• 24 شباط 2021
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : عزام توفيق ابو السعود

 

المتتبع للحوارات الداخلية بين المهتمين بالإنتخابات، وبين تصريحات كبار الفتحاويين في البلد .. لا بد أنه لاحظ وجود تيارات أربع رئيسية ..

التيار الإول : هو تيار بقاء الحال على ما هو عليه، واخراج قائمة فتحاوية مطعمة بالشباب ، محسوبة جغرافيا وعشائريا ، وهم التقليديون والمستفيدون من بقاء الوضع الحالي قياديا، وأن الانتخابات ستعطيهم الشرعية ، وبأن السلطة ديمقراطية وتجري انتخابات تشريعية، وربما رآسية ..

التيار الثاني : وهو التيار الذي يطلق على نفسه تيارا إصلاحيا، ولكنه لا يختلف فكريا عن تيار بقاء الحال الا في موضوع تغيير الاشخاص القياديين واستبدالهم بأشخاص موالين لقيادة هذا التيار، ولدى هذا التيار مال وعلاقات تُدِرُّ المال.

التيار الثالث : هو تيار وحدوي، يرمي إلى عمل مصالحة فتحاوية فتحاوية ، وتشكيل كتلة تضم كل التيارات معا أو معظمها، بحيث يتقاسمون جميعا الغنائم المتاحة او التي يمكن أن تتاح في المستقبل ، لكنه فكريا سيكون استمرارا لتيار بقاء الحال، أو ما يمكن تسميته بكلمات أكثر تبسيطا " تيار سيري فعين الرب ترعاك" .. ولكل مقام مقال، ولعلنا ندرك أن هذا التيار هو ما تنصح به معظم الدول العربية والصديقة الفلسطينيين، من باب حسن النية، او من باب إتاحة المجال لها للتدخل في المستقبل والتغلل في اساليب صناعة القرار، أو من خلال الوعود بمال يدعم الميزانية، أو معابر يتنفس الناس من خلالها.

التيار الرابع : هو تيار التغيير، من مبدأ أنه لا يمكن إصلاح ما أفسده الدهر، وأن الأوان قد آن لا لتغيير الأشخاص في القيادة فحسب، ولكن لتغيير أسلوب وطريقة إدارة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، بفكر جديد ورؤيا جديدة ومنهجية مختلفة يتم وضعها من خلال حوار داخلي فتحاوي يضم مستقلين ومفكرين وفصائل أخرى ، تؤدي الى تغيير نمطي شامل في ادارة السلطة وفكرها وبخطط مدروسة جيدا..  وأن يتم ذلك بتمويل فلسطيني فقط ودون تمويل خارجي من أية دولة عربية أو أجنبية..

الغريب في الأمر أن التيارات الاربع ترى أن من أهم فرص نجاحها، أن يكون مروان البرغوثي رئيسا لقائمتها أو على الأقل ضمن صفوفها أو موافقا عليها، أو أن تكون له كوتا عددية لأشخاص سيكونوا ضمن هذه القائمة يختارهم بنفسه. والغريب أيضا أن هذه التيارات جميعها تسعى أيضا أن لا تكون قائمتها فتحاوية مطلقة، بل أن يتم تطعيمها بمستقلين من ذوي الكفاءة والسمعة الطيبة ونظافة اليد ..

جميع هذه التيارات بالطبع تقول أن من أهم مبادئها محاربة الفساد ، ومحاكمة الفاسدين ، واعادة اللحمة بين الضفة والقطاع ،وتعديل بعض القوانين المجحفة بحق المواطن، وتحسين الأداء الحكومي والرقابة عليه ، وعدم إهدار المال العام، والتمسك بالقدس عاصمة للشعب الفلسطيني، وجميع الكليشيهات الوطنية المعهودة ..

أما في مدينة القدس، فإن المقدسيين يتخبطون  فبعضهم يرى تشكيل قائمة مقدسية منفصلة، يكون هدفها التركيز على صدارة قضية القدس للمشهد السياسي الفلسطيني بعد طول تهميش، للقدس في اهتمامات السلطة الفلسطينية ومحاربة أسرلة المدينة، والوقوف أمام المخططات الاسرائيلية للمدينة. وبعضهم يفكر بقائمة مقدسية تضم شخصيات ضفاوية وغزية  محبوبة جماهيريا وذات كفاءة ونزاهة، يمكنها أن تكسب بعض المقاعد في المجلس التشريعي، وتكون هذه القائمة هي كفة ترجيح الميزان، إذا كانت أي من كتلتي فتح أو حماس لم تتمكنا من الحصول على أغلبية في عضوية المجلس، وبحاجة للإئتلاف مع كتل أخرى.

نحن نتفرج ونرى ( على المكشوف) كيف يفكر الفتحاويون والمستقلون الذين لا يجدوا لهم امكانية للنجاح والتأثير لوحدهم، وأن على بعضهم الانخراط إما مع فتح ( بوحدتها أو بكل انقساماتها)  وإما مع حماس ، التي ترسم خططها للإنتخابات بهدوء أكثر .. وبدون ضجات إعلامية، ونحن تنتظر نتائج انتخاباتها الداخلية، لنعرف من سيقود حماس.. حمائمها أم صقورها أم بين بين.

وأخيرا أدعو الله قائلا " أهدنا الصراط المستقيم" ولا حول ولا قوة الا بالله.