• 17 شباط 2024
  • أقلام مقدسية

 

 بقلم :  احمد هميت 

 يعيش المجتمع الفلسطيني وخاصة معشر المثقفين منه حالة من الصدمة الشديدة  والغضب العارم بسبب العداء المحكم غير المبرر الذي تكنه ألمانيا الرسمية والمثقفة  ضد الشعب الفلسطيني برمته، .بل وصل هذا العداء الذي يسود قطاعات واسعة  في أوروبا الى حالة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الألمانية الفلسطينية، مما حدى باحدى المكتبات الاسكتنلدنية إلى تنظيم ندوة بعنوان  "محو فلسطين في العالَم الناطق بالألمانية"، تلك الندوة التي تُنظِّمها عبر الإنترنت "مكتبة لايت هاوس" في العاصمة الإسكُتلاندية إدنبرة، عند الخامسة من مساء الخميس القادم  ويُشارك فيها أربعة باحثين: آنا يونس وحنا الطاهر وسارة البلبيسي وعمران فيروز، ويُديرها الباحثان في "جامعة سانت أندروز": بانيز موسوي نطنزي وراؤول راو.

 ووفق ما نشر فإن الجلسة هذه تنطلق من سؤال مركزي: "لماذا يصعب الحديث عن فلسطين في ألمانيا، وفي العالَم الناطق باللغة الألمانية؟"، حيث يستكشف المتدخّلون المنطق الاستبدادي للثقافة الألمانية العامّة، التي تمحو فلسطين من الحيّز العام، وتمنع الاعتراف بالابادة الجماعية المستمرّة في غزّة وإدانتها. وذلك من خلال التفكير في ما يتعرّض له العاملون في حقول الفنون والثقافة والإعلام والأكاديميا في ألمانيا والنمسا، والمؤسّسات الناطقة بالألمانية في سويسرا. 

 وقال أحد المثقفين الفلسطينيين المتابع للشأن الالماني ان حالة الكراهية هذه في ألمانيا. ليست وليدة الوضع الراهن، بل مُتأسِّس قبل ذلك بكثير في مواقف المثقّفين والمؤسّسات والأكاديميات الألمانية، وتبنّيها القديم للسردية الصهيونية.

 وتسائل هذا المثقف وغيره من  الفلسطينيين ما الذنب الذي ارتكبه الشعب الفلسطيني تجاه ألمانيا حتى تنحاز بشكل كامل لإسرائيل،

 هذا العداء الالماني للفلسطينين لا يمكن تبريره باية عبارات دبلوماسية منمقة فالحقائق على أرض الواقع تقول عكس ذلك ، 

 وبمناسبة الحديث عن ألمانيا وحكايتها مع الشعب الفلسطيني  فلقد تصادف أنني كنت اتصفح كتاب قديما بعنوان  ( نظرات الشورى)  طبع في القاهرة عام ١٩٣٢ وهو عبارة عن مقالات رئيس تحرير مجلة "الشورى"  وهو "محمد علي الطاهر"  وفيه مقالة بعنوان "إميل لودفيج واليهودية" وإليكم المقالة كما نشرت في ذلك الوقت بدون اي تدخل :  

 جاء إميل لودفيج الكاتب الألماني الكبير الي مصر في العام الماضي ( اي عام ١٩٣٠) فأكرمته إكراما عظيما على اعتبار انه كاتب الإنساني ومؤرخ عالمي ، فالمانيته ويهوديته واجنبيته لم تمنع مصر ولا تركيا ولا الشام من تكريمه  والاحتفال به والإعجاب بمواهبه .

 وبعد رجوع الاستاد لودفيج إلى ألمانيا قرأنا في البرقيات انه أعلن سخطه على ماسماه اضطهاد اليهود وأعلن تنازله عن لقبه الماني أنه يلقب نفسه بلقبه الأصلي وهو كوهين .

 إذن إميل لودفيج لم يعد كاتب الانسانية بعد ان انتصر لليهود وحدهم بل أصبح كاتب اليهودية لا اكثر ولا اقل .

 لو أن إميل لودفيج أو اميل كوهين غضب لليهود على اعتبار أنهم بضعة من أبناء آدم لما عاتبه أحد، ولكنه غضب لليهود كيهودي فقط وفي هذا فرق عظيم بين من يغضب للمظلوم من حيث انه مظلوم وبين من يغضب لمظلوم معين من البشر لو كان اميل كوهين كما يقال كاتب الانسانية لغضب اولا من قومه اليهود الذين يظلمون أهل فلسطين  العرب من مسلمين ونصارى ويعتدون عليهم وهم في ديارهم ويذبحون الفلسطينيين بالسلاح الانكليزي من حين الى آخر …."