• 22 شباط 2024
  • مقدسيات

 

 القدس - أخبار البلد - رغم الأحاديث هنا وهناك عن أن مشروع التلفريك التهويد قد توقف بسبب رفض شركات اجنبية تنفيذه لحساسية الوضع في اسرائيل عامة ، الا ان  الرأي السائد لدى سكان القدس ان المشروع قائم ويجرى  التحضير له بكل الوسائل بما في ذلك مصادرة الأراضي والاستيلاء عليها وهدم المنازل وغيره من اجراءات تعسفية انتقامية هدفها واحد تغير التاريخ وفرض رواية افتراضية على الواقع .

  بمسافة كيلومتر ونصف تقريبا هوائي وبقدرة استيعابية تصل إلى ثلاثة آلاف شخص في ساعة الذروة. بتكلفة تزيد 200 مليون شيكل (59 مليون دولار) مع أكثر من  15 برجا بارتفاع من تسعة إلى 26 مترا، إن هذه تفاصيل أكبر مشروع استيطاني  تهويدي تستعد منظمة العاد الاستيطانية التي تعمل على تهويد سلوان بالكامل على  تنفيذه بالتعاون مع الجهات الحكومية المختلفة على أرض الواقع بعد أن رفضت المحكمة الاسرائيلية جميع الاعتراضات التي قدمت  باسم العديد من المنظمات اليسارية والبيئية الإسرائيلية وباسم الفلسطينيين سكان حي سلوان الملاصق للمسجد الأقصى من الجهة الجنوبية ، وعللت المحكمة الاسرائيلية رفضها للاعتراضات  بحيوية المشروع  وأهميته السياحية وخاصة في المنطقة التي تطلق عليها إسرائيل اسم "الحوض المقدس " والذي يشمل جميع المناطق الملاصقة لسور البلدة القديمة من سلوان جنوبا الى جبل الزيتون شرقا وصولا الى واد الجوز والشيخ جراح شمالا.

وكانت منظمة "عيمق شفيه" ومنظمات يسارية إسرائيلية أخرى دحضت مرارًا وتكرارًا بالأدلة زعم الحكومة الإسرائيلية بأن التلفريك سوف يخدم حاجة نقل مشروعة في القدس. وعددت بوضوح الدوافع السياسية الواضحة وراء المخطط والآثار السلبية الشديدة لمشروع التلفريك على السكان الفلسطينيين في سلوان.

 ووفق المخطط الذي نشرت تفاصيله في وسائل الاعلام الاسرائيلية فان مشروع تلفريك  سيبدأ من محطة القطار التاريخية في القدس الغربية والتي أقامها العثمانيون والان  اصبحت تسمى المحطة الأولى على ان تكون نهاية خط التلفريك  في مجمع "كيدم" الذي تديره منظمة "العاد" وهو قيد الإنشاء حاليًا عند مدخل حي سلوان، في ظلال أسوار المدينة القديمة والمسجد الأقصى".

  هذا المشروع بالنسبة للحاج عطا الله ابو هدوان من سكان  وادي حلوة في سلوان جنوب المسجد الاقصى بمثابة اعلان الإعدام له ولعائلته التي من ستضطر الى  الرحيل عن منزلها  الذي قررت الحكومة الاسرائيلية مصادرته من اجل اقامة هذا المشروع التهويدي بامتياز

" هذه الأوامر التي تفاجئنا بها ذات صباح اسود في شهر اكتوبر تشرين اول الماضي تعني بان العشرات من المنازل سيتم هدمها واكثر من عشرة آلاف نسمة عليهم الرحيل ،

 السؤال إلى أين…؟ "

 ووصف العديد من سكان الحي الذين فضلوا عدم الحديث علانية لوسائل الإعلام خشية تعرضهم لأية مساءلة قانونية وغيرها بتهمة التحريض التي باتت التهمة الأسهل التي تستخدم ضد سكان القدس من قبل  السلطات الإسرائيلية هذا القرار بانه كارثة حقيقية حلت فوق رؤوسهم ، فهذه المنازل التي ورثوها عن اجدادهم قبل عقود من الزمن  تحتوى على ذكرياتهم وهي حياتهم وهي المأوى الوحيد لهم في القدس التي تعاني اصلا من ضائقة سكنية خانقة بسبب التعقيدات الاسرائيلية.  

 قال فوزي شعبان رئيس تجمع مؤسسات سلوان في حديث لشبكة " أخبار البلد" المقدسية:  " في حال تمت مصادر المنازل وطرد العائلات منها فإنا نتحدث عن كارثة حقيقية تتجاوز النكبة خاصة وان هذه المنازل هي كل ما تملكه تلك العائلات التي لن تتنازل عن حقها في أرضها وأنا أعلم انهم مستعدون للتضحية بالروح على الخروج من المنازل وان هدموها سيبنون خياما مكانها.

 وأثناء التجول في بعض الأحياء تجد رسم غرافيتي على جدار بعض المنازل يمثل عيون واسعة وكأنها تراقب ما يجري وعند سؤالنا عن ذلك قالوا إن هذه الرسومات كانت جزءا من مشروع فني تم قبل عامين  تحت عنوان أنا شاهد على سلوان بحيث تم رسم عيون في المنزل لتقول للمستوطنين بأننا نراقبهم واننا شاهدون على  ما تقوم به بحقنا كما قال أحد المشاركين الذي طلب عدم ذكر اسمه  مضيفا أن المستوطنين ومعهم قوات الشرطة قامت بإزالة الغالبية من تلك الرسومات التي يبدو أنها ازعجتهم بشكل كبير .

قال الشاب محمود موسى والذي كان قد اعتقل بسبب رفع علم فلسطين في  سلوان أمام  المستوطنين  " نحن صامدون في سلوان ولن نرحل وراح نضل صامدين، وسنقاوم حتى النفس الأخير حتى لو برفع علم فلسطين والذي  يشكل   رسالة تغيظ المستوطنين.

 ومعروف ان هناك ١٢ حي في سلوان ستة منها مهددة بالهدم والازالة بشكل كامل وجميعها ملاصقة للاقصى اما بحجة عدم الترخيص او انها تعود أملاك يهودية ، وان ثالثة احياء هدده بشكل خاص هي حي وادي حلوة وحي البستان حي بطن الهوى.

ويجدر ذكره ان  هذا المشروع سيعمل فعليا على الغاء خط الهدنة بين أراضي فلسطين عام ١٩٤٨ وعام ١٩٦٧ كما فعل من قبل في مشروع شارع رقم واحد الذي يربط شمال القدس بجنوبها  مع غربها ،  هذا المشروع هو جزء من إعادة كتابة التاريخ وفق الرواية التوراتية اليهودية الاسرائيلية التي تحاول الجهات المختلفة بما في ذلك جمعية العاد الاستيطانية إسقاط هذه الرواية على أرض الواقع في القدس عامة  وفي سلوان بشكل خاص.