- 7 تموز 2024
- أقلام مقدسية
بقلم : عزام توفيق أبو السعود
بالرغم من أنه ليس لدينا وزير خارجية، وإنما وزيرة دولة للشؤون الخارجية، وهذا يعني أن وزارة الخارجية بيد رئيس الوزراء.. إلا أن لدينا كثير من الوظائف المتعلقة بالأمور الخارجية، العديد من المستشارين في الرئاسة ، بعضهم فقدوا مناصبهم الوزارية في الوزارة الجديدة، وبعضهم كانوا ولا زالوا مستشارين للشؤون الخارجية، وبعضهم مسؤول عن الخارجية في اللجنة التنفيذية، أو المركزية ، أو المرحومين المجلس الوطني والتشريعي .. أو سفراء الترضية ، وعلى ذلك يمكن أن يكون لدينا كم هائل من المعنيين أو ن لديهم خبرة في الأمور الخارجية يمكن أن يزيد عما لدى الصين مثلا من هؤلاء.. وعلى ضوء ذلك أود أن أسأل ماذا يفعل هؤلاء ؟ ربما هم ينتظرون موعد صرف الرواتب ونسبة ما سيصرف منها!!! أو أنهم مجرد يفرحون لعدد الدول التي تعترف بفلسطين كدولة مستقلة ليكتبوا لها رسائل الشكر!؟
لدينا محكمة عدل دولية لا زالت مترددة في الحكم على ما يحصل في غزة : هل هي إبادة جماعية أم أنها ستؤدي إن استمرت الى إبادة جماعية، وهي مستمرة على هذا الحال منذ عدة شهور.. فهل هؤلاء الوزاراء والمستشارين يجمعون ويوثقون الأدلة القاطعة بالإبادة الجماعية، أم أنهم ينتظرون جنوب إفريقيا أو إسبانيا أو ايرلندا لتقوم بهذه المهمة نيابة عنهم؟؟!!!
سمعت أن بعض السفراء النشطين إعلاميا قد طُلب منهم أن يُهدّوا .. أن لا يشتركوا في برامج تلفزيونية لشبكات تطلب منهم الحديث وشرح وتحليل ما يجري من وجهة النظر الوطنية الفلسطينية التي بداخلهم ... لماذا ؟؟ !!!
هل فكر هؤلاء المستشارين الجهابذة في خطوة إضافية يمكن أن يفعلوها؟ على سبيل المثال : هل يفكرون برفع دعوى جديدة لدى محكمة العدل الدولية للمطالبة بتعويض أسر المدنيين وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن من الرجال أو حتى الرجال الذين استشهدوا في حرب غزة ممن لا علاقة لهم بحماس أو أي منظمة أخرى تحارب في غزة ؟؟؟ هل يحضرون ملفا لأربعين ألف شهيد وأكثر من مائة ألف جريح ليطالبوا من قتلهم بتعويض أسرهم ماليا .. هل فكروا بأن يحملوا إسرائيل المسؤولية عن تدمير المنازل وبالتالي أن تتحمل الحكومة الإسرائيلية النسبة الأكبر من تكاليف إعادة إعمار غزة، لا أن تهدم وتحطم وتطالب المجتمع الدولي والدول الغنية بإعادة الإعمار دون أن تدفع هي أي مبلغ مقابل ذلك!!!
أعتقد أن هذا ملف كبير يجب العمل عليه، ملف تعويضات سكان غزة ، هل نرفع الدعوى بإسم السلطة الفلسطينية، أو بإسم دولة صديقة أخرى ، ومن هي هذه الدولة أو الدول الذين سنطلب منهم مجتمعين أن يقيموا دعوى تعويضات ضد إسرائيل ، فكلما كثرت هذه الدول زادت الدعوة قوة ، فكما تعامل العالم مع الحكومة الألمانية وأجبروها على تعويض ضحايا اليهود في الحرب العالمية الثانية فعلى العالم أيضا أن يطالب إسرائيل بتعويض أهل غزة عما أصابهم من دمار وقتل ، ولن يتم ذلك إلا بالطبع إذا تحركت سلطتنا النائمة بشكل صحيح ، وتحركت لبناء قاعدة قانونية قوية بالإستعانة بخبراء قانون دولي وجنائي ، وبعمل حملة دبلوماسية واسعة لاستقطاب أكبر عدد من الدول للمشاركة برفع القضية ..
أعتقد أن هذه خطوة جريئة يمكن لجيش المستشارين القانونيين وجيش مستشاري الشؤون الخارجية أن يقوموا بها في العلن لا في الخفاء، يجب عليكم أن لا تخافوا ، فليس لدينا ما نخاف عليه و" أكثر من هيك شو ضل يعملوا فينا وفيكم" .. ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!