• 4 شباط 2015
  • نبض إيلياء

كان يقلب بعض الاوراق  في ملف لديه بحانوته الصغير في شارع صلاح الدين ،  فهذا الشخص له باع طول في العمل التجاري والاستثماري في القدس ، ويستطيع تحريك المياة الراكدة في القطاع التجاري التعبان في الشارع باقامة مهرجان هنا وحملة هناك ،  كما انه يعرف الكثير من خفايا الامور في هذا القطاع الذي يسمى مجازا  الاستثمار في القدس، هذا القطاع الذي ينطبق عليه مثل القائل  " نسمع طحنا ولا نرى طحينا " ، قال مازحا بعد ان وقعت عيونه  على قائمة بها اسماء تستعد احدى المؤسسة المقدسية الوهمية تكريمها ( فهذه هي الموضة الان في القدس ، مؤسسات لا تعمل ، وعدد اعضاءها شخص واحد تقوم بين الحين والاخر بحفل تكريم وتوزيع دروع من النوع الرخيص  على رجال اعمال او اصلاح او حتى موتي ، المهم تكريم وان يتم جمع هؤلاء  في حفل اقل ما يقال عنه انه اهانة للقدس واهلها ) وبين هذه الاسماء  اسم احد اشهر رجال الاعمال العرب الفلسطينين ، والذي كان في يوم من الايام يحلم بان يكون فارسا القدس ( ليس  من نوعا الفرسان الذين يتم تكريمهم من قبل مؤسسات واهنة هنا وهناك، بل فارس حقيقي  بكل ما في الكلمة من معنى ) حتى انه وصل به الامر، الى القول انه يريد ان يعلم المقدسيين حب المدينة..! فكانت  الشعرة التي قصمت ظهر البعير ، وقضت على حلمه بان يكون فارس مقدسي، فاهل المدينة يعلمون الدنيا ومن عليها حب القدس . فهم الاصل !!

 ما علينا

 المهم ان هذا الرجل قال ان هذا المستثمر الكبير في الخارج الصغير في القدس ، لم يساهم بأي استثمار ناجح في المدينة ، باستثناء شراء بيت قديم في البلدة القديمة،   بل انه استفاد من اسم القدس في رحلاته وترحاله برفقة مجموعة من المنتفعين من اهل المدينة الذين يعرفون من اين تأكل الكتف !!!! وعندما وجد الابواب موصدة بوجه عاد ادراجه الى حيث كان ! تاركا القدس لأهلها ولمحبيها فقط ، فهو انتهازي كحال الكثيرين من رجال الاعمال الذين يأتون ويرحلون عن القدس  

 واستطرد قائلا:  انه لا سمح الله ان هدمت قبة الصخرة فإنها لن تهدم على يد اليهود المتطرفين بل ستهدم من كثرة من جلس عليها من المتسلقين والمنتفعين والمتاجرين باسم الاقصى والقدس، .." مضيفا ان هؤلاء اشبعونا كلاما فارغا واستهتارا بعقلية المقدسيين وتاجروا باسمهم ، ولكنهم لم يقدموا شئ يذكر !!

ان هذا الشعور هو شعور عام لدى  سكان القدس والذين اصيبوا بخيبة امل كثير ومتكررة من قبل من يطلقون على انفسهم  مصطلح مستثمرين ، وما هم بذلك ! والشئ الوحيد الذين يستثمرون فيه هو الكلام !!!

 فكم من مؤتمر عقد باسم القدس ؟! وكم من  رجل اعمال زار القدس؟! وكم من وفد حل ضيفا على القدس ؟! وكم من مشروع تم الاعلان عن اقامته بالقدس ؟  وما ان تطفئ الكاميرات وبرحل الصحفيين وينتهى المولد ، حتى ينتهى معه المشروع ولم يعد احد يتحدث عنه ، حتى الموعد القادم ، فالتبريرات لعدم الايفاء بوعودهم جاهزة ، اولها واسرعها السلطات الاسرائيلية التي تعيق الاستثمار في القدس ..!!

 ففي الجلسات المغلقة يتحدث الكثيرون من الاصدقاء عن المشاريع القادمة الى القدس بل انه يصدرون بيانات صحفيه عبر الوسطاء الصحفيين  الصغار الذين يرغبون بلعب هذا الدور تقربا من هذا الرجل او من ذلك

وفي النهاية لا نرى شئ من هذه البيانات على الارض، وتبقى القدس بلا استثمار  استراتيجي حقيقي، ولك ما لدينا هو مشاريع اسكان شخصية بارقام خياليه لا يقدر عليها الا نفر بسيط من اهل المدينة ! حتى المشاريع السياحية غير موجودة على الاطلاق وان وجدت فهي شخصية بيد شخصين او ثلاثة  يتحكموا بهذا القطاع ويتباكون في الخارج عن القبضة الحديدية  الاسرائيلية في الليل يعقدون الصفقات مع الاسرائيلين !!

 حتى مشاريع الثقافة فهي في تراجع مستمر فلا تراث يحافظ عليه ولا ثقافة يتم تطويرها ، باستثناء قيام حفنة من الاصدقاء بمدح كتب بعضهم البعض ...

 وبعد ذلك يقولون  نحن مع القدس... ونحن نقول لهم اصمتوا فانتم ابعد ما تكونوا عن القدس، فانتم من باع القدس مقابل ثمن زهيد ...!!

 فالقدس الى البقاء وانتم الى الفناء

 وللحديث بقية