- 5 آيار 2017
- مقدسيات
القدس- اخبار البلد- كتب رئيس التحرير : إن ما شهده مؤتمر التمكين الاقتصادي في القدس والذي نظمه صندوق وقفيه القدس وبحضور الكثير من شخصيات المدينة وحضور ايضا عشرات المؤسسات المقدسية التي وقعت على اكثر من عشرين اتفاقية للحصول على تمويل لبعض مشاريعها من صندوق الوقفية بقيمة تفوق المليوني دولار ، هو اهانة للقدس من قبل ابناءها ، فرغم المعارضة الشديده لطريق عمل رجل الاعمال ورئيس مجلس إدارة وقفية القدس منيب المصري ، إلا أن من قام بإقتحام المؤتمر صارخا مطالبا بطرد المصري من القاعة ويمكن ايضا طرده من القدس ، كان عليه أن يعبر عن اعتراضه على عمل الوقفية وعلى شخص منيب المصري بصورة حضارية اكثر احتراما للقدس واهلها وليس لاي شخص اخر!
نحن هنا لسنا في باب الدفاع عن منيب المصري والذي لم يبقى حوله إلا نفرا قليل في القدس ، فنحن في “ اخبار البلد “ كنا أول من إعترض على طريقة عمله واقحام القدس في اجندته الخاصة ، بل وكنا أول من وجه الانتقادات الحادة ، وسنبقى كذلك في المستقبل حبا في القدس ، ولكن لا يمكننا ان نقبل بأي شكل من الاشكال أن تكون المعارضة في القدس عن طريق الصراخ والتهديد والوعيد والضرب وإقتحام المؤتمرات والندوات وتعطيلها ، بل من خلال المشاركة والاعتراض بدون رفع الصوت ، لأن ما يحدث في القدس في الاوانه الاخيرة هو بصراحة مطلقة نوع من الزعرنه ، فلا يمكن أن تقبل القدس ان يمارس ابناءها اي نوع من الزعرنه في حال اختلفت الاراء ، فحل الصراخ والتهديد محل الحجة والاقناع.
ان كانت هناك ( وهي كذلك ) معارضة شديدة لما يقوم به رجل الاعمال منيب المصري او حتى صندوق وقفية القدس عامة ، فعلينا ان نعقد اللقاءات والندوات والاجتماعات التي تنتقد وتقدم الحلول البديلة ايضا ، فلا يكفى ان نوجه اسهم انتقادتنا من ابراجنا العاجية العالية او الفصائيلية ، بل يجب ان نقدم الحلول ، لا ان نكتفى بالهمس في الغرف المغلقه ، او تنشر الشائعات هنا وهناك، ولا أن نسب وتشتم ونجرح شخص الانسان ، بل يجب ان نعمل بايجابية من اجل القدس .
ان لنا مليون ملاحظة علي عمل رجل الاعمال منيب المصري في القدس ولدينا الكثير من المعلومات التي لا يعرفها العامة عما يجري في المدينة ، ولكن لا يمكن ان نقبل ان تكون الإهانة والتجريح اسلوبا عاما في القدس نتعامل به مع من يعتقد انه يعمل من اجل القدس …. او يعتقد انه يجتهد بموضوع مساعدة القدس ، فقد يصيب وقد يخطئ ، لقد حان الاوان الذي نفكر فيه بايجابية ، وان نعمل لا ان نكتفى بالتفرج !!
وكما قال الشيخ عكرمة صبري والمشهود له بحبه للمدينة وبصبره الطويل وهو يشاهد الصراخ الذي وصل لحد العراك بالايدي “ … ان هذا والله لهو عيب ولا يليق بالقدس، على الاقل احترموا المدينة التي تعيشون فيها …؛

