• 29 آب 2021
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : داود كُتّاب

 

هزني خبر وفاة الفتى المقدسي على برقان (17 عام) أثر سقوط جدار عليه خلال  مساعدته الجيران بهدم منزلهم بايديهم  في حي المروحة في بيت حنينا بالقدس. الحادث المؤسف يعيد للنقاش السؤال المحير الذي يدور في عقول المقدسيين : لماذا يقوم أبناء المدينة المقدسة بهدم منازلهم بأيديهم؟ اليس من الافضل سياسيا أن يقوم المحتل بنفسه وعلى مراء من العالم بهدم البيوت بدل من ان نقوم نحن بمساعدته واعفائه من فضيحته؟

الجواب  المركب الواضح هو أن الاحتلال البغيض يقوم في حال امتنع الشخص عن هدم بيته بيده ، بإرسال فاتورة باهظة تفوق قدرت سكان القدس  بل انه يتم منع صاحب البيت من السفر أو العمل في حال رفض دفع تلك الفاتورة.

ولكن أين دور المجتمع المدني والمؤسسات في مساعدة أصحاب البيوت في تسديد تلك الفاتورة الاحتلالية الظالمة ؟  قد يقول قائل إنه ليس من المنطق أو المفيد أن يتم الاستفادة من أموال مخصصة للصمود لدعم ميزانية الاحتلال من خلال دفع بدل هدم منزل من قبل البلدية وجيش الاحتلال؟ هذا سؤال غاية من الأهمية. فليس كل من يبني بيتا بدون ترخيص يستحق أن يتم دعمه فقط لان الاحتلال والبلدية ترفض ما قام به. قد يكون الجواب اننا بحاجة الى استراتيجية في موضوع البناء والإسكان بشكل عام ،  فازمة السكن خانقة وللأسف هناك مؤسسات كبيرة أقيمت من اجل ذلك ولكنها فضلت الابتعاد والتركيز على المشاريع الصغيرة المريحة،  وتكمن تلك الاستراتيجية بتحديد أولويات البناء ، وفي تلك الحالة نعم يمكن أن تقوم المؤسسات الوطنية وصناديق الدعم والصمود بتعويض من يتم هدم منزله من قبل الاحتلال مهما كانت الفاتورة بشرط أن يتم تعرية المحتل لما يفعل.

ما حدث للفتى على برقان أمرا محزنا تتحمل مسؤوليته سلطات الاحتلال وبلدية المحتل التي تضع العراقيل الدائمة والمستحيلة في موضوع البناء بحيث يتم إجبار المواطنين على تجاوز الإجراءات لكي يتم وضع سقف فوق رؤوسهم. كما وتشير تلك الحادثة المؤلمة على ضرورة إيجاد حل وطني مقدس مشكلة البناء و الهدم الذاتي.