• 21 تشرين الثاني 2020
  • هموم

 

بقلم :  ماهر العلمي

 

 

يتكاثر الإعلاميون المزعومون هذه الايام، وأصبحوا اكثر من همومنا ،وكوارثنا، ومصائبنا المتواجدة في كل مكان..!

الإعلامي الحقيقي.. لا يسب، ولا يلعن، ولا يشتم ،ولا ينفث، سمومه وأحقاده ، ولا يخون الأمين ، ولا يأتمن الخائن ولا ينكر عروبة وإسلامية قطر من الأقطار ، ولا يعتبر البلد الشقيق عدوا، ولا يرى المحتل صديقا، ولا يتنكر للإحسان ..!

   الإعلامي الصادق.. لا يمجد سيد البلاد، الذي يقف على الأطلال وخراب الديار ، ولا يدعو الناس للخضوع للحاكم ،دون احتجاج، رغم الفقر والحرمان وتدهور الأحوال ، وقمع الحريات ، وحرمانه من حقوقه الإنسانية الاساسية، خاصة الحياة الكريمة ..!

الإعلامي الأمين ...صاحب ضمير ديني ووطني

واجتماعي وانساني واخلاقي وحضاري...!

 الإعلامي الجسور ...فارس مغوار في ميدان الكلمة والانتقاد الهادف البناء، يضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار...!

الإعلامي الجاد ...ليس مهرجا ، يسخر من العباد الطيبين، الصالحين، المتألمين من الفقر والحرمان ، ولا يستهزئ  بالكادحين البؤساء  ...!

الإعلامي ليس منافقا، يصف سيد البلاد ، ومسبب البلاء، بأحكم الحكماء، وأعقل العقلاء، وأدهى القادة العظام...!

الإعلامي الفعال ، مهيب، مهاب الجانب، لا يخشى احدا غير رب العباد ... ولا يلهث وراء منصب او جاه او مال بالحرام...!

 الإعلامي الحقيقي...لا يزيف الواقع ولا يضلل ولا يلجا للضلال، ولا يتستر على مسربي الارض والعقار..! ولا يعتبر كل طويل لسان، ثرثار، قائد ميدان، ولا يرى في كل طبال وزمار ،بطلا مغوارا ، يذود عن الديار، في كل مناسبة ومهرجان...!

الإعلامي المحترم ... شامخ، لا يبدي الخنوع، عندما يقابل، ويحاور كبار المسؤولين، ولا ينتهز اللقاء، ليعبر عن ادنى أنواع الولاء ويطلب مصلحة شخصية، بل يكون جسورا في رأيه ، ويجيد اختيار الأسئلة الذكية ، ويصر على جواب واضح وصريح ليؤكد حق الجمهور في معرفة ما يدور حوله...!

الإعلامي الغيور ،يحاول تقويم الاعوجاج ، ونقل تطلعات الناس، وتبديد الأوهام ...!

الإعلامي الحقيقي يحارب الفساد، سب شقاء العباد ، وخراب البلاد، ولا يكون جزءاً من منظومة الفساد، بالدفاع عن أقطابها ...!

 الإعلامي الشجاع ... يهرع الى ميدان المواجهات ، رغم الأخطار والأهوال لينقل مقاومة شعب جبار ، واصراره على انتزاع حقوقه ، مهما طال الزمان ...!

 الإعلامي المستقل ،،، ليس مديرا سلطوياً في وزارة او مؤسسة  رسمية ، يدافع عن الحاكم وأعوانه ...! 

هل من يحدد مواصفات ومؤهلات ومعايير رجل الاعلام..؟

هل من يضع ميثاق شرف واخلاق ومبادئ يلتزم بها من يريد ان يكون إعلاميا مستقلا ..!

وهل من جريء يبادر الى انشاء نقابة مستقلة للإعلاميين ، بعد مسيرة عقيمة لنقابة الصحافيين العاجزة عن تحقيق اَي إنجاز  او مشروع للإسكان ، ومهامها روتينية  .. وقفة احتجاج واعتصام عدة ساعات هنا وهناك...!

ليس كل من يكتب وبلغة ركيكة وعامية، إعلاميا ، وليس إعلاميا  كل من يسب السلطة ، ثم يزعم انه يدرس عرضا ليصبح وزيرا ... عبر السوشال  ميديا ، الفيسبوك والتويتر والانستغرام ...!

ارجو ان يكون هذا المقال حافز للإعلاميين الأحرار  لإنشاء نقابة حرة مستقلة غير قابلة للشراء تدافع عن نقاء الاعلام ورسالته حتى لا يصبح الاعلام ومن في مركبه في خبر كان ..!

النقابة المرجوة، يجب ان تبني للإعلام احترامه وهيبته وتلزم كل من أراد ان يكون إعلاميا ، باجتياز امتحان بنجاح، بعد ان اصبح الاعلام يسومه كل. طبال وزمار وطفران..!

المحامي والطبيب والصيدلي ... الخ يتقدمون للامتحان لمزاولة المهنة ، فلماذا لا نطبق ذلك على رواد الاعلام ..؟!