• 31 آب 2020
  • مقدسيات

 

القدس – أخبار البلد – المراسل الخاص - اثار مقطع الفيديو الذي تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول وجود حفرة بالقرب من المتحف الإسلامي في الجهة الغربية من المسجد الاقصى ، عاصفة من ردود الفعل الغاضبة ووابل من  الاتهامات لدائرة الأوقاف الإسلامية ، واعتبر البعض من المتربصين لدائرة الاوقاف من جهات معروفة داخلية وخارجية واعوانها في القدس ، أن هذه الحفرة دليل على وجود الأنفاق التي حفرتها السلطات الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى ، هذه التهم وهذا الهجوم المقصود على دائرة الاوقاف تثبت ان الوضع في القدس بالغ الخطورة. رغم ان دائرة الأوقاف اصدرت بيانا متاخرا كرد فعل على النشر الفيديو أوضحت فيه بسبب حدوث هذه الحفرة .

 "أخبار البلد" قامت بزيارة للوقع وشاهدت عددا من موظفي الأوقاف يعملون على فحص الحفرة والسبل لردمها بحيث لا تشكل خطر على المارة بحضور وسط مراقبة شديدة من الشرطة الإسرائيلية ، وكان من بين الحضور الدكتور يوسف النتشة  مستشار دائرة الأوقاف للسياحة والاثار والذي قال في حديث ل"أخبار البلد" انه كان من الأفضل عدم التسرع بإصدار الاحكام بكل ما يخص المسجد الأقصى مشددا على أن المتأمل في تضاريس المسجد الاقصى سيجد أنه في الاصل كتلة صخرية صغيرة  مكونة من ثلاث طبقات، الطبقة الأولى وهي السفلية ونجد فيها مستوى باب الرحمة وباب التوبة ونجد المصلى المرواني والاقصى القديم او الباب المزدوج وعندنا مسجد البراق ،  والصهاريج العديدة والابار ، وفي المستوى الثاني نجد جامع الأقصى ولم اقل المسجد لأن له ثلاث طبقات وهو الذي نسير عليه اليوم ونجد الاروقة ومكاتب الاوقاف ولدينا المستوى الثالث وهو مستوى قبة الصخرة المشرفة او ما نطلق عليه سطح الصخرة ، ولهذا لدينا مجموعة من الفراغات التي شغلت بكثير من الابار وبعض الردم ونفترض وجود صخور وتكوينات واقبية كانت قد وضعت من اجل تسير مياه المطر في قنوات معينة  بعضها كانت نشيطة لفترة ما ، وبعدها لا زال يحتوي على الماء وبعضها جفت منه المياه ، ،وهذه الحفرة وامثالها نتدرج  تحت هذا التحليل . مستطردا  ان ظهور حفر بين الفترة والاخرى قد يكون بسبب جفاف شجرة او ضعف في بنية البلاط واحيانا قد تكون  بفعل فاعل كما حدث في الحفرة الأخيرة عندما مر تركتور فوق منطقة ضعيفة وهذا ما كنا نعرفه منذ الأسبوع الماضي  وما قيل بعد ذلك هو تأكيد لما نقوله .

مضيفا : أن هذا المستوى من الساحات بحاجة ماسة إلى الترميم وإعادة تثبيت البلاط وتكحيله ، والجميع يعرف العقبات التي تضعها السلطات الإسرائيلية في المسجد الأقصى التي تمنع ترميم هذا الساحات التي تزدد وضعه سوءا وبات تشكل خطر  على  المصلين حيث بدانا نلاحظ ظهور نتوأت وبروز بعض الحجارة وظهور تشققات كبيرة بين الحجرة .

 وشدد الدكتور يوسف النتشة في حديث ل " أخبار البلد"  على ان تشخصيه هذا لا ينفى القلق ولا ينفى الخوف في دائرة الأوقاف الإسلامية  من نوايا سلطة الاثار والسلطات الإسرائيلية بالاستمرار في مشاريع الطمس للهوية الإسلامية العربية، وان هذ التحليل لا يلغى وجود مخططات من المؤسسات الاسرائيلية التي تسعى للنيل من المسجد الاقصى  تلك المخططات لن تتوقف ، وعلينا ان نوحد جهودا من اجل حماية الاقصى ونحن نرحب بكل جهد من ابناء شعبنا  حرصا على المسجد الاقصى. 

واكد مستشار الأوقاف إلى ضرورة القيام بمسح كامل لطبقات المسجد الأقصى اما خلال حفريات علمية اثرية ومقارنتها مع ما سبق وتم إنجازه من خرائط وابحاث ، او اللجوء الى وسائل تكنولوجيا حديثة من تصوير الطبقات الصخرية والطبقات الجيولوجية ، وهذا غير متاح لنا بسبب الاحتلال والوضع المركب المعقد في المسجد الأقصى المبارك .