• 24 حزيران 2024
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : احمد الصفدي 

 

 خطاب نصرالله  الأخير الذي حظي باسم "خطاب الردع الاستراتيجي" رسم خطوط خارطة طريق الخلاص من المأزق المتشعب الحالي ومن حرب المراوحه في المكان وهذا ما يفسر مسارعة كافة الأطراف تلقفه والتناغم معه كما يرشح من التصريحات الامريكية والاسرائيلية العديدة . 

عملية طوفان الاقصى كانت صادمة جدا للجميع وقد جاءت لإغلاق الطريق على عملية التطبيع الوشيكة بين العرب واسرائيل ، كما أظهرت العملية أن حماس كانت تخطط لها منذ سنوات بصمت وضمن عملية تمويه ذكيه .

 لكن يبدو أن حماس نفسها قد فوجئت بمدى نجاح العملية كما فوجئت بـ ضراوة ووحشية واستطالة البطش الاسرائيلي ، اسرائيل حولت الرد الى اعلان حرب بالتنسيق مع أمريكا والغرب لاستغلال العملية للقضاء على حماس والجهاد و البندقية الفلسطينية قضاء مبرما وتغيير الواقع … 

لذلك سارع نتنياهو الى تلقف الفرصة واعتبرها طوق نجاة من مازقه الداخلي وصعد الى شجرة عالية الاهداف .

 هذا التوجه المتغطرس الذي لا يحسب خط الرجوع ولا يحسب قصور قوته ولا مضاعفات شن حرب جنونيه هستيريه على أكثر التجمعات السكانية اكتظاظا في العالم ، وضع إسرائيل قبل غيرها في ورطة صعبة متشعبة . 

كما ان الحصانة الممنوحة للكيان الاستعماري تتصدع ، الردع يتاكل والوحدة الداخلية تتفسخ . والائتلاف يضعف والفئران تهرب من سفينة الحرب التي تراوح  مكانها والخسائر هائله والورطه القانونية الجنائية جسيمة والصوره الدولية تتشيطن والطفل المدلل للغرب يتحول إلى عبء مكلف على حاضنيه ، ومؤشرات الهجرة وفرار رأس المال تتزايد .

لا شك ايضا ان حماس والمقاومة في مأزق وضائقة وأمام تحد صعب ووضع أهل القطاع المدنيين  المسحوقين بين فكي الكماشة تجاوز كل حدود الوجع . 

الضفة والسلطة الفلسطينية كذلك في مأزق مالي معيشي حرج بسبب البطش والخناق واغلاق شبكة الامان المالية التي هي اكسير حياة السلطة.

دخول نصر الله ومن ثم جبهة اليمن والعراق للمساندة والضغط زاد من عمق المأزق وتعقيده وأثار مخاوف إقليمية دولية كبيرة من توسع الحرب ، لقد  قدم حسن نصر الله  للجميع في خطابه الردعي  ردا على التهديدات المتغطرسه من اسرائيل وطرح خطة طريق واضحة المعالم تشمل : 

 كل الجبهات مترابطة وعقدتها المركزية الحالية غزة .

 ان تم وقف الحرب في غزة ستتوقف الحرب في كل الجبهات

  ان وسعت إسرائيل دائرة الصراع فحزب الله جاهز لكل السيناريوهات ويقف لها بالمرصاد قولا وفعلا وعتادا. ولا يحسب أي حساب لتهديدات إسرائيل الكلامية بالاعادة لبنان الى العصر الحجري 

 لا اتفاق من دون وقف الحرب تماما و بضمانات دولية مهما  تخابثت أمريكا كعادتها اذهبوا وتفاوضوا مع حماس ومقاومة غزة فهم ممر إجباري لوقف الحرب والاتفاق وهم العنوان ولا احد غيرهم ولا تتعبوا أنفسكم بالبحث عن بديل لهم 

 قواعد الاشتباك في شمال اسرائيل تغيرت وقوة الحزب الردعية النوعية مشهودة واثبتت نفسها ،وقائمة أهدافه دسمه كبيره وواسعه وحيوية حسب ذمة حسن والهدهد … 

 رسالة نصر الله لقبرص تحتوي على تهديد غير مباشر لامثالها ممن قد يخطر ببالهم دعم إسرائيل بأي شكل كان .

بإختصار العقدة صعبه ولكن الحل بسيط :وقف الحرب والتفاوض ندا لند وبلا فشخره او انبره حارتنا ضيقه وبنعرف بعضنا …