• 24 شباط 2024
  • مقدسيات

 

القدس - أخبار البلد - يعتبر متحف روكفلر او متحف الآثار الفلسطيني  مكانا غامضا خفيا بالنسبة لغالبية المقدسين رغم انهم يمروا بمحاذاته يوميا فهو ملاصق لسور القدس العثماني ويطل على المسجد الاقصى،  الا ان قلة قليلة من سكان القدس قامت بزيارته في الاوانه الاخيرة او زارته مطلقا ، حيث  اصبح  هذا المكان الهام خارج الحيز المقدسي  فهو ثكنة عسكرية يحظر حتى الاقتراب من بابها الرئيسي محاط بأسلاك شائكة، كل العلامات حلها لا تدخل على أنه متحف يحمل آثار الحضارة الإنسانية المتعددة للقدس عبر العصور.

 وفي الاونة الأخيرة وبالتحديد اثناء الحرب على قطاع غزة التي بدأت في السابع من اكتوبر تشرين اول الماضي ، بهدوء بعيدا عن الاعلام دون ان يعرف اهل المدينة تم إغلاق  متحف روكفلر الأثري  بعد أن نقلت سلطة الآثار الاسرائيلية مقرها منه الى مكان اخر تمهيدا لتسليمه لجهات اخرى ،في العادة تكون هذه الجهة جمعية "العاد" الاستيطانية كما حدث في سلوان حيث تعمل سلطة الاسرائيلية بالتنسيق الكامل مع هذه الجمعية الاستيطانية التي باتت تسيطر على العديد من المواقع الأثرية في القدس بهدف تهويدها كليا ، حيث يجري حاليا مناقشة داخل اروقة الحكومة والجهات الاخورى بخصوص مخطط  لتجديد الموقع التاريخي ، ووفق ما نشرته بعض الصحف الاسرائيلية فان بعض المقترحات تحويل المتحف التاريخي الذي يحوي آثارا لا تقدر بثمن وتحكي حياة فلسطين عبر التاريخ  إلى متحف محدود يروى حكاية افتراضية عن تاريخ القدس، وإقامة مقهى وفندق ونقطة مراقبة ، وإعطاء هذا المكان المقدسي البحت إلى الجمعية الاستيطانية العاد التي تعمل على تهويد سلوان والقدس برمتها وكل لمحو الوجود التاريخي والأثري المقدسي الإسلامي المسيحي في المدينة المقدسة .

 ويذكر أن إسرائيل عندما احتلت القدس عام سبعة وستين قامت سلطة الاثار ومتحف اسرائيل بتغيير اسم المتحف الآثار الفلسطيني إلى متحف روكفلر كما قامت بنقل قسم كبير القطع الأثرية المعروضة في المتحف، مثل مخطوطات البحر الميت، إلى متحف إسرائيل في القدس الغربية، بعد أن قررت المحكمة العليا الإسرائيلية عام ٢٠١٦ بان القانون الإسرائيلي له الاسبقية على القانون الدولي  بما يتعلق بنقل التحف الاثرية وكل محتويات المتحف الى القدس الغربية  وطبعا تم رفع العلم الإسرائيلي على جانبي مدخل متحف روكفلر، مما أعطى انطباعا للشارع المقدسي بأن هذا المتحف المحتل  أصبح مؤسسة إسرائيلية.

ومما يجدر ذكره الاسم الاصلي لمتحف الآثار الفلسطيني كان المتحف الإمبراطوري والذي  تم بناءه  في عام ١٩٠١ خلال الفترة العثمانية ، ولكنه أصبح  المتحف الفلسطيني بعد احتلال بريطانيا للقدس وقام المسؤولون البريطانيون بالاستيلاء على محتويات المتحف والتي اختفى  قسم كبير منها،  ووفق روايات محلية مختلفة نقلت تلك القطع الاثرية الى المتاحف البريطانية وبقي البعض الآخر ولكن تحت اسم المتحف الفلسطيني عام ١٩٢١ ( بريطانيا حرصت منذ اللحظة الأولى لاحتلال القدس على إخفاء وتدمير كل أثر للعثمانيين في القدس ) ولكن المتحف الفلسطيني لم يفتح للعامة إلا في عام ١٩٣٨ ، بعد أن قام الانتداب البريطاني بشراء قطعة أرض  تعرف باسم كرم الشيخ الخليلي وهذا ما أكده أستاذ علم الاجتماع الدكتور علي قليبو في مقابلة مع موقع حكايات مقدسية والصادر باللغة الانجليزية حيث قال " اريد ان يتم تحديد اسم عائلتي وعلاقتها بالمكان الذي كان ذات يوم قصر جدي الكبير 

 مضيفا : " المبنى موجود هناك. كان له مالكون. لا يمكنك العيش في إنكار التاريخ الاجتماعي الفلسطيني. لقد عشنا هنا لعدة قرون بيت القصيد هو التظاهر بأن الفلسطينيين لا ينتمون إلى الأرض».