفها حوض حجري يقابل المؤدي يقابل الباب المؤدي إلى المصلى، الذي تبلغ مساحته بحسب وثائق مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية 30م² وهو معقود بالأقواس التي تلتقي حول فوهة في الوسط وتعمل هذه الفوهة على التهوية والإضاءة هي وثلاثة شبابيك أخرى، منها شباكان في حائطه الشرقية، وشباك في الجنوبية، وقد استحدث في جداره الجنوبي محراب عبارة عن حنية، والمسجد مبلط ومفروش بالحصير. ويتبع المسجد في الجهة الجنوبية ساحة ثانية مساحتها 1,5×7م² محاطة بدرابزين حديد. يتم الوصول إليها عتبات تؤدي إلى بوابة حديدية من جهة الجنوب الغربي تفضي إلى دورة مياه وميضأة يجلس المتوضأ فيها على مقاعد حجرية. كما يتبعه غرفة صغيرة المساحة (2×3) م² ملاصقة مدخله، ويستخدمها المصلون في وضع أمتعتهم وحوائجهم.

المسجد تقام فيه صلاة الظهر والعصر فقط   وقد تم الاستيلاء على جهاز مكبر الصوت منعاً لرفع الآذان إضافة على الاعتداء على المسجد ومرافقه وإقامة جدار استنادي على جدار المسجد   

وتشير بعض الحجج الشرعية إلى استمرار المسجد في أداء رسالته طوال العهد العثماني، ما أوجب تعيين الموظفين والأئمة من حين إلى آخر ومن هؤلاء   يشار إلى الشيخ أبي السعود وولده الحاج أحمد  

 وقفيات المسجد:

أما أوقافه فكانت تشمل 6 دكاكين مجاورة له وداراً في القدس مكونة من غرفتين، وحاكورة تعرف بحاكورة القصارة في حارة الأرمن.

وقد أولت دار الأوقاف بالقدس هذا المسجد أهمية خاصة فعمدت إلى توفير ما يحتاجه من تعمير وعناية.

بقي المسجد العمريّ الكبير شامخاً في حارة الشرف. الحارة الواقعة بجوار حارة المغاربة. وقال الشيخ مازن اهرم، رئيس هيئة الأشراف ببيت المقدس وفلسطين أن حارة الشرف ينسب اسمها لأحد رجالات القدس، يدعى شرف الدين موسى، فيها ضريحه، وتعرف ذريته بــ "بني شرف". كانت تعرف حارة الشرف أيضاً بــ حارة الأكراد، ثم سميت بــ حارة العلم".

وقفيات المسجد 

الواقف الشيخ ابي عبد الله محمد بن احمد بن إبراهيم   القرشي    الهاشمي المغربي الاندلسي المتوفى   سنة (519هـ/ 1292م)   

س. ش 21و 1324 و 1325 س.ش 27و 730 و س ش  28 و1778 

س.ش 33 و  763  و س.ش 45و 467 

مجير الدين الحنبلي    الانس الجليل   ج2    ص  145  

ابن عماد   الحنبلي   شذرات الذهب   ج2 ص 342  

ابن التغري   بردي   النجوم الزاهرة    ج6   ص 184

اليافعي   مرآة الجنان   ج3   ص 496- 497 

  س.ش   28   و 1285  نوع الوقف    خيري   

تاريخ الوقف    599هـ/ 1202م   قبل هذا التاريخ   

الموقوف    الجامع العمري   الكبير   في حارة الشرف  وزاوية  كانت   قائمة    في خط  مرزبان 

 جهات الوقف المصلون   المسلمون   المصادر  س.ش 28 و 1285  

اما أوقافه فكانت تشمل 6 دكاكين مجاورة له وداراً في القدس مكونة من غرفتين، وحاكورة تعرف بحاكورة القصارة في حارة الأرمن

المراجع:

الأوقاف الإسلامية القدس الشريف دراسة تاريخية موثقة المجلد الأول   استنبول 2009م  اعداد د. محمد غوشة    تقديم  د. خالد آرن   مركز  الأبحاث  للتاريخ   والفنون   والثقافة    الإسلامية   بإستنبول ص45

عبد الملك بن مروان الاموي القرشي ابو الوليد 26هـ/86هـ/646م/705م/ خامس الخلفاء الأموين 

مساجد بيت المقدس، محمد الكفراوي، نادي الخريجين العرب، القدس، 1983، ص

الوقف ومعاملاته في مطلع القرن الثامن عشر من خلال سجلات المحكمة الشرعية ( محمود سعيد اشقر)(ص33.34,86

مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية

مقابلة خاصة مع الشيخ مازن أهرام   مراقب مساجد القدس سابقاً

اصار هيئة اشراف بيت المقدس 

 

كنيس الخراب

 بنيّ كنيس الخراب كأحد المعالم اليهودية البارزة، بجانب المسجد العمريّ الكبير داخل القدس القديمة، على أنقاض حارة الشرف الإسلامية؛ التي حولتها سلطات الاحتلال الإسرائيليّ إلى حارة اليهود، بعد أن هدموا وبدلوا معالمها".

كنيس الخراب يتألف من أربع طبقات، ويتميز بشكله الضخم وقبته المرتفعة جداً التي تقارب ارتفاع كنيسة القيامة، وتغطي على قبة المصلى القبلي داخل المسجد الأقصى للناظر للمسجد من اتجاه الغرب.

