• 29 نيسان 2024
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : عزام توفيق ابو السعود

 

الحراك المؤيد للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية، والداعي الى إنهاء الحرب وتحرير غزة، وإنهاء الإبادة الجماعية وقتل الأطفال ، له إنعكاسات كبيرة على الواقع السياسي الأمريكي، بل إنه يشكل معضلة كبيرة أمام الساسة الأمريكيين، وخاصة بايدن وأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكي ، ويمكننا التنويه الى الحقائق التالية التي تشكل في مجموعها ومفرداتها أزمة كبيرة ليس فقط للإدارة الأمريكية، وإنما للوبي الصهيوني الأمريكي أيضا:

  1. هذه الإنتخابات ليست فقط للرئيس وإنما أيضا لكل أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ.
  2. إدارات الجامعات تعتمد على التبرعات السخية التي تصلها من الأغنياء، كثير منهم يهود، أو يخضعون لهيمنة اللوبي الصهيوني.
  3. الجامعات التي بدأت بالحراك مع غزة هي الجامعات الأشهروالأغنى والأغلى، وأقساطها الجامعية عالية جدا لا يستطيع إلا أبناء الأغنياء جدا الالتحاق بها.
  4. آباء الطلاب في هذه الجامعات من مصلحتهم عدم مناهضة السياسة الأمريكية وبالتالي هم مع الاسرائيليين ! بينما أبناؤهم يعتصمون ويتظاهرون ضد السياسة الأمريكية في دعم إسرائيل واستمرار حربها ضد الفلسطينيين، وبالتالي هم مع الفلسطينيين!.الأبناء في واد والآباء في واد آخر!!!
  5. ظلاب الجامعات يشكلون نسبة كبيرة من الناخبين، وبالتالي فإن الرئيس وألمرشحين للكونجرس ومجلس الشيوخ ، وهم هدف رئيسي يتوجه اليه الرئيس والمرشحون لكسب أصواتهم!
  6. نائبة الرئيس بايدن زارت إحدى الجامعات والتقت بالطلاب لكسب أصواتهم ووعدت بزيارة جامعات أخرى لكنها في أول جامعة واجهت نقدا كبيرا من الطلاب، لذا لم تقم بزيارة أية جامعة أخرى بعد ذلك!
  7. الرئيس بايدن نفسه ضمن حملته الانتخابية يجب أن يزور عدة جامعات لكنه يخاف أن يفعلها لأنه سيتواجه مع صيحات الطلاب ضد سياسته، بحيث يمكن أن لا يسمحوا له بالحديث، أو يرفعوا شعارات  ضده .
  8. معركة غزة انتقلت من الجامعات الأربعين الأهم في أمريكا الى بقية الجامعات في الولايات المحسومة أصلا للديمقراطيين، أو الولايات المتأرجحة، وزاد عدد الجامعات المشاركة عن مائة جامعة حتى الآن!.
  9. سبق لطلاب الجامعات أن قاموا بحراك أثناء حرب فيتنام ونجحوا في أن تضطر أمريكا لسحب قواتها من هناك وإنهاء الحرب، كما نجحوا سابقا في معركة الفصل العتصري ضد السود في أمريكا ، لذلك فهم يريدون أن ينجحوا هذه المرة في معركتهم لايقاف الحرب في غزة ولايقاف المساعدات الأمريكية لاسرائيل!!
  10. 10.المرشحون لمجلس النواب والشيوخ يتلقون دعما سخيا  من اللوبي الصهيوني في معركتهم الإنتخابية، فهل سيبقون على ولائهم للوبي الصهيوني وإسرائيل، أم سيأخذون مسلكا أكثر عقلانية ويتوافق مع رغبة الطلاب التي باتت رغبة شعبية عارمة لأن الشعب الأمريكي بدأ يفهم حقيقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي ولا يستمع لمحطات الإعلام الكبرى المؤيدة لإسرائيل على طول الخط! حسب إحصائيات جديدة لانخفاض عدد الذين يعتمدون على السي إن إن وفوكس وغيرها من المحطات الممولة من اللوبي الصهيوني!
  11. 11.الحراك الطلابي الأمريكي انتقلت عدواه الى أوروبا، الى جامعات عريقة في انجلترا وفرنسا وايطاليا وألمانيا والدانمرك وغيرها ، وهنا ستخسر إسرائيل الكثير من برلمانات اوروبا ولن تستطيع تحسين صورتها في أوروبا إلا بعد سنوات طويلة!

على ضوء جميع ما سبق فإن بايدن والديمقراطيين بدأوا يشعروا بأن هزيمتهم آتية لا ريب فيها، ولا يمكنهم وقف الهزيمة إلا إذا توقفت حرب الإبادة في غزة بفرض إرادة أمريكية يشعر بها الطلاب أولا وبقية الأمريكيين بأن بايدن هو من أوقف الحرب على غزة، وأنه سينتهج سياسة جديدة أكثر منطقا وعدلا لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وأنه سيعلن شرطا واضحا لارسال السلاح الى إسرائيل أن تنسحب إسرائيل من غزة، وتوقف الحرب نهائيا، ليس فقط لتحرير الأسرى لدى حماس وذلك قبل أن تبدأ شحنات الأسلحة بالوصول اليها رغم إقرار الكونجرس لهذه المساعدات، ويبدأ بعدها بتلميع صورته أمام طلاب جامعات أمريكا وأمام الشعب الأمريكي وشعوب العالم أيضا. 

المثل الفلسطيني القديم يقول : واوي وبلع منجل ... لكنني أرسل تحية من القدس لطلاب الجامعات في أمريكا وأوروبا على موقفهم ، وأتمنى أن ينجح حراكهم وأن تدوي صيحاتهم في أرجاء الكون..   ولا حول ولا قوة إلا بالله