• 7 تشرين أول 2023
  • مقابلة خاصة

 

 القدس - أخبار البلد -  نشر الروائي  والكاتب المعروف محمود شقير نص حوار معه أجراه معه "السيد طه "محرر الموقع الالكتروني " النصوص الاديبة" ArabLit ويسعدنا في " أخبار البلد" المقدسية ان نعيد نشر هذا الحوار لاهميته: 

 س/ هل يمكنكم تعريف دور المحرر؟ ما الذي يفعله المحررون؟ وما الذي لا يفعلونه؟

 ج/ المحرر هو "العين الناقدة" الذي يأتي بعد المؤلف مباشرة، لتسليط الضوء على نواقص العمل الأدبي، أكان رواية أم سيرة ذاتية أم مجموعة قصصية، وتقديم اقتراحات للمؤلف لتلافي النواقص ولكي يصبح العمل الأدبي في وضع أفضل. من خلال تجاربي مع المحررات/المحررين في دار نوفل/ بيروت، ومع المحررات/ المحررين في مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي/ رام الله، فلسطين، فإنهم/ وإنهن يقمن بدور مهم في تخليص العمل الأدبي من الأخطاء اللغوية ومن الصياغات الأدبية الملتبسة أو غير الدقيقة، ويقمن كذلك باقتراحات حول أفضل عنوان للعمل الأدبي، وحول الشخصيات لجهة تطويرها وتعزيز دورها. أما الذي لا يفعله المحررون، فإن له علاقة بعدم فرضهم آراءهم عليّ. إذ يكتفون بتقديم اقتراحات، ولي الحق في قبولها أو رفضها، وهذا دليل على السمو الأخلاقي وعلى التعامل النزيه معي. 

س/ في رأيكم، لماذا يعتبر التحرير التطويري الذي يركز على تطوير الأفكار والشخصيات والبناء، وليس مجرد تصحيح الأخطاء الإملائية والنحوية، أمرًا مهمًا للكتّاب؟ 

ج/ هذا مهم لأنه يخلص العمل الأدبي من نواقصه، ويظهره للقراء على نحو أكثر اكتمالًا. التقيت محررة أدبية في النرويج ذات زيارة لأوسلو في أسبوع للثقافة الفلسطينية هناك، وأخبرتني أنها أثناء عملها في التحرير تحذف فقرات ومشاهد كثيرة لا لزوم لها في النص، وغالبًا ما يؤيدها المؤلف حول ذلك.

 س/ هل ساهم المحررون الذين عملتم معهم في تطوير أفكاركم؟ هل من الممكن أن تخبرونا بمثال أو اثنين؟

 ج/ نعم، أنا مدين للمحرّرة الأدبية سمر أبو زيد التي ابتدأت علاقتي الأدبية معها منذ العام 2009 حين كانت تعمل في دار نوفل/ بيروت، ومنذ ذلك التاريخ حتى الآن، وبعد أن غادرت سمر دار نوفل إلى دار نشر أخرى، حرّرت بدقة واهتمام وحرص أغلب كتبي التي صدرت خلال تلك الفترة من دار نوفل ومن غيرها من دور النشر، لجهة ضبط اللغة وعلامات الترقيم، ولجهة تقديم اقتراحات لتطوير النص الأدبي. أذكر على سبيل المثال لا الحصر أنها حين قرأت مخطوطتي "تلك الأمكنة" وهي سيرة ذاتية، لم يعجبها الفصل الأول في السيرة، وقالت إنه لا يشجع على مواصلة القراءة، وقد أخذت برأيها وحذفت هذا الفصل وكتبت فصلًا آخر بديلًا منه. وأنا مدين للمحررة الأدبية رنا حايك التي جاءت إلى دار نوفل بعد أن غادرتها سمر أبو زيد، فقد حررت رنا عددًا من كتبي، سواء لجهة ضبط اللغة وعلامات الترقيم، أم لجهة تقديم اقتراحات تأتي دائمًا في مكانها الصحيح. أذكر على سبيل المثال لا الحصر أنها حين حررت روايتي "ظل آخر للعائلة" اقترحت تغيير العنوان، وقد أخذت باقتراحها ونشرت الرواية بالعنوان الذي اقترحته رنا: "ظلال العائلة". وبالطبع لا أنسى المحرر الأدبي، الروائي أحمد محسن الذي يعمل في دار نوفل، وقد حرر سيرتي الذاتية الأخيرة "تلك الأزمنة" وأظن أنه سيحرر لي كتبًا جديدة أخرى. أنا مدين كذلك لمديرة مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في رام الله/ فلسطين، رناد القبج، هذه المؤسسة المعنية بأدب الأطفال، التي أصدرت لي سبعة كتب، خضع كل كتاب منها للجنة شكلتها رناد، وكان من أبرز أعضائها رناد نفسها، ليلى البطران، أحلام بشارات، هلا الشروف، محمد الزقزوق وآخرون وأخريات. كانت هذه اللجنة تتقدم باقتراحات عديدة وتترك لي حرية الأخذ بهذه الإقتراحات أو بعضها. وكنت في الأغلب الأعم آخذ بأغلب اقتراحات اللجنة. أذكر على سبيل المثال لا الحصر، أنني قدمت كتابي عن غسان كنفاني بالعنوان: "غسان كنفاني... الرحلة المدهشة" وقد اقترحت رناد أن أبحث عن عنوان آخر، وقد اقترحتُ "غسان كنفاني... رحلة حب". أعجبت به رناد لكنّ اللجنة لم تُعجب به، ثم استقر الرأي على العنوان الذي اقترحتُه " غسان كنفاني... إلى الأبد". وأنا مدين لعدد من الصديقات والأصدقاء النقّاد والروائيين والشعراء والصحافيين والمثقفين الذين أعرض عليهم مخطوطاتي لكي يعلّقوا عليها قبل أن أرسلها إلى دور النشر، وفي الغالب يقدّمون لي ملاحظات واقتراحات جدّيّة وعميقة، ومن أبرزهم: الناقد وليد أبو بكر، الناقد حسن خضر، الشاعر الروائي إبراهيم نصر الله، الناقد الأديب أ. د. محمد عبيد الله، أ. د. غسان عبد الخالق، الشاعرة لانا المجالي، القاصة والروائية حزامة حبايب، الصحافي الكاتب إلياس نصر الله، د. محمد شقير وآخرون. سيرة ذاتية مختصرة: محمود شقير؛ كاتب فلسطيني من مواليد جبل المكبّر، القدس(1941). يكتب القصّة والرواية للكبار وللفتيات والفتيان. أصدر حتّى الآن تسعة وسبعين كتابًا، وكتب ستّة مسلسلات تلفزيونيّة طويلة وأربع مسرحيّات، وأسهم في إعداد تسعة كتب. تُرجمت بعض كتبه إلى اثنتي عشرة لغة من بينها الانكليزيّة والفرنسيّة والإيطاليّة والسويدية. شغل مواقع قياديّة في رابطة الكتّاب الأردنيّين وفي الاتحاد العام للكتّاب والصحافيّين الفلسطينيّين. حاز جوائز عدّة، من بينها جائزة محمود درويش للحرّيّة والإبداع 2011، جائزة القدس للثقافة والإبداع 2015، وجائزة دولة فلسطين في الآداب 2019. وصلت روايته "مديح لنساء العائلة" إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "بوكر" عام 2016. اختيرت روايته للفتيات والفتيان "أنا وصديقي والحمار" ضمن أفضل مئة كتاب لليافعين في العالم عام 2018 . تنقّلَ بين بيروت وعمّان وبراغ، ويقيم حاليًّا في القدس.