يقع في البلدة القديمة لمدينة القدس. ويقوم الكنيس اليوم على أطلال كنيس بُني لأول مرة في عام 1700 فيما كان يسمى «دير الاشكيناز»، ثم هدم وبني عدة مرات

وأثناء حرب 1948 دمر الكنيس، وحدثت عدة محاولات لوضع تصميم جديد لإعادة بنائه، إلا أنها لم تدخل حيز التنفيذ حينها. وفي عام 2001 قررت الحكومة الإسرائيلية إعادة بناء الكنيس، ورصدت له ميزانية بقيمة 12 مليون دولار تقاسمتها مع يهود متبرعون حول العالم. وبدأ بنائه عام 2006 فور الانتهاء من وضع خرائط هندسية على أساس صور قديمة للكنيس قبل هدمه عام 1948.

وكانت إسرائيل في قرار حكومي آخر قد أوكلت مهام إدارة كنيس الخراب إلى ما يسمى «بصندوق تراث حائط المبكى»، وهي شركة تابعة للحكومة الإسرائيلية تتابع شؤون حائط البراق بشكل مباشر من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية. يرتفع كنيس الخراب 24 مترًا وتشمل قبته 12 نافذة، مطلية باللون الأبيض، ويقع على مسافة 300 متر من الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وبجواره ملاصقة يقوم المسجد العمري التاريخي المغلق.

كنيس هحوربا المقام على جزء من المسجد العمري الكبير «مسجد عبد الله بن عمر» في حارة الشرف المصادرة إلى الجنوب الغربي من الأقصى. وجدير بالذكر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أغلقت المسجد العمري بدعوى أنه تصدر من مكبرات صوته أصوات مزعجة، وهي الأذان، والمسجد حالياً مغلق ومهجور!

حسب المصادر اليهودية كان في القرن الثالث عشر الميلادي باحة في القدس أطلق عليها اسم دير الاشكيناز، للجالية الأشكنازية في القدس. وهي الفترة التي طُرد فيها اليهود الاشكيناز والمسلمين من الأندلس. وفي عام 1488، وصف عباديا بن ابراهام باحة كبيرة تضم عدة منازل مقصورة على الاشكيناز، مجاورة لكنيس مبني على أعمدة في إشارة إلى كنيس رمبن. وكان كنيس رمبن يتشارك في استعماله الأشكناز 

والسفر ديم حتى عام 1586، عندما صادرت السلطات العثمانية المبنى. بعد ذلك أسس الأشكناز كنيسًا داخل ديرهم، بالقرب من باحتهم.

في شتاء 1700، وصلت إلى القدس مجموعة من 500 يهودي إشكنازيم بقيادة الحاخام يهودا هاحسيد من أوروبا. وكانوا من المتصوفين العاملين على التعجيل بوصول المسيح المنتظر وذلك باستقرارهم في القدس واتباع أسلوب حياة زاهد. وبعد أيام من وصولهم المدينة، توفي هاحسيد، تبددت آمالهم الخلاصية وبدأت المجموعة بالتفكك. وقد تمكن الذين بقوا منهم من بناء أربعين مسكنًا وكنيسًا صغيرًا في دير الأشكناز. وبعد ذلك مباشرة، قرروا بناء كنيس أكبر، إلا أن المهمة كانت باهظة الثمن. فقد اضطروا لمحاولة رشوة السلطات العثمانية للسماح لهم لإنشاء المبنى. تكاليف الإنشاء غير المتوقعة والصعوبات المالية وثقل الضرائب الأخرى استنفدت أموالهم. فأصبحوا فقراء واضطروا إلى الاستدانة من العرب، حتى سقطوا تحت وطأة ديون كبيرة. الضغوط والتهديدات من الدائنين دفعتهم إلى إرسال «مشولخ» (مبعوث حاخامي) للخارج طلبًا لأموال لسداد الديون. وفي نهاية عام 1720، ومع عدم سداد الديون، فقد الدائنون العرب صبرهم وأضرموا النار في الكنيس ومحتوياته، وقد سُجن قادة الجماعة الأشكنازية، وبعد ذلك بفترة قصيرة مُنع كل الأشكنازيون من التواجد بالقدس. ومع مرور الوقت بُنيت محال تجارية في الباحة وبقي الكنيس خربًا وكومة حجارة، ولذلك أصبح اسمه «خربة الحاخام يهودا هاحسيد».

صمم وأشرف على بناء كنيس الخراب أسعد أفندي معماري السلطان الرسمي.  وقد بني على الطراز البيزنطي الجديد، وكان يرتكز على أربع   في كل ركن وترتفع فوقهم قبة كبيرة. وقد تم انشاء واحد فقط من تلك الأبراج. الأبراج الثلاثة الأخرى لم يكن فيهم الدور العلوي ولا القبة الصغيرة التي تعلو البرج الواجهة كانت مكسية بحجر مصقول وضمت نوافذ مقوسة بارتفاع 12.5 متر. ارتفاع الكنيس إلى ما تحت القبة كان حوالي 16 متراً ولأعلى القبة كان 24 متراً 

ظل الكنيس على حاله حتى 25 مايو 1948 عندما حاصر الجيش الأردني بقيادة عبد الله التل مجموعة من قوات عصابات الهاغانا داخل هذا الكنيس  وطلب الأردنيون من الصليب الأحمر أن يخرج جميع المتمركزين داخل كنيس حوربا حتى لا تقوم القوات الأردنية بقصف الكنيس، فاستغلت العصابات الصهيونية الكنيس كمعسكر حربي ورفضت قوات الهاغانا الخروج من الكنيس. وفي 26 مايو 1948 أعطى عبد الله التل قوات الهاغانا مهلة 12 ساعة للخروج، وإلا يقصف الكنيس، وبالفعل تم طرد عصابات الهاغانا التي تمركزت داخله.