• 4 تموز 2017
  • نبض إيلياء

 

 

  قال لي صديق امضى سنوات طويلة من عمره المديد، بالعمل في المؤسسات الاجنية سواء كانت الدبلوماسية منها والاهلية  ، متنقلا بين اصنافها والوانها المختلفة: إن هناك ظاهرة غاية في الخطورة منتشره  في هذه المؤسسات الاوروبية والامريكية ، او تلك التابعة للامم المتحدة ، والتي هي بالظاهر لخدمة المجتمع المقدسي واللاجئين ولكنها في الباطن تخدم اجندات تخفى على الكثيرين منا ، هذه الظاهرة الخطيرة هي  اقتصارها على طيف واحد من اطياف المجتمع المقدسي بعينه وذاته ، ! مضيفا ضاربا مثلا : ما هي نسبة ان تجد في موسسة امريكية اثنين من الهنود الحمر يعملون  معا؟!! إن النسبة تكاد تصل الى الصفر وإن وجدت فان هذا يعنى انها ليست محض صدفة بل ان هناك ترتيبا ما !!!!

 ولكن عندنا هناك خلل واضح في عمل المؤسسات  المختلفة وخاصة الاجنبية ، فنجد أن هذه المؤسسات تعتمد في عملها على هذا الطيف الواحد الذي لا يمثل المجتمع المقدسي المتنوع 

 ما علينا !

 المهم ، أن ما قاله الصديق  اعتقدت في البداية أنه مبالغ فيه، اما لحسرة في قلبه او انتقاما من هذه المؤسسات التي لم يعد يعمل بها ، قمت من خلال الاصدقاء والمقربين  بجمع معلومات شبة دقيقة عن الوضع في هذه المؤسسات بصورة عامة فاتضح هول المأساة  فكلام صديق لم يكن مبالغ فيه على الاطلاق ، بل المصيبة انه لم تعد هناك حساسية من قبل القائمين على هذه المؤسسات بالتصريح علانية على انهم يفضلون ن طيف على بقية المكونات المقدسية، لاسباب مختلفة ، وجميعها اسباب تخلق الضغينة بين شرائح المجتمع ! 

 رغم ان الجميع يفضل ان يبقى هذا الشعور عميقا راكدا  تحت الرماد خشية المس بوحدة اطياف المجتمع ، ولكن هذا لا يعنى ان الظاهرة غير موجوده ، بل موجوده وتتعمق !!!

 هذه المؤسسات الاجنية بمجملها وبعض المؤسسات المحلية تشتكى بان هناك قطيعة بينها وبين المجتمع المحلي المقدسي  ، والذي لم يفتى ان يوجه الانتقادات لهذه المؤسسات وعملها الذي لا يصب في النهاية الا لصالح  جيوب القائمين اولا ولصالح فئة صغيرة بعينها وهي المستفيده.

 كما ان اصرار هذه المؤسسات على توظيف  العنصر النسائي  فيها لا يعتبر تمثيلا حقيقيا للمجتمع بل يعتبر اخلالا لاسس هذا المجتمع المقدسي المعروف منذ الازل بانه مجتمع محافظ مترابط مغلق  يحاول الحفاظ على مكوناته الثقافية اما الغزو الجارف  ، ففي احدى المؤسسات  المعروفة في المدينة المقدسة الغالبية العظمى من الموظفين هن من العنصر النسائي ومن طيف واحد  من المجتمع ، الا يعتبر هذا تميزا واضحا ، يا من تدعون محاربة التميز ، يا من تفقون الملايين على برامج لمحاربة التميز باشكاله !!  حتى لو كانت المؤسسات الاجنية تعمل على  اساس الجندر ، لا يحق لها ان تتلاعب في اسس المجتمع  بل يجب عليها  ان تأخذ بعين الاعتبار واقع هذا  المجتمع 

ناهيك على اعتماد هذه المؤسسات على ما يسمى الخبراء الاجانب في المشاريع ، فهؤلاء الخبراء تصل ميزانيتهم اكثر من ستين بالمئة  من ميزانية المشروع برمته ، بل  ان المؤسسة اوروبية ما تعطى الخبير الاجني اكثر من ثمانين بالمئة مما تبقى من ميزانية المشروع ، لان  اكثر من عشرين بالمئة من اصل الميزانية تذهب للشركة الاصيلة وعشرين بالمئة لمؤسسة الاممية التي تدير المشروع وما يبقى للفلسطينين المساكين  إلاالفتات  إن وصل اصلا ….. 

 همس صديقي بقوله ان قلت ذلك فانه سوف يتهمونك بأقسى الإتهامات ، فنحن شعب دجال نعرف  اي تمكن العلة ،ولكن نفضل ان لا يكشفها احد ، وإن قرر احدهم الإشارة اليها في حديث او همس او غمز بالتصريح او بالتلميح بهدف الاصلاح فإنه هؤلاء ينبرون ضده مقرعين شاحذين السنتهم الوسخة والمعروفة بقذارتها ضده  رغم علمهم ان هذا حديث الشارع الهامس والصارخ على حد سواء

 فالقدس واهلها ليسوا مطيه لاحد ،الحفاظ علي وحدة المجتمع باطيافه اهم من المؤسسات الاجنبية التي لا تزال تمارس دورها في التفريق بين فئات المجتمع ، كما كانت تفعل في الآيام الاخيرة للامبراطورية العثمانية في القدس بشكل خاص ..

 وللحديث بقية 

 

                                                                                  خليل العسلي