• 12 آيار 2018
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : رشيد حسن 

 

اكتملت الاستعدادات الأميركية- الإسرائيلية للاحتفال بنقل السفارة الاميركية من “تل الربيع “تل ابيب” الى القدس العربية المحتلة، عشية الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني “14 ايار” الجاري.. يوم الاثنين الأسود القادم، ما يعني بصريح العبارة، الاحتفال بذبح القدس العربية-الاسلامية، عاصمة فلسطين الابدية على الصليب الاميركي الصهيوني، وتقديمها قربانا للكيان الصهيوني.. في اكبر عملة اغتصاب يشهدها التاريخ المعاصر، ويشهدها العالم المرعوب بالارهاب الاميركي-الصهيوني، ما يشكل انتهاكا سافرا للقوانين وللشرعية الدولية، واعترافا بالاحتلال الصهيوني.

حكومة الارهاب الصهيوني وجهت الدعوات لحضور فعاليات هذا العدوان البشع، والذي يشكل سابقة في التاريخ، ويؤرخ بحق لمرحلة من العدوان الاميركي –الصهيوني السافر الذي لا مثيل لها، اذ تعلن واشنطن وبكل وقاحة وصلافة دعمها للاحتلال الصهيوني، ودعمها للرؤية الصهيونية القائمة على التلفيق والتزوير، وتأييدها للارهاب الذي يمارسه الكيان الصهيوني الغاصب ضد الشعب الفلسطيني الاعزل، وقد أصبح ايدلوجية تحكم استراتجية العدو، وسياساته، واهدافه المنظورة وغير المنظورة.

إن الاحتفال بنقل السفارة في الذكرى السبعين لنكبة فلسطين وشعبها، لا بل لنكبة الامة كلها، هي رسالة من واشنطن للعرب كافة ولجميع المسلمين.. لمن يعرف، ولمن لا يعرف، ولمن نسي أو تناسى، بأن الولايات المتحدة الاميركية لعبت دورا اساسيا في اقامة هذا الكيان الغاصب اللقيط، منذ وعد بلفور المشؤوم والى اليوم، وهي كانت ولا تزال السبب الرئيس في الحفاظ على هذا الكيان، وتزويده باحدث الاسلحة بما فيها الاسلحة النووية، وبآلاف المليارات من الدولارات ليتجذر في الارض العربية، ويصبح دولة اقليمية كبرى تهدد دول الجوار، وقد شنت اكثر من عدوان عليها، وشاركت في زرع عصابات الشر، ودعم الانفصاليين في جنوبي لبنان والسودان وشمال العراق، ودمرت المفاعل النووي العراقي، وشنت عدوان حزيران على مصر وسوريا بتنسيق تام مع اميركا، لضرب المشروع القومي العربي، وشاركت في العدوان الثلاثي على مصر مع بريطانيا وفرنسا... كل ذلك واكثر منه، وفق استراتيجية صهيونية تقوم على بقاء الدول العربية ضعيفة متخلفة، متناحرة، يسهل السيطرة عليها، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية.

واستكمالاً لما بدأنا به.. فلقد بدأت أجهزة العدو بتثبيت اللافتات قي شوارع القدس المحتلة، والتي تشير الى مكان السفارة، وجاء قرار واشنطن بالاعلان عن تشكيل وفد اميركي برئاسة نائب وزير الخارجية ويضم سفير اميركا في اسرائيل ديفيد فريدمان، وهومستوطن صهيوني يعيش في مستعمرة “ارائيل”، ووزير الخزانة ستيفن مونشن، ومستشار الرئيس وصهره كوشنير، ومساعدة الرئيس ابنته ايفانكا، والمسؤول عن المفاوضات غرينيبلات، ليؤكد اصرار ترامب على نقل السفارة، واصراره على تصفية القضية الفلسطينية من خلال ابعاد القدس واللاجئين والاستيطان عن طاولة المفاوضات.

ومن هنا..نسأل ونتساءل؟؟

ما هو رد الفعل العربي والاسلامي المتوقع.. وقد بدأت السكين الاميركية –الصهيونية في نحر القدس ؟؟

لسنا متفائلين.. ولن نقوم بالضرب بالرمل للتنبؤ بما ستقوم به الدول الشقيقة من اجراءات ردا على اغتصاب القدس والاقصى اولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين مسرى ومعراج النبي محمد، وطريق آلام السيد المسيح عليهما السلام؟؟

ولكننا نستطيع أن نؤكد أن بيانات الشجب والتنديد والاستنكار لم تجدِ نفعا، لا بل شجعت واشنطن ومن لف لفها، على الاستمرار في العدوان، فقامت بتجفيف موارد “الاونروا” تمهيدا لتصفية قضية اللاجئين، وشطب حق العودة المقدس.

ومن هنا..

فإننا ندعو الى قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، تنفيذا لقرارات قمة عمان، والتي نصت على قطع العلاقات مع الدول التي تنقل سفاراتها الى القدس المحتلة، ومقاطعة البضائع الاميركية والبواخر والطائرات الاميركية، والمطالبة بنقل مقر الامم المتحدة الى جنيف بعدما ثبت ان واشنطن دولة غير محايدة، وحليفة للعدو الصهيوني وخطر على السلم العالمي.

وفي ذات السياق ندعو الدول العربية والاسلامية الى الرد بحزم على القرار الاميركي- الصهيوني، وذلك بتجميد كافة الاتفاقيات والمعاهدات مع العدو، واحياء المقاطعة الاقتصادية، ووقف التطبيع، واغلاق السفارات ومكاتب العدو الصهيوني في العواصم العربية، وطرد السفراء والقناصل وكافة افراد هذه السفارات.

كما ندعو الشعوب العربية والاسلامية واحرار العالم، ان يجعلوا من 14 و15 ايار يومين للغضب العارم احتجاجا على العدوان الاميركي على القدس وفلسطين، المؤيد للاحتلال والارهاب الصهيوني، والمناوىء للشرعية والمواثيق الدولية. على ان يتكلل ذلك بطرد السفراء الاميركيين من عواصم هذه الدول

باختصار.

نقل السفارة الاميركية الى القدس العربية- الاسلامية،عاصمة فلسطين الابدية، يستدعي قرارات تاريخية جريئة.. تليق بالقدس ومكانتها وقدسيتها.

فماذا أنتم فاعلون أيها العرب والمسلمون؟

وللحديث صلة.. 

 

عن الدستور