• 7 تشرين الثاني 2022
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : عزام توفيق أبو السعود

 

العالم الديمقراطي الغربي ، لا يريد أن تصل الديمقراطية الى فلسطين ، تابعوا الديمقراطية في إسرائيل، وشغّلوا ماكنتهم الاعلامية لمتابعة الديمقراطية الاسرائيلية ، ولم يهتموا بمخرجات هذه الديمقراطية ، التي أدت الى بروز نظام فاشي إسرائيلي مقيت .. نفس هؤلاء لا يريدون ديمقراطية في فلسطين، لأن الديمقراطية ستخرج جيلا من الساسة أكثر تشددا في الحقوق الفلسطينية!

ليس الغرض من مقالي هذا هو الكلام عن المعايير المزدوجة التي تقوم بها الدول الديمقراطية ، ولكني سأدخل الى الرغبة الشعبية الفلسطينية، التي سئمت فتح وحماس وصراعهما واتفاقاتهما الزائفة، كما سئمت الفصائل المتعددة التي لا وجود لها على الأرض، والتي تتولى الحكم ( ولو شكليا) من خلال عضويتها للجنة التنفيذية ومحاصصتها في عضوية المجلس الوطني والوظائف الحكومية والوزارات بينما لا يمثلون أكثر من أنفسهم. ولا أريد أن أدخل في المجموعات الشعبية والأكاديمية والمستقلة التي يزداد عددها، ويزداد عدد أشخاصها، والداعية جميعها إما لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، أو إجراء إنتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني لنخرج بقيادة جديدة متجددة للشعب الفلسطيني تنتج ساسة تنفيذيين بدم جديد وروح جديدة ، بغض النظر عن ما ستنتجه من تركيبة، لكن قوة فتح وقوة حماس لن تكون أي منها هي الغالبة، وإنما ستكون قوى الشباب الرافض لتفرد هاتين القوتين هي ما ستكون مخرجات أي انتخابات كما أعتقد.

يبقى لدينا مشكلة من سيقود هذه الطفرة التي نأمل أن تقوى وتصل الى رغباتها في إجراء انتخابات .. سيكون لدينا صعوبة ضمن أسماء ستقترحها حماس أو فتح للمنافسة على الرئاسة .. والناس بالطبع لا تريد أيا منها ضمن المنظومة الحالية، وضمن المتنفذين من قيادة فتح أو من قيادة حماس على حد سواء.. فأي من الأسماء التي ستقترح، أو ستفرض من قبل هذين الفصيلين لن تعجب الناخب الفلسطيني .. ونحن لا نريد كمخرج لأي انتخابات أن يعاقب الغزيون حماس ، ولا أن يعاقب الضفاويون فتح .

في استعراضي لمن يمكن أن يكون الخليفة، أو يمكن أن يجد قبولا شعبيا كبيرا قد يوصله الى سدة الرئاسة .. أجد في رأسي إسمين فقط  لديهما الكاريزما المحبوبة شعبيا، والتي لها دور نضالي ومعاناة طويلة داخل السجون الاسرائيلية .. الاسم الأول هو الشيخ رائد صلاح!!! والاسم الثاني هو مروان البرغوثي !

الشيخ رائد صلاح إبن أم الفحم ، والذي تعلم في الخليل، والبطل الحقيقي لفتح المسجد المرواني داخل الحرم الشريف في القدس وأحد حماة الأقصى، والذي يملك القوة النضالية الذاتية والاصرار على تحقيق أهداف يعتبرها جميع الفلسطينيين ، مسلمين ومسيحيين أهدافهم الذاتية وروح نضالهم ليعيشوا بكرامة وحرية. هذا الرجل الذي قضى ربع حياته في السجون وربعها الثاني في الاقامة الجبرية أو الابعاد عن الأقصى وعن القدس. 

مروان البرغوثي، المناضل الطلابي، والسجين في السجون الاسرائيلية عدة مرات آخرها بحكم مؤبد قضى نصف حياته في السجون ولا زال، ورغم أنه فتحاوي أصيل، إلا أنه يمكن أن يكون مقبولا على حماس كحل يرضي كافة الأطراف : الفتحاويون الأصليون، وحماس، وعامة الفلسطينيين الذين يؤمنون بأن السجن يزيد من صلابة الرجال، ومن نقاء وعمق تفكيرهم ومن قدرتهم على القيادة!!!

المشكلة أن الشيخ رائد هو من فاسطيني الداخل، يحمل الجنسية الاسرائيلية .. قد يخلق ذلك بعض المزايا وكثير من الصعوبات مثل كونه لا يحمل هوية فلسطينية ، ويحتاج الى موافقة إسرائيلية ليأخذ هذه الهوية التي تعتبر أحد شروط الترشح للإنتخابات الفلسطينية..  ولكن الفرق بين الشيخ رائد صلاح وأي مقدسي ؟ ألا يحق لمقدسي يحمل الهوية الزرقاء أن يترشح للرئاسة؟ مجرد سؤال... 

والمشكلة الثانية هي مع مروان البرغوثي .. السجين المحكوم بالمؤبدات .. هل ستفرج عنه السلطات الاسرائيلية ليشارك بالإنتخابات كمرشح؟ أم علينا أن ننتخبه وهو في السجن؟

على ضوء ما تقدم .. ولست أدري إن كان لدي من يوافق أو يعترض على هذين الاسمين ، أن نعمل بكل جهد وبكل قوة ضاغطة يمكن أن تتوفر لنا، أن نسعى منذ الآن أن يتمكن أحد هذين الرجلين من الوصول الى الترشح للرئاسة ، وأن لا ننتظر حتى يفرض علينا أي شخص ليكون رئيسا مؤقتا سيصبح دائما بالقوة ونفاق المنافقين، والتدخلات الخارجية .. علينا منذ الآن أن نضغط للإفراج عن مروان، أن نقود حملة محلية ودولية ضاغطة من أجل الافراج عنه .. من له علاقة بالأمريكيين، أو الاوروبيين، أو حتى الدول العربية التي لها علاقات مع اسرائيل، أو معاهدات سلام ، عليهم أن يقنعوهم  ويضغطوا عليهم في حملة قوية  للإفراج عن مروان البرغوثي، وعلينا أن نقنع الفتحاويون والحمساويون ليعملوا على وصول أحدهما للرئاسة، حتى لو كانا في السجن، أن يسمح لهما بالترشح للإنتخابات .. وأن نعمل على إنجاح أي منهما حتى وهو في السجن، لنخبر العالم أننا نمارس حقنا الديمقراطي .. فهل من مجيب ؟؟