• 25 شباط 2024
  • مقدسيات

 

 القدس - أخبار البلد -  قال الشاب المقدسي "احمد سعيده " من سكان حي واد الجوز " ان بلدية القدس الإسرائيلية غير موجودة في القدس الشرقية  والشيء الوحيد الذي تقدمه البلدية لنا  ليس الخدمات بل المخالفات المختلفة ولأسباب غريبة عجيبة "

 وعرض سعيده أمام بعض وسائل الاعلام سلسلة من المخالفات التي قامت البلدية بحقهم بحجة المحافظة على المظهر العام للمدينة منها مخالفة بسبب كتابه " حج مبرور" على جدار منزله الخارجي ، ومخالفة أخرى على وعاء الورد الموجود على باب المنزل ومخالفة ثالثة على انبوب المياه النازل من السطح  إلى منزله .

هذه المخالفات تأتي في الوقت الذي تستعد فيه مدينة القدس لخوض انتخابات بلدية في السابع والعشرين من شهر شباط فبراير لاختيار رئيس وأعضاء المجلس البلدي . 

وتشير جميع استطلاعات الرأي إلى أن رئيس البلدية الحالي موشيه ليون من حزب الليكود اليميني هو الأوفر حظا بالحفاظ على منصبه لولاية ثانية 

 ووفق الإحصاءات المختلفة فان المقدسيون الذين يتجاوز عددهم  ٤٠٠ ألف نسمة يدفعون أكثر من ٣٥٠ مليون شيكل للبلدية  أي ما لا يقل عن ٢٨٪ من  الضرائب المفروضة على مجمل سكان القدس  بشطريها مقابل خدمات لا تتعدى ٦٪ من مجمل الخدمات ولا يمكن مقارنتها بالخدمات التي تقدمها البلدية للقدس الغربية اليهودية .

تلك الانتخابات التي لا تبدو لها أي مظهر في الشارع المقدسي في القدس الشرقية على عكس القدس الغربية التي امتلأت شوارعها وازقتها وجدران المنازل فيها بلافتات وصور المرشحين والقوائم اليهودية الذين يتراوح انتمائهم ما بين المتدين واليميني والعلماني باستثناء قائمة واحدة تضم عرب ويهود يساريين ، حيث يأمل القائمون على  هذه القائمة أن يحدثوا ما هو غير المتوقع أن يكون هناك ممثلين عرب في  المجلس البلدي الذي يسيطر عليه اليمين المتطرف والأحزاب الدينية اليهودية .

 حيث تتنافس القوائم اليهودية باستثناء قائمة واحدة يهودية عربية  تضم سبعة أعضاء عرب من اصل ١٧ عضو ، غالبيتهم العظمى من الوسط العربي الذين يعيشون في القدس منذ سنوات .

 أما في القدس الشرقية فإنه لا تبدو ان هذه القائمة تحدث  حراكا في الشارع  حيث الموقف العام الداعي الى مقاطعة الانتخابات البلدية بات أكثر حدة هذا العام على ضوء التطرف الذي يسود المجتمع اليهودي والحرب على غزة، موقف المقاطعة هو الموقف السائد منذ احتلال اسرائيل للقدس الشرقية عام سبعة وستين . 

 فلقد قال الناشط المقدسي حازم القواسمي في حديث خاص  : 

باعتقادي موقف المقدسيين من انتخابات بلدية القدس الاحتلالية سيبقى ذاته كما كان في السنوات السابقة وهو مقاطعة هذه الانتخابات مقاطعة كاملة. خاصة أن الحرب العدوانية على أهلنا في قطاع غزة أظهرت بشاعة الحكومة الإسرائيلية وإجرامها في كل مكوناتها السياسية والعسكرية لذلك إذا كان أي فلسطيني في القدس يفكر في المشاركة أو الترشح لانتخابات البلدية قبل الحرب عزف الآن عن قراره لأن الجلوس بجانب أولئك المتطرفين في المجلس البلدي يعتبر مشاركة معهم في كل إجراءاتهم التعسفية الاحتلالية وجرائمهم اليومية ضد المقدسيين المتمثلة في مصادرة الأراضي وهدم البيوت واعتقال المناضلين وتثبيت السياسات العنصرية في كل مناحي الحياة في القدس.

