• 26 شباط 2023
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : عزام توفيق أبو السعود

 

كانت الجلسة الأخيرة قبل أسبوع لمجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات التي شاركت فيها، أشبه بجلسة " كلام فاضي" .. لم أجد ممن حضروها كثير من الزملاء الفلسطينيين ، الذين اختاروا الاعتذار أو الهروب الى الخلف وأنا أحترم قرارهم لأنهم يعرفون أكثر مما أعرف. أما أنا فلم أتردد بقبول الدعوة لحضور الإجتماع لسببين لا ثالث لهما.. الأول أنني الوحيد الذي بقي في المؤسسة ممن تربطهم صلة قرابة بياسر عرفات من جهة الأم ، بعد إقالة ناصر القدوة ووفاة المرحوم محمد القدوة " ابو مجدي" . أما السبب الثاني فهو أن " أتفرج " على ما سيحصل في الإجتماع كي أجد مادة أو مواد للكتابة، خاصة وأنني مقل في الكتابة هذه الأيام ! 

وللتوضيح فإن مجلس أمناء مؤسسة عرفات يتكون من ثمانين عضوا نصفهم فلسطيني ونصفهم من شخصيات عربية متميزة عرفوا عرفات جيدا، بينهم رؤساء جمهوريات عرب سابقين أو رؤساء وزارات أو وزراء سابقين أو شخصيات اعتبارية معروفة على المستوى العربي. 

كان عمرو موسى  المصري رئيسا لمجلس الأمناء لخمسة عشرة سنة، استقال بعد الإنقلاب الذي حصل في المؤسسة قبل سنوات ثلاث، لأن الانقلاب الذي أطاح بناصر القدوة من رئاسة مجلس الإدارة تم بدون علمه ودون استشارته مما أفقد المؤسسة استقلاليتها وجعلها تابعة للسلطة ، مما حدى بأحد أعضاء مجلس ألأمناء العرب لأن يسألني : هل هذه مؤسسة ياسر عرفات أم مؤسسة محمود عباس؟!!!

لم يحضر الجلسة أمين عام عام الجامعة العربية أبو الغيط لأنه كان يحضر مؤتمر القمة الأفريقي في أديس أبابا، ولم يحضرها أيضا وزير خارجية مصر، كلاهما ارسل مندوبا عنه .. لم يتطرق أي من مندوبيهما للموضوع السياسي الفلسطيني والعربي وهذا ما لم نره سابقا في اجتماعات مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات العروبية الشاملة.

ويبدو أن رئيس مجلس الأمناء الجديد، الدكتور ممدوح العبادي الأردني، والذي كان نائبا لعمرو موسى قد مورس عليه ضغط كي يختصر الجلسة الى أقل من ساعتين، ولم يعط موضوع نقاش الوضع العام للعالم العربي بما فيها فلسطين أي مجال ، مما أدى لإستياء عدد من الأعضاء وخاصة العرب منهم لأنهم لم يتحدثوا عن مشاكل دولهم فلم يتحدث أحد عن اليمن أو سوريا أو لبنان أو تونس أو السودان أو حتى العراق.. وكنت أشفق على وزيرة خارجية السودان السابقة وهي ابنة الصادق المهدي الزعيم السوداني الكبير، فهي تتحدث عن السودان في "القعدات" الجانبية  أثناء الإفطار أو الغداء أو العشاء وعن معارضتها للتطبيع! أما رئيس اليمن الأسبق علي ناصر محمد والذي يقود المصالحة الداخلية في اليمن فلم ينبس ببنت شفة في الجلسة أو في الندوة التي تركزت حول موضوع واحد هو كيفية مواجهة حكومة العنصريين في اسرائيل.

لم تجر انتخابات لمجلس الإدارة وبقي مجلس الإدارة يدار من قبل نائب رئيسه .. ويبدو أن الإجتماع قد تم " لفلفته " بتدبير مسبق، و" تكتكة " من يتلاعبون بالقانون الأساس ويفسروه على هواهم، لتبقى المؤسسة رمزية الطابع ولا علاقة لها بواقع فلسطيني مرير.

بقي السؤال الأهم الذي يطالبني به الأصدقاء بأن أستقيل من مؤسسة باتت عضويتها شكلية ولا معنى لها ولا تأثير غير " البصم" لقرارات أعدت مسبقا ودون نقاش خاصة في موضوع العضوية وما يمكن أن يقال وما لا يسمح بقوله .. هل أستقيل من هذه المؤسسة لأن العضوية لا تقدم ولا تؤخر؟ .. أم أبقى أجلس في كرسي على الشمال مثل النقاد ؟ أرى وأنقل الصورة النقدية ليعرفها الجميع . علّ الصحيح يصح، والنظرية تقول أن جحا أولى بلحم ثوره.. هذا إذا كان عند جحا ثور أصلا.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!!