• 5 أيلول 2019
  • مقدسيات

 

عمّان- أخبار البلد - ألقى د. عصام ملكاوي أستاذ الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو منتدى الفكر العربي محاضرة في المنتدى حول الوضع العربي الراهن والسيناريوهات المستقبلية، تناول فيه هذا الوضع كنتيجة تراكم لحظات حرجة مرت عليه منذ قرن من الزمان وما تزال تمر به؛ مشيراً إلى فترات زمنية ووقائع تاريخية ومقارنات بين حالات عربية وأخرى دولية، وآراء لمفكرين أجانب وعرب ومسلمين، وواصفاً الحالة العربية بأنها فريدة في موقعها الجيو سياسي والجيواستراتيجي بحكم موقعها الجغرافي خاصة في المشرق العربي.

أدار اللقاء وشارك فيه د. محمد أبوحمور الوزير الأسبق والأمين العام لمنتدى الفكر العربي الذي قال في كلمته التقديمية: إن المصير العربي يظل مرتبطاً بإرادة أبناء الأمة وقدرتهم على امتلاك مصادر القوة بعمل عربي مشترك وتكامل مبني على تحقيق مصالحهم؛ مؤكداً دور الفكر واستثمار الثروات المادية والبشرية. وأضاف أن استثمار الثروات العقلية والحفز على الإبداع والابتكار يتطلبان إصلاحاً ثقافياً وإصلاح منظومة التعليم، واستعادة القيم والمعايير الصحيحة للواجبات والحقوق في إطار المواطنة الفاعلة وقيم الشفافية والنزاهة والعدالة الاجتماعية، وتطوير وسائل المشاركة الديمقراطية.

وقال د. عصام ملكاوي في محاضرته : إن طريق العرب كانت صعبة وطويلة للخروج من القرن التاسع عشر والدخول في القرن العشرين نحو الانطلاق لبناء الدولة العربية الواحدة، بعد الانفكاك عن الامبراطورية العثمانية وما أعقب ذلك من تداعيات اتفاقية سايكس – بيكو ووعد بلفور. وكانت هناك محطة أخرى بعد الحرب العالمية الثانية وقف العرب أمامها في حالة عدم تيقن وسؤال كبير هو إلى أين المصير؟

وقال أيضاً: إنه في خضم فقدان اتجاه البوصلة العربية نحو هدفها وإخفاق العرب في تكوين مشروعهم العروبي القومي أو حتى الديني، جاءت اللحظة التي خطط لها الصهاينة بإنشاء كيانهم على أرض فلسطين، وما جر ذلك من مآسٍ وهوان.

وأوضح د. ملكاوي أن السلم والاستقرار ما يزالا غير متحققين بعد أن أدت النزاعات والحروب في المنطقة إلى تفكك أنظمة سياسية حل بها الربيع العربي، وأدى إلى دخولها في عمليات انتقالية صعبة برز فيها العنف كأحد الاحتمالات الخطيرة، فكانت نتيجة هذا الربيع حرب أهلية في عدد من البلدان العربية، وفي بعض ما يزال الاستقرار على المحك بسبب ارتفاع مستوى الاستقطاب والتباعد بين مختلف شرائح المجتمع.

وتطرق المحاضر إلى بناء المنظومة العربية والمحاولات العربية التنويرية التي قام بها رواد وإنْ لم يكتب لها النجاح، وأشار إلى مجموعة من أسباب الأزمات التي برزت ضمن الوضع العربي ومنها عدم وجود عقد اجتماعي ينظم العلاقات بين الفرد والسلطة، والاعتماد على الاقتصاد الريعي، والجهل علمياً وثقافياً، وتدمير المنظومة الأخلاقية وتفكيك القيم المجتمعية. وقال: إن البدائل والسيناريوهات المستقبلية تتطلب معالجة الأزمات الأهم وهي أزمة التربية والتعليم، وأزمة التعامل الديمقراطي وتطبيقاتها، وأزمة التعبئة الجماهيرية. وكذلك التعافي من الأمراض الداخلية في التنظيمات السياسية التي تعطل دورها الحقيقي، وإنتاج نخب سياسية جديدة تقوم بإعباء الحياة السياسية والعامة في المستقبل، بما في ذلك تأهيل الطاقات الشبابية وتعزيز مشاركتها.