 وأضاف القواسمي " نحن في القدس لن يتحسن وضعنا كثير إذا زادت عدد الحاويات كم حاوية، بينما يستمر هدم البيوت ومصادرة الأراضي والاعتقالات والاغتيالات وكل السياسات العنصرية التي تهدف إلى تهجيرنا من المدينة. وهناك طرق كثيرة لتحسين الخدمات في مجال البنى التحتية والقطاع التعليمي والصحي بدون الضرورة في الدخول الى المجلس البلدي والجلوس بجانب أولئك المجرمين. نستطيع ذلك من خلال الطرق القانونية والضغط الدولي على الاحتلال

 وحول وجود قائمة مشتركة قال القواسمي : "  إنّ وجود قائمة مشتركة عربية يهودية لن يغير شيء في الأمر، لأن حركة ميرتس التي تمثل الجانب اليهودي في القائمة أصلاً ضعيفة جداً ومنقسمة إلى نصفين، الشخص المرشح لرئاسة الكتلة المشتركة هي شخص بعيدة كل البعد عن الهم المقدسي والمجتمع المقدسي وموقفها سطحي وركيك من القضية الفلسطينية وغير مؤهلة اطلاقا لتمثيل المقدسيين في أي شيء.

 من جهته قال  زياد الحموري رئيس مركز القدس للدراسات الاقتصادية والاجتماعية ومن ابرز الشخصيات الوطنية في المدينة في حديث خاص   :
"  ما في شك ان فكرة المشاركة بالانتخابات البلدية فكرة مرفوضة  من الكل الوطني سواء على الصعيد السياسي او الديني  اليوم في هذا الظرف الذي نعيشه لا يمكن  القبول بفكرة المشاركة من أي فلسطين في البلدية ونحن نرى هذا التطرف الكبير والقتل وكل القضايا التي تتعلق بالقدس واضح انه لا يمكن المشاركة على الاطلاق

واضاف الحموري :"  ان كل واحد يشارك في الانتخابات كمرشح سيكون منبوذا على الصعيد الوطني والديني والاجتماعي" 

وهناك نوع من الحرمان المجتمع على من يدلي بصوته في  تلك الانتخابات البلدية حيث يسمح للمقدسي  المشاركة بادلاء صوته بهذه الانتخابات ويمنع من المشاركة في الانتخابات البرلمانية لأنه لا يحمل الجنسية الاسرائيلية .

 ولهذا فإن من يدلي بصوته في اي من الصناديق  يحاول ان يصوت بعيد عن أعين الناس في ساعات المساء ، كما قال امجد عبد الله( اسم مستعار) ٣٥ عام ويعمل في إحدى المؤسسات التابعة لبلدية القدس والذي اضاف انه في الانتخابات البلدية السابقة قمت بالتصويت في ساعات المساء قبل إغلاق صناديق الاقتراع خشية أن يراني الناس وانا كنت مضطر للتصويت حتى لا اخسر مكان عملي فلقد حرص المسؤولون الاسرائيليون التلميح لنا بضرورة المشاركة في الانتخابات إن رغبنا بالحفاظ على وظائفنا ، اما هذا العام فلا اعتقد ان الوضع سوف يختلف كثيرا 

 ومعروف أن المئات من سكان القدس العرب يعملون في بلدية القدس ومؤسسات  المختلفة  وهم عادة يصوتون في هذه الانتخابات ،ووفق احصاءات الانتخابات السابقة التي جرت فان عدد الناخبين في القدس من العرب واليهود وصل إلى أكثر  من ٦٣٠  ألف ناخبا،  ولا توجد أرقام محددة عن عدد الناخبين  العرب من سكان القدس الشرقية  حيث يتراوح الاعتقاد بان حوالي ٢٠٠ ألف مقدسي لهم حق الاقتراع .