• 12 أيلول 2023
  • مقابلة خاصة

 

 القدس - أخبار البلد -   كتب خليل احمد  العسلي :  هل تعرفون من هو الدكتور مناويل حساسيان؟  بالتأكيد لا يعرفه الكثيرون من أبناء الجيل الجديد، فلقد غاب الصديق مناويل  عن القدس لسنوات طويلة رافعا راية فلسطين في المحافل الدولية سفيرا نشيطا في كل المحافل فكان نجما وناطقا حقيقيا صادقا باسم فلسطين  شعبا وقضية وخير من شرح حالها في عقر  أهل وعد بلفور الكارثي كان ناجحا متحدثا حذقا لدرجة أن وسائل الاعلام البريطانية كان يحسب له حساب خشية ان يحرجهم بالمنطق والحجة وليس بالشعارات الجوفاء والجمل الخرقاء التي  أصبحت بالية ولكن الكثيرون لا زالوا يرددونها.

 قبل يومين  التقت الصديق البروفيسور الدكتور مناويل حساسيان لأول مرة من أكثر من ثلاثين عاما وجها لوجه رغم أن التوصل الافتراضي لم ينقطع ، وكانت شبكة " أخبار البلد"  محظوظة بتخصيص  د حساسيان عدد كبير من مقالات  بالعربية والإنجليزية والتي  تتميز بالعمق والشرح والسلاسة  للنشر فيها وبشكل حصري . تلك المقالات التي أثارت الكثير من الإعجاب والتساؤلات في نفس الوقت . 

 لقد وجدت أمامي شابا نشيطا رياضيا بعد خسر الكثير من الكيلوغرامات   وهذا ما فشلت به مما أصابني الكثير من الغيرة المحببة ، كله حيوية  وتفاؤل  وكأنه تخرج من الجامعة قبل أيام يحمل معه الكثير من الأحلام التي  يرغب بتحقيقها .

 قال لي : يا صديقي اخيرا عدت في مدينة الى منزلي  بعد ان  أتممت مهمتي الرسمية سفير فلسطين في بريطانيا والدنمارك ومتحدثا في كل مكان  تاركا ورائي ارثا دبلوماسيا غزيرا  ، عدت وأنا مرتاح الضمير متأكد أنني خدمت فلسطين قضية وشعبا وقيادة على أحسن وجه .

 فسارعت بسؤاله العادي في هذه المناسبات متوقعا الجواب التقليدي أيضا  عن خطواته في المستقبل ؟ حتى كنت اتوقع ان يقول لي انه سيرتاح وأخذ وقتا لنفسه للتجول  هنا وهناك ، ولكن وجدت صديقي الذي اعرفه من ايام الانتفاضة الاولى ايام الاضرابات في القدس وذلك في اواخر ثمانينات القرن الماضي ، حيث كان خير متحدث باسم فلسطين  والقدس والانتفاضة ، وكانت وسائل الاعلام العربية والاجنبية تتسابق لإجراء مقابلة معه  قبل أن يصبح رئيسا لجامعة بيت لحم والتي احدث فيها نقلة نوعية لا يمكن انكارها .

 فلقد سارع صديقي العزيز د مناويل حساسيان  الى القول ان له  الكثير من الكتابة والعديد من مشاريع  الكتب والمقالات وتقديم الاستشارة .

 قلت له : ارتاح يا صديقي فلقد ابليت بلاءا حسنا ونجحت في المهمة .

 قال لي راحتي في العمل والكتابة فلقد كتب العديد من الكتب واريد ان اكمل ذلك المشوار  من اجل الاجيال القادمة .

 ومرت الساعات ونحن نتحدث مع هذه الشخصية الفريدة المقدسية الفلسطينية  الارمنية ذلك الحديث الذي كنت اتمنى ان لا ينتهي فهو حديث ماضي وحاضر ومستقبل، افترقنا على أمل أن نتلقى باقرب وقت بعد جولة دولية له للمشاركة في مؤتمرات ، قلت له : هل أنت متأكد أنك متقاعد من السلك الدبلوماسي بعد أن بلغت سن التقاعد ، نظر الى وضحك  قبل ان يتوجه الى سيارته القديمة التي لا زالت تخدمه بإخلاص منذ أكثر من عشرين عاما . 

 ما هو مؤكد أن للحديث بقية وان المشاريع قادمة مع  هذه الشخصية المميزة التي  أحدثت التغيير المطلوب في كل منصب تولاه الصديق العائد د مناويل حساسيان .