• 21 آب 2023
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : هشام الرجبي 

 

 القدس لنا شعار رفعه مستثمر اسمه بشار المصري في  إطلاق المشروع بمؤتمر حضره لفيف من اعيان القدس ورجال الدين والسياسة والوجهاء أكثر غرابة من الشعار ذاته القدس لنا

وكعادة هذه المؤتمرات ترفع شعار اهتراء على منصات الخطابات وهو مشروع لتعزيز صمود المقدسيين!!!

ولنتحدث عن تعزيز وصمود تلك الجمل الرنانة التي حصدت مؤسسات وجمعيات بل ودول ملايين الدولارات كان نصيب هذه الجهات ما نسبته 100% وكان نصيب المقدسيين قماش يافطات الشعارات لترقيع يومياتهم البالية.

من يبحث بمشروع القدس لنا يكتشف حجم الجريمة والزور والمغالاة بالشعارات الزائفة حتى أن صاحبنا في افتتاح مؤتمر هذا المشروع كان يلقي خطاب الفاتحين.

المشروع قطعة ارض من احدى الطوائف النصرانية الدير مقابل إعطاء نسبة من المباني لا اعلم حجمها تحديدا ولكن لا اعتقد انها تقل عن نصف مشروع الإسكان  بقي النصف الآخر وما علمناه أن تلك الجهة الدير قد اشترك غير حصتها عدد كبير من الشقق في المشروع أيضا ، بقي المتبقي تعزيز صمودنا

أعلن عن ثمن الشقة الواحدة وهي الأصغر حجما 80 متر مربع بحوالي 300 ألف دولار أي يزيد عن المليون شيكل بقليل والحديث يدور عن أصغر الشقق فلو كانت الشقة مرفهة وبحجم أكبر قد يصل سعرها إلى 500 ألف دولار أي ما يقرب من مليون وسبعمائة ألف شيكل تقريبا.

المقدسي الذي جاء الفاتح بشار المصري ليعزز صموده وهو المدين لدولة الاحتلال بفواتير ارنونا ومخالفات سير وغرامات تأخير دفع فواتير الماء ، ومتراكم عليه ديون اجرة بيته لأكثر من شهرين، ويكاد يكون رسام خرائط بحيث يسير في طرقات المدينة محدد نقاط الخطر البقال في نهاية الطريق ولكن هناك زقاق فرعي يوصل الى بيته واللحام عند ناصية الشارع إنما هناك تحويدة للالتفاف عليه وبائع الخضار في منتصف سويقة احدى الحارات لكن غير مهم سينتظر المقدسي البائس حتى يلهي بائع الخضار احد الزبائن ليمر وطبعا بعد حقل الألغام هذا كله هناك القنبلة الذرية تنتظره في البيت مصاريف الاولاد والمدارس وثلاجة تحتاج لإصلاح والمروحة توقفت والصيف على غير عادته هو الوحيد الذي قدم كل ما يستطيع لتعزيز صمود المقدسي وشاب لم يذهب للجامعة لأنه لم يدفع الرسوم وفاتورة كهرباء تهدد بقطع التيار ان لم يتم تسديد الديون القديمة وحذاء ابنته التي خرج من مقدمة الحذاء اصبعين دليل على نصر الحالة وتحتاج حذاء غيره وزوجة لها أيضا بعض المطالب وعلى المقدسي ان يمتلك قدر هائل من الحنكة ليؤجل كل ذلك لموعد نزول الراتب الذي هو أصلا ينزل على خجل من دفعات قروض او شيكات او خصومات .

بالمختصر ان حصل هذا المقدسي البائس على ثلث الراتب فهو بألف نعمة وفضل من الله وبالطبع هناك ميزانية النقوط كانت قديما فقط بالأعراس لكنها اليوم تطورت فأصبحت في نجاح التوجيهي والعقيقة والسلام حتى ان البعض يبحث عن أي مناسبة ليقوم بها لجمع النقوط وكأنه مشروع استثماري ويأتي بعد ذلك صاحبنا صاحب مشروع القدس لنا ليعزز صمودنا بإسكاناته الفاخرة فلو كانت شقة في الجنة لكان منالها اسهل واخف .

يا سادة القدس فعلا لهم لأصحاب الأموال تجار الشعارات ومن حضر هذا المؤتمر واستمع لتفاصيله وأسعار شققه  يصل الى قناعة ان القدس ليست لنا .