• 31 كانون الثاني 2016
  • نبض إيلياء

خليل العسلي 

 

قال لي  همسا بان لديه معلومات عن  قرارات اسرائيلية خطير تخص التعليم في القدس ، مضيفا  انه يريد ان تصل تلك المعلومات الخطيرة الى وسائل الاعلام ، ولكنه يريد ان تنشر في وسائل اعلامية عربية خارجية ذات مصداقية من اجل ان تحدث  دويا هائلا ، واصداء واسعة ، على امل ان يصحوا العرب والفلسطينين من سباتهم العميق ، ويعرفوا ان معركة القدس في انفاسها الاخيرة .

 قال .. وقال الكثير .. وهذا الكثير خطير ويظهر التحول الكبير في موقف السلطات الاسرائيلية بتعاملها مع سكان القدس العرب ، فبعد ان كانت تحاول ان تظهر لهم انها معهم في بعض من حقوقهم الاساسية والتي تضمنها المواثيق الدوليه،  وانها تولى امرهم اهمية خاصة، وان تعاملهم بقفازات ناعمة ، الان تحول كل شئ ، وخلعت السلطات الاسرائيلية كل القفازات الناعمة ، ولتبدا بتوجيه لكمات مؤلمة بقبضات عارية لوجوه وصدور المقدسيين، شعارها في ذلك اما ان تكون معي حتى النخاع ، او انت عدوي وعليك الرحيل ، وان لم ترحل من تلقاء نفسك سوف نتكفل نحن بذلك.

 وهكذا وجد المقدسي نفسه امام سياسة لم يعهدها من قبل من حيث الفظاظة في التعامل  والقسوة في التعاطى ، وجد نفسه امام خيارات صعبة ، ان لم تكن مستحيله ، فمن اجل البقاء في القدس حفاظا على ارث اجداده وعلى حقوقه في المدينة ، عليه ان يعيش بتوتر وخوف على مدار الساعة ، وعليه ان يثبت صباح مساء ، انه مواطن يريد العيش بهدوء ، عليه ان يثبت ذلك لكل اسرائيلي مواطنا عاديا كان او مسؤولا  في المؤسسات التي تعيش الاحتكاك اليومية مع المقدسي، وهي مؤسسات سنظر اليها المقدسي على انها اداة لاذلال فقط.

 فهذا المقدسي هي ارهابي منذ لحظة خروجه من منزله ، وحتى لحظة عودته الى منزله في المساء ( ان عاد سليما..)

 وجدت المقدسي نفسه وحيدا وقد تخلت عنه القيادة الفلسطينية والتي اخر همها هذا المواطن المسحوق في القدس ، فهذه القيادة ومن يمثلها لا يملكون اية حلول لاي من تساؤلات المقدسي ، بل ان بعضا من قيادات هذه السلطة تساهم في تعقيد حياة المقدسي ، كما ان العرب من القريب الى البعيد !!  تخلو عن المقدسي ، فلا احد على استعداد للتفكير في القدس او حتى سماع اسمها ، وهذا كان واضحا في لقاء ضم شخصيات عربية دبلوماسية معروفه وشخصية مقدسية التي عندما بدات الحديث عن المعاناة اليومية للقدس واهلها ،  ساد جو من عدم الارتياح  في الغرفة وتم تحويل الحوار حتى بدون ان يعلق اي من الحضور بكلمة واحدة 

 ناهيك عن المقدسي غير مرحب به في اي من الدول العربية ولدينا الكثير من القصص  حول معاناة المقدسين في دول الخليج  بشكل خاص ، تلك الدول التي تعامل كل الجنسيات معاملة البشر الا المقدسي الذي يحمل جواز سفر اردني تعامله معامله …….

 ما علينا

المهم ، ان موضوع التعليم في مدارس القدس وصل الى مراحله الاخيرة ، فكل مدرسة كانت تتلقى الدعم المالي السخي من بلدية القدس  في السنوات الماضية معتقدة ان تبرع سخي ، ودعم لها، مما  ساهم بانتشار نوع جديد من المدارس ،  هذا الاعتقاد اتضح انه خاطئ ( فلا توجد وجبات مجانية )  وحان وقت دفع الفواتير مما يعنى الالتزام  بكل ما له علاقة بتطبيق المنهاج الاسرائيلي ، والذي هو باختصار اعادة كتابة الواقع من خلاف عيون الاسرائيلي القوي الذي يعتقد انه يستطيع ان يحول الاسود الى ابيض، فنشوة العظمه التي تعيشها الحكومة الاسرائيلية الحالية لا مثيل لها، لدرجة انها تظن انها تستطيع خلق واقع على الارض مستخدمة قوتها الهائلة مستفيدة من الفوضي العربية التي يرافقها لا مبالاة بكل شئ اسمه القدس او الاقصى 

واصبحت المدارس العربيه في القدس ، امام خيارين اما ان تسير وفق المنهاج الاسرائيلي او ان تختار اغلاق المدرسة

 واكثر من يثير الغضب هو الاستهتار الفلسطيني الرسمي والتقليل من اهميه هذه الخطوة الاسرائيلية ، وهذا كان واضحا في حديث مديرة ملف القدس في التربية والتعليم للاذاعة الفلسطينية عندما قالت بما معناه ان هذا الحديث  ليس بالجديد واننا سوف نتغلب عليه !!!! يا سلام 

فاذا كان هكذا يتحدث المسوؤلون الفلسطينيون فاقراوا السلام على القدس ، وعلى مدارسها.

 ولك الله يا قدس 

وللحديث بقية