• 10 تشرين الثاني 2020
  • هموم

 

بقلم : ماهر العلمي

منازل المقدسيين، يجري هدمها في مدينتهم المحتلة ، المنسية، ولا نصير ولا مغيث ، ولا من يهتم بأوضاعهم المأساوية ، او مجرد التفكير ، بحل ازمتهم السكنية ، ولا من يتحرك، لإقامة مشاريع اسكانية، لتعزيز صمودهم وثباتهم في مواجهة الاعاصير الاستيطانية ، عبر مطالبة دائرة الاوقاف في القدس، التابعة للحكومة الاردنية، تخصيص قطع اراض  ، داخل الحدود التي فرضتها البلدية الارنونية ، وتحكيرها ، لصالح اقامة مشاريع سكنية، تستر المقدسيين ، وتحميهم ، من خطر الطرد خارج الحدود البلدية ، بينما يجري تحكير الاراضي الوقفية لمقاولين، يعرضون الشقق  بأسعار فلكية، تعجز عنها الجيوب المقدسية..!!

هزلت. ...!

رأسمالنا المحلي ، في منتهى الجبن ، اذ يمتنع عن الاستثمار ، في قدسنا العربية، ويخشى توظيف فلس واحد في المدينة المنسية ، وغير مستعد لإقامة مشاريع اسكانية، قليلة التكلفة، وتسهيلات في الدفع ، بالتنسيق والتعاون مع البنوك المحلية والمتكاثرة، كما تتكاثر الارانب الاليفة والبرية ..!

هزلت ..!   

احاديث ، وثرثرات، واجتماعات كثيرة حول المصالحات بين الاخوة الاعداء ، وانتخابات سرابية   في جزر واق الواق، تحت رقابة  طيور العنقاء الاسطورية ..!  انتخابات حرة ونزيهة وشفافة في وطن ممزق جغرافيا وفكريا وسياسيا واقتصاديا ، ومضطرب نفسيا ، ومجزا جسديا ، بلا اوردة ولا شرايين دموية..!

مستشفيات القدس العربية، تحتضر ماليا ووجوديا، ولا معين لها، ولا تسديد  للفواتير المستحقة ..!!  

هزلت ...!  

 فقد تقزمت القضية ،. الى موظفين، ورواتب ، ومتابعاتها، وتساؤلات ، متى تنزل في البنوك المنشارية ..! ولدينا جيش عرمرم من الموظفين المدنيين والعسكريين، والوية  من الوكلاء والمديرين العامين والمديرين، يكبدون الخزينة، عشرات الملايين من الدولارات، بدل استثمارها ، في القطاعين الزراعي والصناعي ، والبحث العلمي..! ولا احد ، يفكر في وضع استراتيجية اقتصادية..!  

هزلت ..!   

.. وتتواصل الاجتماعات المهمة للاقيادة ، والبيانات المرعبة النارية، وحالنا يبكي القريب والبعيد، على المأساة الفلسطينية، فالشعب حيران يقاد بطريقة ارتجالية ..!

هزلت..!  

عقارات مقدسية ضاعت، واخرى في طريقها للتسرب ، بالتعاون مع ذوي انفس مريضة ، دونية . ولا تجد من يردعها بفضل المحسوبية، ولا تخشى رب العزة ، وكل همها زيادة ارصدتها النقدية والذهبية ، واذا سنحت لها الفرصة، تبيع الاقصى واكنافه ، ومن هؤلاء السماسرة ، من يحرص على الصلاة في الصف الاول في اولى القبلتين المقدسية والمكية ..

هزلت  ..!  

الفساد يواصل تنمية المحسوبية   ، خاصة في السلك الدبلوماسي، الذي تضيع اموالنا عليه بطريقة عبثية ، ويكفي ان تصبح سفيرا اذا كنت قريبا لوزير الخارجية ، او ابنا او ابنة لسفير او سفيرة فهلوية، وزغردي يا انشراح ام دبلوماسية ، فقد عينوا ابنك في دولة اميركية لاتينية وابنتك مهدية في دولة آسيوية..! 

هزلت... حتى سامها كل مفلس ...! 

زعيم الدبلوماسية يداوم عكس زملائه الوزراء في مكتب حامل مغرفة طنجرة الوظائف الدسمة السلطوية ليسكب له ما شاء من الطبخات الشهية .. وتعيش فلسطين ، وانها ثورة حتى قبض الرواتب الشهرية ...!!!   

هزلت ..! 

نحن بلا هوية ودون مؤسسية ، والغلبة للزعران والفوضوية 

والمحسوبية ولا مساواة ولا عدالة اجتماعية ، وابناء الفصيل الحاكم اولى بالمنصب والجاه والنفوذ والمسؤولية... وتحيا القضية ، ما دامت كرتنا الارضية تدور حاملة البشرية ..!  

هزلت..! 

اللهم لا حسد. وما شاء الله .. فالنشاط والحركة التجارية لا تتوقف في الساعات النهارية.  والليلية في رام الله عاصمتنا الادارية الموقتة حتى قيام الساعة الالهية .. بينما تتحول قدسنا وشارع محرر القدس الى منطقة اشباح ، بعد آذان المغرب 

حسب توقيت الاقصى المنتهكة حرمته بالاقتحامات اليهودية  اليومية..! 

هزلت..!

ليس الجميع تحت القانون، فكل صاحب جاه ومال وسلطان فوق القانون، حتى لو كان متورطا في فضائح تسريب عقارات فلسطينية لجهات اسرائيلية , والفاسدون يرتعون ويلعبون ،والفساد ياكل الاخضر واليابس، ويزعمون بمكافحة الفساد، وبالشفافية ، ولم نسمع بمحاكمة علنية لفاسد اقيمت عليه  قضية، وتحيا الشفافية الفلسطينية..!!