• 2 تموز 2025
  • أقلام مقدسية

 

 

بقلم : الشيخ مازن اهرام  

ان ارتفع نسبة العنوسة في مجتمع المقدسي خاصة والفلسطيني بشكل عام  تعتبر كارثة حقيقة تهدد المجتمع ، ولعل احد اهم اسباب هذه الظاهرة هي الغلو في المهور والشروط القاسية التي لا يستطيع الكثير من اولادنا الايفاء بها ، مما يدفعهم   الى العزوف عن فكرة الزواج برمتها تجنبا لهذه المواقف المحرجة ، لهذا فاننا نقول ان على جميع فئات المجتمع ان يسهلوا عملية الزواج لا ان يعقدوها وان لا ينفروا الشباب منها حفاظا على الاخلاق وتماسك المجتمع الذي يواجه تحديات مصيرية لا مثيل لها .

 ونقول  للجميع يسروا المهور قبل أن تذبل الزهور وينتشر الفجور ، الذي يؤتمن على العرض لا يسأل عن المال .

يقول نبي الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم 

(إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير

أثناء الانصراف من المسجد الأقصى وبعد أداء صلاة العصر التقيت بالعم أبو أحمد فقد مضى ما ينوف على سنتين من لقائه فبادرت بمصافحته وسألت عن أحواله ودار بيننا حوار قصير بمسافة الطريق بدأ عليه شحوب الوجه وجهه باهتاً شاحباً ظهرٌ مُقوّس وعيناه تدمعان تُنبئ تعابير حالة العم أبو أحمد عن شيء ما!!!

كوني أعرفه منذ سنوات رجل وقور عليه سِمةُ الصلاح فما الذي حدث له؟ 

رُسم الحزن الشديد على مُحياه مُتأثر ونبرةُ صوته نبرةٌ ذات وتيرة واحدة تكشف عن اكتئاب، حاد وعن غضب وخوف دفينين نتيجة لعدة أسباب فما وراء الأكمة!!!

تفضح خبايا النفس، وتثقُل خُطواته وفي ثنايا خطواته قلق وحيرة امتلأ قلبه حُزناً وأصبح واضح في وجهه قبل العيون وضاقت عليه الدنيا بما رحبت" وكأن العالم بأسره أصبح ضيقًا تتثاقل نبضات قلبه، كأن الطرق تعانده كلما حاول الوصول لم تُسعفه خطواته بالمسير 

وعلى خطوات من المسير توقف.. مُتأكاً على عصاته بكل ما أوتي بقوة ثم ردد عبارة بصوت خرج من أعماق قلبه قائلاً

"احفظ لي ما بين لحييك وما بين فخذيك، أضمن لك الجنة". 

والمراد بذلك هو حفظ اللسان والفرج من الوقوع في المحرمات،

أخذ نفسا طويلا وعميقا ثم زفر بقوة ليخرج الهواء الذي سحبه. وبدأ بحديثه في ثَنايا الكَلامِ:

كما تعلم .... أخي ألله أنعم على بإبني أحمد وله أربع أخوات مؤدبات متعلمات تربوا على المودة والمحبة والأخذ والعطاء والاحترام فهن ثمرات حُسن الخلق في الدنيا والأخرة راجياً المولى عز وجل أن يكن لي عتقاً من النار 

ألا ترى أن البيوت امتلأت عنوسة، والشباب معظمهم عزف عن الزواج وكله بسبب التكاليف المُهلكة والمظاهر المبالغ بها وقد يكون سبب من الأسباب غلاء المهور.. وربما الفوارق الاجتماعية أو الثقافية  

ولكن أعتقد بأن المشكلة باتت أعظم ومصيبة أكبر ففي مدينة القدس بلغت نسبة العنوسة لدى البنات ضعفي الشباب!! ونسبة حالات الطلاق قبل الزواج 40%وبعد الزواج خلافات برزت على السطح بنِسبٍ تتفاوت الحد ِنِزاعٌ وشقاق وحُكامٌ ومُحكْمين وتجارة تبور وإلى متى؟؟؟  وتدخل الأهل وتعصبهم واقتحامهم في حل المشاكل زادت وتأجج النار كالهشيم 

يا أخي الزواج هو اللبِنة الأولى لتكوين الأسرة، وإنجاب الذرية، ولا أسرة بدون زواج   إن انتشار الفواحش في المجتمع والأعراف فاسدة لا علاقة لها بالدين والشرع ارتفاع الصَّداق في بعض المناطق وافتخار النساء بمن تكون أعلى صداقًا، ونقول للبنت ووليها: 

كيف ترضى أن تردَّ خطيبًا صالحًا لمجرد أنه لم يقدِّم صَداقًا يرضيكم؟ والله إنها لخيبة الدهر وارتفاع تكلفة الولائم والإسراف فيها:

 وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف: 

((أَوْلِمْ ولو بشاة)) مما يدل على أن المطلوب البساطة ومنع التزويج لأسباب قَبَلِيَّة وعِرْقِيَّة: هناك من يرفض الخطيب لأنه من قبيلة فلانية، ونحن لا نتزوج من تلك القبيلة، أو من تلك الأسرة، أو من ذاك العِرق، وغيرها من الاعتبارات الجاهلية، التي يجب على أمة "اقرأ" أن تتنزه عنها فقدان الاستقرار النفسي لدى الشباب من كلا الجنسين حرمان الشباب من تأسيس أسرة يؤدي إلى فقدان الاستقرار الاجتماعي

أبني أحمد من خلال دراسته في الخارج لجأ إلى الزواج من أجنبية فاضلة تعمل وتعين زوجها وترعى أبنائها تعرف عليها دون تعقيدات الزواج التي أصبحت في بلادنا تجارة الأمر الذي يزيد من عدد الفتيات المتأخرات عن الزواج 

 الزواج المبني على الدين والأخلاق الحسنة، يؤدي إلى ذرية صالحة وفائزة في الدنيا والآخرة. هو دعوة إلى اختيار الزوج/الزوجة بناءً على الدين والأخلاق، لأن ذلك من شأنه أن ينعكس إيجاباً على الأبناء

أيها الآباء أولياء الأمور يسروا الزواج على الشباب في تلك الظروف التي تمر بها البلاد من ضنك العيش وقسوة الحياة دعوا عنكم عادات الجاهلية فلكل زمان حال ومقام خذوا من الدنيا ما يسد الحاجة واتقوا الله في بناتكم وشباب المسلمين  ابنتك ليست بضاعة تُباع وتُشترى وإنما تُسأل عما استأمنك عليه الله وأعلموا تلك العبارة "الذي يتزوج بالدين أولاده بالفايز"   مثل عربي قديم.

أخي أرغب قبل أن يأتي أجلي أن أرى بناتي قد أكملت دينهم واقترن بأبناء الحلال لعلي أرى أحفادي يوماً ما يا ترى .... هل يُصْلح هذا الأمر...