• 17 أيلول 2022
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : كايد هاشم

 

الزمان والتاريخ ومنه زمان اللويبدة وتاريخه يظل حياً ممتداً بين الماضي والحاضر والمستقبل ولا ينفصل عن بعضه البعض لأن في ذلك القيمة الحقيقية والإدراك الواعي لروح المكان وصورته المكتملة في وجدانات وقلوب من يعرفوه حق المعرفة، المتماهين بروحه وليس من سكنوه وأقاموا فيه وحسب، فالارتباط بالمكان ليس ارتباطاً ظاهرياً بالمباني والشوارع والحدائق والأشجار وظلال الأفياء الوارفة وما إلى ذلك، وإنما هو الارتباط بذكريات وناس عاشوا من كل الأطياف .. وأصداء باقية من أصواتهم وأحزانهم وشجونهم وضحكاتهم .. إنها طريقة حياة لا يدركها الساكن أو الزائر أو المار بالجبل ليس إلا وإن أحب اللويبدة أو بعضاً من المكان وراقته مناظر رآها وراوده شعور من إعجاب إو راحة أو سرور في لحظة ما أو ساعة ما .. 

بل إن اللويبدة هو عالم عند من ينصفون روح المكان تعيش فيه الحياة .. كل الحياة .. لا لأنه تراثي وثقافي، ولا لأنه مضمخ بعطر الياسمين والزيزفون وخضرة دوالي العنب التي تزين باحات بيوتات عدة فيه، ولا لأنه الهادىء هدوء الأمل في المساءات، وسكينة النفس في الأسحار، والمطر العاشق للأرض ومطالعة الوجوه الطيبة ليس إلا، ولكن لأنه يصبح عالمك الأثير الذي تستطيع أن تعيشه بكل أفراحه وأحزانه وصباحاته وأماسيه ولياليه .. وأنت "ساكنه" وهو "ساكنك" .. أو قريباً منه أو بعيداً عنه .. المهم أن تكون في عمق روحه !

رحم الله مَن فقدنا في كارثة البناية السكنية في اللويبدة وألهمنا وذويهم الصبر وحُسن العزاء، وشافى الجرحى والمصدومين وربط على القلوب المكلومة والحزينة. 

وحفظ الله الأردن الغالي وشعبه وقيادته الهاشمية،  وحيا الله جهود أبنائه من رجال الأمن والدفاع المدني والإسعاف والأطباء وكل من يعمل وقلبه على الوطن !