• 16 تشرين أول 2021
  • أقلام مقدسية

 

 بقلم: سعادة مصطفى ارشيد

 

ر لا زالت مفاعيل زيارة المسئول الأمريكي هادي عمرو لرام الله تتفاعل , و لكن دون ضجيج حتى الآن , فقد ظهر أن الضيف العزيز لم تكتفي بلقائه مع الرئيس أبو مازن و فريق السلطة و أركانها كما ورد في الأنباء , و إنما كان له لقاءات واسعة الطيف التقى خلالها بشخصيات و فعاليات و قوى و أحزاب سياسية منها الحزب الحاكم , و كذلك ناشطي المجتمع المدني – جماعات المنظمات غير الحكومية الممولة من واشنطن أو ألمجموعه الأوروبية – و رجال اعمل و نقابيين , استعرض هادي عمرو مع هؤلاء الوضع الفلسطيني و خاصة الداخلي مبديا راية و رأي الإدارة الأمريكية التي يمثلها و وزارة الخارجية التي يعمل موظفا لديها , فقال و استمع .

بالغ الإعلام الإسرائيلي و الفلسطيني على حد سواء في تناول هذه الزيارة , الإعلام الإسرائيلي تهويلا , و الإعلام الفلسطيني تبسيطا , حسب ألصحافه  (الإسرائيلية ) أن الرسائل التي نقلها هادي عمرو كانت قاسية و مباشرة , إلى حد وصل إلى التهديد , كما قال ايهود ايعاري على إحدى الفضائيات  (الإسرائيلية ) : الإدارة في واشنطن فقدت صبرها من رئيس السلطة , و تطالبه بوضوح إجراء تعديلات في شكل السلطة و مضمونها ( وظيفتها ) , و أن عليه و على من حوله في الحكومة و فتح الكف عن إطلاق تصريحات عنترية , مع أن هادي عمرو و الإدارة الأمريكية يعرفون مداها ولا يأخذونها مأخذ الجد , و يحذر هادي عمرو أبو مازن من الاستجابة للمصريين في إجراء مصالحة مع حماس أو تشكيل حكومة مشتركه معهم , و ان عليه تغيير الحكومة الحالية , و كما أكد أن الرئيس بايدن لا يريد رؤية أبو مازن .

الإعلام الفلسطيني الرسمي ( وكاله الأنباء الفلسطينية  - وفا )  بدورة  , ذكر في خبره المنشور , ما قال الرئيس لزائره الأمريكي فقط  , و لم يذكر ما قال هذا الأخير , و ركز إعلام السلطة لاحقا على اقتراح الرئيس أبو مازن جول عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة و الرباعية الدولية , باعتباره المخرج من حالة الانسداد الحالي .

لا ادري هل تساءلت الدبلوماسية الفلسطينية عن إمكانية عقد هكذا مؤتمر أصلا , في وقت لا يجد الرئيس بايدن ما يبحثه مع الرئيس الفلسطيني , و في حين تتعثر وكاله غوث و تشغيل اللاجئين في عملها و تمويلها , و في مقال لصحفي فلسطيني مطلع نشر في جريدة القدس ذكر في  أن هادي عمرو عندما سئل عن موعد إعادة فتح القنصلية الأمريكية بالقدس , و موعد إعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن الذي أغلقته إدارة الرئيس السابق ترامب , أحال هادي عمرو الجواب لرئيس الوزراء ( الإسرائيلي)  نفتالي بينت و كأنه يقول ان القرار لدى هذا الأخير , و في وقت تتوقف ألمجموعه الأوروبية عن رفد ميزانية السلطة بمساعداتها المالية المعروفة , متذرعة حينا بقضايا الحريات و قصة الراحل نزار بنات , و حينا آخر بملفات الفساد التي يتتال نشرها و الصادرة مؤخرا عن جهات رسمية , و حينا تلبث بسبب الكورونا و بعض القضايا الإدارية الخاصة بأوروبا , و فوق ذلك تقول مصادر فلسطينية لمراسل هارتس جاك خوري , أن هادي عمرو يريد حكومة تكنوقراط تحظى بدعم حماس  , ربما أرادت هذه المصادر أن تقول أننا و حماس سواء في العلاقة مع الأمريكان .

أي مؤتمر دولي يمكن أن يعقد ؟  ثم ما هي عناصر القوة التي نستطيع أن نمارسها في هذا المؤتمر – أن عقد ؟ وبعد كل هذا لم نرى أو نسمع عن أي اتصال أجرته جهة من الجهات التي من المفروض أن ترعى المؤتمر الدولي بالقيادة الفلسطينية , فيما لم تجد القيادة من تتصل به سوى بابا الفاتيكان فرنسيس الثاني , حيث تم تبادل المجاملات و الكلام الطيب , و استمع البابا فرنسيس لشكوى الرئيس أبو مازن , جراء السياسات (الإسرائيلية ) الرسمية و غير الرسمية , و تغول المستوطنين في القدس و أحياء سلوان و الشيخ جراح و تماديهم على المسجد الأقصى , و بالطبع أن الحبر الأعظم استمع بآذان صاغية و رد بإعطاء أقصى ما لديه من تضامن و تمنيات بان يعم السلام هذه الأرض المقدسة , و هو ولا بد تحدث عن فضائل الصبر و إيمانه الراسخ بها , و في ظني انه سيذكرنا بصلاة و يخصنا بدعائه.

منذ أيام شاركت في يوم بحثي في مدينة نابلس , و كان من بين المتحدثين , مسئول أوروبي , قال لنا , انه كلما اجتمع مع فريق فلسطيني سواء بالضفة أو غزة , يسمع منهم مطالب و اقتراحات , من نوع : على الأوروبيين أن يفعلوا كذا , ا وان يقدموا ذاك , و أكمل : أجيبهم أن ألمجموعه الأوروبية تتكون من سبعه و عشرين دولة تمثل سبعة و عشرين امة تحتاج أن تتفق جميعها على ما ستدفع أو تفعل , فيما انتم فصيلين تنتمون إلى شعب واحد و غير قادرين على الاتفاق , لذلك أقول لكم اتفقوا مع بعضكم أولا قبل أن تطالبوا الآخرين بالاتفاق على سياسة تجاهكم , تصل إلينا كل هذه الرسائل في رام الله و غزة , ويتعثر الأداء الحكومي و الإداري , تنشر هيئه الرقابة الرسمية تقارير عن خراب و فساد يعرفه الجميع , و لا يخفى على احد , تنسد آفاق العمل السياسي , و كل يتمترس في مربعه , مستعد للحوار و التفاوض مع كثير ممن يختلف معهم , و لكنه غير قابل للتفاوض الجدي و الذي يصل إلى نتائج مع الاخر الفلسطيني .