• 17 حزيران 2020
  • مقدسيات

 

عمان -أخبار البلد –  من معروف ان الصحفي والمحلل الاقتصادي "خالد الزبيدي "والذي يعتبر من قادة الصحافة الاقتصادية  وادخالها الى العالم العربي عامة والأردن بشكل خاص ، من اشهر من كتاب بشكل مباشر في القضايا الاقتصادية محللا مفسرا موجعا فاضحا ، فكان خيرمن شرح واعمق معلم وخير مرجع في تلك القضايا.

 الصحفي والصديق خالد الزبيدي قرر في هذه المرحلة تخطى الكتابة الاقتصادية العادية ، والكتابة في الاستراتيجيات  والرؤى الاقتصادية القادمة ، بحثا عن النظرية المالية الأكثر تناسبا مع الوضع المالي والاقتصادي العالمي بعد جائحة كورونا

 ونحن في شبكة " أخبار البلد" نشكر الصحفي الخبير والصديق "خالد الزبيدي" تخصيصه  "أهبر البلد" لتكون اول من ينشر هذه الرؤية الاقتصادية لما بعد الكورونا ، ويسعدنا ان ننشرها كاملة  :

 كتب خالد الزبيدي

 جورج برنارد شو كاتب ومؤلف ايرلندي عاش 94 عاما حيث توفي عام 1950 عاش في لندن وكانت حياته شاهد عصر كاملا من التطورات شرقا وغربا وشهد تداعيات الحربين العالميتين، وافضل ما قاله ان كلا الرأسمالية والإشتراكية تحملان في طياتهما فنائهما، فالاولى تسحق المجتمع لمصلحة افراد، والثانية تسحق الافراد المصلحة المجموعة.. اي تقتل الإبداع..وقال برنارد شو ان الدين الاسلامي يحمل في داخله بقائه، واطلق مقولته الشهيرة إن الاسلام هو الدين الحقيقي من بين الاديان الاخرى، وسيكون الملاذ للغرب بعد ان تفشل مدارس الراسمالية بعد عقود من ‘هتمادها.

قبل هجمات او تفجيرات البرجين ( لا فرق ) في ايلول / سبتمبر 2001 كان معدل من يعتنق الدين الاسلامي من الامريكيين يقدر بـ 25 الف نسمة قبل ذلك التاريخ وتعرض الاسلام والعرب لهجوم وتشويه ظالم، وبرغم ذلك إرتفع معدل من يعتنق الاسلام اربعة اضعاف اي بمعدل مائة الف نسمة سنويا، وهذه الحالة نراها بشكل اوسع في عدد من الدول الاوروبية، هذا النمو في الإيمان بالحلول الشاملة دينيا ودنيويا يتم بدون فتوحات ولا إكراه، والاهم من ذلك ان هذه التطورات تتم في وقت يشن الغرب حربا ضروسا على الاسلام والمسلمين بوسائل شديدة التعقيد وتخصصات مئآت المليارات من الدولارات لذلك.

كان التجار والصناعيين والمستثمرين في الاقتصاد الحقيقي ينظرون للمرابي بإزدراء، وتمكنوا بفرض مؤسساتهم وشروطهم مع بدء الحرب العالمي الاولى، وجسد الكاتب والمؤلف الإنجليزي وليم شكسبير حقيقة المرابي اليهودي وهم اباطرة المال والربا حتى يومنا هذا مدى جشعهم وإضرارهم بالاقتصاد ككل وهم بمثابة الطفيليات السريعة النمو..واليوم بات في الحكم بعد مسلسل طويل من الازمات سببها الاول هو الربا على انواعه.

الإقتصاد الاسلامي بمؤسساته المختلفة من زراعة وصناعة وتجارة وخدمات  لا تجيز استبدال المال، وتعتمد توزيع المغانم والمغارم اي بعلم الإقتصاد الحديث توزيع المخاطر وتحمل المسؤولية وليس فقط جنى الارباح على شكل فوائد فقط بغض النظر عن نتيجة الإستثمار ..وطرحت البنوك والشركات المالية الإسلامية منتجات وخدمات تتوافق مع احكام الشريعة الإسلامية ..من إستزراع وإستصناع والمرابحة وغير ذلك الكثير من المنتجات التي تتوافق مع احكام الشريعة ومراقبة من قبل هيئات الرقابة الشرعية على اعمالها، برغم الملاحظات هنا او هناك على عمليات البعض منها.

وخلال العقود القليلة الفائتة التي شهدت ازمات مالية وعقارية ببعد ربوي صارخ كانت المصارف والبنوك الاسلامية الاقل تضررا، وواصلت مؤشراتها الرئيسية نموها، وبثقة يمكن القول ان الإفلات من جائحة كورونا التي الحقت اضرارا بالغة بالاقتصاد العالمي والاقليمي يتطلب حلول إقتصادية مالية تعتمد الشريعة الإسلامية التي تعتمد التمويل بمعزل عن الاقراض الربوي وان كانت مؤقتا هياكل الفائدة متدنية الا انها سرعان ما ترتفع ويعيد الماليون الكرة على الإقتصاد الحقيقي وسلب المنتجين والمشتغلين مرابحهم وتعيدهم الى دائرة الديون بفوائد ربا فاحشة والتاريخ الحديث يؤكد ذلك.

المعضلة الحقيقية للإقتصاد العالمي بالديون المتفاقم التي بلغت حد الفقاعات حيث يتجاوز الدين العالمي نحو 250 تريليون دولار مقابل الناتج الاجمالي العالمي نحو 85 تريليون دولار، فالسؤال الذي يطرح هنا من هو الممول كل هذه الديون؟، وما هي الضمانات مقابلها، ومن هو المتضرر وهو المستفيد من هذه الحالة الشاذة ؟،  فالمتعارف عليه ان القيمة المضافة للبنوك متدنية بالمقارنة مع قطاعات الإقتصاد الحقيقي، وانها الشركات التي توصف بأنها ابقار مقدسة محمية باسوار عالية لا يمكن النفاذ اليها، وتشريعات محكمة ومراكز قوي ترقى الى الكارتيلات وتحالفات تقدم مصالحها على ايه مصلحة اخرى..لذلك ولا مناص من اعتماد الحل الاسلم والاخير محليا وإقليميا وعالميا وهو الإقتصاد الاسلامي بتفاصيله.