• 13 آذار 2024
  • مقدسيات

 

 

يكتبها:  احمد هيمت 

 

 لم يستطع الدكتور علي قليبو أستاذ علم الحضارات أن يبقى بعيدا عن القدس في شهر رمضان المبارك ولهذا وجد نفسه يركب السيارة عائدا من عمان  إلى القدس المدينة التي يعشق وما ان دخلها توجه مباشرة الى المسجد الاقصى ليعيش  اللحظة لحظة الافطار وما يرافقها من تجربة رمضانية روحانية فريدة من نوعها تتميز بها القدس .

وهناك شاهد المسجد لحظة الافطار غاية في الجمال مع سقوط نا تبقى من أشعة الشمس الغائبة على قباب منازل البلدة القديمة وعلى القبة الذهبية قبة الصخرة المشرفة ، في هذه اللحظة شعر بغصة في القلب مقارنة مع الأجواء التي  كانت في رمضان الماضي  ،هذا العام اختفت مظاهر الفرح كما ان عدد الموجودين كان قليلا ولهذا راح يعزى نفسه بقوله : يمكن لانه اليوم الأول من رمضان، فتوجه بعد الإفطار البسيط  إلى سوق القطانين الذين يكون محط أنظار المصلين لكثرة المحال فيه والمقاهي التي تستقبل ضيوف الرحمن والمصلين ، فهذا يبيع العصائر الطبيعية وذلك يبيع الحلوى ذات الوان الزاهية البراقة وهناك حانوت يبيع حلوى السمسمية المقدسية المعروفة ( سمسم محلي بالسكر) منها ما هو سادة ومها سمسم بالفستق  وسمسم مع جوز الهند ، هناك مقهى يقدم الشاي والقهوة والنرجيلة للمصلين عقب الإفطار ، ولكنه ايضا تفاجئ  بأن قسم من هذه المحلات كانت مغلقة .

 هذه الصورة تغيرت مع اقتراب  صلاة العشاء والتراويح  حيث بدأت أفواج المصلين بالتدفق نحو الاقصى  ورغم  الحواجز على مداخل الحرم إلا أنه لوحظ تسهيل الشرطة للشبان بالذات بالدخول  بعد احتجاز  هويات بعضهم  وبعد تحذيرهم بأن  كل شاب يتأخر عقب الصلاة سيجد هويته في مخفر الشرطة القريب وهذا يعني تحقيق وغيره من اساليب للترهيب . وهذه التسهيلات  مكنت  اكثر من ثلاثين ألف مصلي للدخول كان الاقصى يفتقدهم من زمن طويل.

 الشيء الذي اثلج الصدر هو التوجه عبر شارع الواد نحو  باب العامود خارج  القدس تجد أن ساحة باب العامود قد اكتظت بالشباب الذين جلسوا على درج الباب في تظاهرة اختفت عن القدس منذ أكثر من خمسة أشهر فالشرطة تمنع  الجلوس  حتى لو كان رجلا عجوزا يريد ان يسترد أنفاسه  المتعبة من السير  في البلدة القديمة .

 وهكذا انتهى اليوم الاول من رمضان في القدس  والأمل يحدونا أن تعود الابتسامة الى أسواق القدس وان تعود الأجواء الروحانية تخيم على المدينة ومسجدها .