• 24 آب 2018
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : رشيد حسن

 

لم يخفِ العدو الصهيوني مخططاته ونواياه الشريرة، منذ احتلاله للقدس والاقصى، اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في حزيران 1967، وحتى اليوم. في اصراره على تهويد القدس، وهدم الاقصى لاقامة الهيكل المزعوم مكانه.
فلقد بدأ وعلى الفور منذ أن دنست أقدامه الخبيثه مسرى الرسول محمد ومهد المسيح عليهما السلام، فأعلن عن ضم القدس الشرقيه إلى الغربيه، واعلن ان «القدس الموحدة» عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب.
وجاء اعلان القرصان (ترامب) بالاعتراف بالقدس، عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل السفارة الاميركية اليها، تتويجا لهذا العدوان الاثم المستمر، ودعما للاحتلال... وقبل ذلك وبعده.. انتهاكا للقوانين والأعراف الدولية، التي لا تزال وستبقى تعترف بأن القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة والجولان أراض عربية محتلة.
لقد مرت ذكرى إحراق المسجد الأقصى (19 آب الجاري) مرورا سريعا -مع الأسف-، لم تتوقف عندها الفضائيات والاعلام العربي، وكأنها حدث أقل من عادي، علما بأن هذا الحريق الآثم استهدف ويستهدف أقدس مقدسات المسلمين.. وجزءا رئيسا من مكونات عقيدته (الإسراء والمعراج)..وكان هو السبب الرئيس في تأسيس منظمة المؤتمر الاسلامي، لحشد الجهد العربي والاسلامي للجم هذا العدوان الفاشي على القدس والأقصى، وفضح أهدافه العنصرية، التي تهدف إلى تغيير هويه القدس والأقصى واستبدالها بهوية يهودية مزورة.
وها هي السنوات العجاف تمر بسرعة، فقد مضى على هذا الحريق 49 عاما، لم يطفئ أواره وبقي مشتعلا في القدس والأقصى وكل فلسطين.. فيما قرارات المؤتمرات الإسلامية حبرا على ورق.. وملف القدس يتضخم ويتضخم.. الاف الاوراق.. والاوراق..دون أن يترجم أي من هذه القرارات إلى فعل حقيقي.. وبقيت مجرد كلام أنشائي..خشبي، لم يتحول إلى نار تحرق يد العدو التي تعبث بهذه المقدسات، وتعمل وفق هدف صهيوني استراتيجي إلى فرض الأمر الواقع بتقسيم الأقصى مكانيا وزمانيا بين المسلمين واليهود، كما حدث للمسجد الابراهيمي في الخليل.
حريق الأقصى منذ 19 آب 1968 لم يتوقف، بل بقي مستمرا وسيبقى..ما دام الاحتلال يجثم على صدر القدس والأقصى وما دام العدو الصهيوني مصرا على تنفيذ استرتيجيته الفاشيه العنصرية والتي أعلن عنها (باستكمال تهويد القدس عام 2020 وتقسيم الأقصى تمهيدا لهدمه..وإقامه الهيكل المزعوم) تنفيذا لتوصية مؤسسس الكيان الصهيوني الغاصب ابن غوريون (لا مكان لإسرائيل بدون القدس ولا مكان للقدس بدون إقامه الهيكل).
وفي هذا الصدد فلا بد من الإشاره إلى ان استمرار حريق الأقصى، يتزامن مع الحاله المأساوية-الكارثية..التي تضرب الأمة من أقصاها إلى أدناها، منذ عدوان حزيران 1967 إلى اليوم.
تتزامن مع الحروب الأهلية والطائفية التي دمرت الوطن العربي وحولته إلى دول متنازعة متقاتلة متطاحنة.
تتزامن مع غزو داعش ومن لف لفها من التنظيمات الظلامية التكفيرية، وكلها صناعة أميركية وفقا لنظرية الخارجية الأميركية، نشر الفوضى الهدامة في الأرض العربية، لتدمير منجزات الأمه ونشر الموت والخوف والإرهاب في كل الجغرافيا العربية،حتى أصبحت حواضر الأمة والتي كانت يوما من الأيام مركزا للحضارة الإنسانية، مجرد انقاض،تنضح خرابا ودمارا.. يعشعش في أوكارها الظلاميون والتكفيريون.
باختصار...
إن هذا الوضع الكارثي اللامعقول الذي يضرب الأمة، هو سبب رئيس في استمرار الاحتلال، وفي استمرار الحريق الصهيوني في أقدس مقدسات الأمة.
ولقد جاء استمرار الحريق الفلسطيني، واستعصاء المصالحة ليزيد هذا الحريق اشتعالا.
ولولا جهود وجهاد وتضحيات أهلنا المرابطين في القدس والأقصى، وكل فلسطين لأضحى الأقصى إلى خراب لا يعلمه إلا الله...
المجد لأهلنا المرابطين في الأقصى والقدس الذين صنعوا معجزة الصمود والمقاومة.
المجد لأهلنا في فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر ومن الناقورة وحتى رفح..
 الذين اثبتوا أنهم فعلا شعب الجبارين القادرين على قلب الطاولة في وجه المتآمرين... خفافيش الظلام..
 وها هم يؤكدون كل يوم.. أن الفجر قادم لا محالة.. حيث لا سجن ولا سجان..

عن الدستور