- 12 أيلول 2024
- أقلام مقدسية
بقلم : سعادة مصطفى ارشيد*
ليس سرا أن الولايات المتحدة بإدارتها الديمقراطية الحالية لا تريد للمنطقة ان تدخل في حرب واسعة تشمل الإقليم، وإيران بدورها لا تريد توسيع الحرب وكذلك اليمن و المقاومتين اللبنانية والعراقية، هذا وإن كان محور المقاومة لا زال يرى ضرورة الاستمرار في المواجهة مع المحاطة على إيقاعها الحالي المقتصر على الإسناد و المشاغله، ولكن الحكومة (الإسرائيلية) ليست وحدها لا بل ومعها كثير من القوى السياسية في داخل الكيان الغاصب يريدون الحرب وتوريط جميع الأطراف بها وان كانوا يدعون كذبا أنهم ليسوا مع توسيع الحرب.
لا تريد الولايات المتحدة الحرب لأسباب تتعلق اولا أولوياتها الاستراتيجية في بحر الصين وتايوان وفي الحرب الروسية- الأوكرانية، وثانيا انها لا تريد الاشتباك مع إيران في مغامرة غير محسوبة وانما تفضل التفاهم معها كما حصل في ولاية الرئيس السابق أوباما، بما يضمن بقاء المشروع النووي الايراني تحت السيطرة من حيث نسبة تخصيب اليورانيوم، وعدم تحويل المشروع النووي ليعمل لأغراض عسكرية وثالثا لأن هذه الحرب شانها شان كل الحروب غير مضمونة النتائج ومن شأنها وفي حال كانت نتائجها في غير صالح واشنطن وهذا الغالب أن تؤثر سلبا على حظوظ المرشحة الديمقراطية كاميلا هاريس في سباق تشرين ثاني الرئاسي نحو البيت الأبيض.
محور المقاومة ايضا لا يريد الحرب وتحديد طهران التي تخشى من أن يؤدي تدحرج القتال والوصول الى الحرب الشاملة أن يكون مدعاة للارسال مزيدا من البوارج والعساكر الى المنطقة وهي مسالة ان حصلت فسيكون التخلص منها صعبا ومحاصرة نتائجها البعيدة أصعب كما حصل اثر احتلال العراق للكويت وما تبع ذلك من حشود ومن نتائج عسكريه وسياسيه.
الدول العربية الدائرة حول المركز الأمريكي الغربي قلقه جدا على بقائها او للدقة على بقاء أنظمتها وحكامها، لا بقاء الأوطان، وهي أنظمة لا زالت قائمة خاصة في مشرق العالم العربي منذ انهيار الدولة العثمانية واتفاق سايكس بيكو الذي قسم الهلال السوري الخصيب الى كيانات وزرع تلك الانظمة و في القلب منها الكيان الغاصب المعادي.
لكن الحكومة(الإسرائيلية) تريد الحرب وهي كعادتها تبدأ في ارسال اشارات عبر المنصات الإخبارية التابعة لها تشيطن فيها الخصوم كمقدمه لتبرير حربها وجرائمها وفي محاولة استباقية لإعطائها سبب اخلاقيا حتى وإن لم يصدقه احد وهذا ما يجري بحق اليمن والعراق وإيران ولبنان وسوريا اخيرا.
تريد حكومة الاحتلال زج العالم الغربي باسره في اتون الحرب وتريد وضع اصدقائها العرب في مواقف علنيه محرجه غير مكتفيه بالدعم الذي يقدمونه لها وهو نصف معلن وسر اصبح يعرفه الجميع، ولكن الاهم هو في الفكرة المركزية التي تقود الرؤية الرسمية لدوله الاحتلال والقائلة بحسم الصراع لا ادارته والذي كان قبل السابع من تشرين اول الماضي ينص على حسم الصراع مع الفلسطينيين في الضفة الغربية اساسا، الا انه مع تطورات الاحداث اصبح المطلوب حسب الصراع مع الجميع في محور المقاومة وبكامل اطرافه الممتدة من صنعاء الى طهران و بغداد والضاحية الجنوبية وصولا الى غزة، ولكن الحسم سوف يصل ايضا و ربما يسبق مع من سبق له ان عقد المعاهدات مع دولة الاحتلال في عام 1978 في كامب ديفد و في عام 1993 في اوسلو وعام 1994 في وادي عربة، واستباحة اراضيها وانظمتها حتى و لو كانت مواليه له و ذلك ايضا ما اصبح بدورة سر معلن رآه الجميع في الخريطة التي كان يحملها نتياهو في مؤتمرة الصحفي الاخير والتي لا وجود للضفة الغربية بها (والتي تستهدف منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة المنبثقة عنها) وفي تصريحات وزير خارجيته المتعلقة بالتهجير من الضفة الغربية ( التي تستهدف الاردن)وفي ردود نتياهو على موضوع الانسحاب من محور فيلادلفي (والتي بها نهاية اتفاق كامب ديفد)، هؤلاء المستهدفين من نتياهو لم ينفعهم صمت بعضهم او مجاملة بعضهم لسياسات الاحتلال.
مسألة حسم الصراع بشكله الاقليمي مرشحة لأن تأخذ دفعا اضافيا وقويا في حال فوز دونالد ترامب في مقعد الرئاسة، اذ يبدو انها مساله كان قد اتفق عليها مع نتنياهو اثناء زيارة الاخير لواشنطن والتي سيعملون على تنفيذها في حال الفوز في الانتخابات، ترامب صرح أكثر من مرة مؤخرا ان اسرائيل دولة صغيرة الحجم ولا بد لها من أن تتوسع بمزيد من الأرض.