• 6 آب 2022
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : صلاح الزحيكه 

 

طرح الأديب الشهيد غسان كنفاني في نهاية روايته رجال في الشمس سؤاله الأخير....... لماذا لم تقرعوا جدران الخزان .......!؟

تلخص قصة رجال في الشمس حالنا في ذاك الزمان وحتى يومنا هذا  ، عندما هجر الفلسطيني من وطنه وبدأ البحث عن منفى له في شتى البقاع طلبا للعمل والعيش الكريم بدلا من عيشة مخيمات اللجوء .....!!!

أبطال قصة كنفاني عدة رجال دخلوا صهريج مياه بعد أن دفعوا كل ما يملكون لسائق الصهريج لتهريبهم إلى الكويت ، لكن القدر عاكسهم وتم إيقاف الصهريج لساعة أو أكثر عند الحدود الكويتية من الدخول  وبقي الرجال ينتظرون لساعة او أكثر كأنها الدهر داخل الصهريج الذي وصلت  الحرارة فيه درجة الغليان ،  وقبل ان ينطلق سائق الصهريج من جديد بعد السماح له بالدخول للكويت ، لفظ الرجال أنفاسهم ....!!؟

استشهدت واستشعرت بمعنى فلسفة الصمت والسكوت التي قادت رجال إلى الصهريج إلى الموت وهم ينتظرون الفرج .....!!؟ وما تحمله رواية 

 كنفاني  من بعد إنساني عميق ...

ويأتي السؤال الذي وجهه كنفاني مجازا أبطال قصته ..وهو يقصد جمهور قرائه ....لماذا لم تقرعوا جدران الخزان ....!

ولم تأتي الاجابة حتى اليوم من " الاغلبية الصامتة " ( الجمهور ) بل من السياسيين" المتفيقهين" والذين بدورهم يبيعون الوهم للناس معززين فكرة الصمت عند الناس وهم يتشدقون بالحديث عن الفساد والظلم من حاكم او حزب حاكم او فئة متنفذة بقرار او سلطة   بقولهم أن الأغلبية الصامتة ويقصدون بها الشعب سوف يقتصون ويحاسبون عند صناديق الاقتراع والانتخاب.....!!

فيتحايل أصحاب النفوذ او القرار او السلطة بعدم الذهاب إلى صناديق الانتخابات ويصدرون فرمانات التعيين ، أو يصدرون قوانين بقرار ..!!

وأعود هنا إلى السؤال الذي طرحه كنفاني لماذا لم تقرعوا جدران الخزان ..!!؟

الصمت والسكوت قادهم حتما إلى الموت .!!!

ولو فكروا بينهم وبين أنفسهم فإنهم أمام خيارين لا ثالث لهما إما الموت اذا صمتوا وإما النجاة إذا صرخوا بأعلى صوتهم وقرعوا جدران الخزان .....!؟  

إلى الأغلبية الصامتة اقصدكم بهذه المقالة إلى متى صمتكم ...!!؟

أنصحكم بقراءة رواية الشهيد كنفاني " رجال في الشمس " لتتيقنوا أن السكوت والصمت موت .... وأن إسماع الصوت وقرع الجدران حياة ....!

أخص بهذه النصيحة أصدقائي الذين دائما يقتنعون بان الصمت قاتل ومميت لكنهم لا يتكلمون ويصرخون بعالي الصوت ليسمعوا من به صمم ...!!!

وإلى أن ينكسر جدار الصمت .... ربما نلتقي ....!!؟