• 16 آذار 2024
  • مقدسيات

 

 يكتبها : احمد هيمت

 

" صدقني عند كل صلاة الفجر في رمضان اقول الله  يسترنا مما يخبئ لنا هذا اليوم  فنحن لا نعرف ماذا يمكن أن يحدث من مفاجآت  تحضرها إسرائيل لنا في القدس وحول الاقصى في شهر رمضان المبارك ، فنحن لا نعيش حالة طبيعية  كل شي عندنا معقد ومتوتر، نعيش دائما في خوف من القادم ولكن نقول الحمد لله "

 هذه العبارة قالها الحاج ابو حمزة ٧٨ عام من جبل المكبر وهو ينظر الى تلك الأقفاص الحديدية التي وضعتها الشرطة الاسرائيلية على باب الملك فيصل والذي اعتاد الحاج ابو حمزة  استخدامه في الدخول والخروج من الأقصى فهو الأقل ازدحاما. 

 واضاف انه هذه الأقفاص التي وضعت هي بالتأكيد لعرقلة وصول المصلين فلقد أخذت جزءا من مدخل الباب الذي ضاقت مساحته وأصبح أبو حمزة  بحاجة  الى انتظار من يمر أمامه حتى يدخل فهو يسير ببطء متكئ على عصاه .

هذا التغير غير المتوقع الذي أجرته الشرطة الاسرائيلية في اليوم الرابع من شهر رمضان المبارك والمتمثل في وضع هذه الأقفاص في ثلاثة أبواب الأقل حركة على مداخل الاقصى وهي باب الملك فيصل من الجهة الشمالية وباب الحديد في الجهة الغربية وباب الغوانمة في أقصى الجهة الغربية الشمالية  أحدث حالة من الهلع في صفوف المقدسيين واعاد الى الاذهان حكاية البوابات الالكترونية عام ٢٠١٧ والتي حاولت  اسرائيل فرضها على المصلين وعلى دائرة الأوقاف ، وفشلت بسبب الهبة الشعبية التي شهدتها القدس وباقي أنحاء فلسطين ، والآن يخشى المقدسيون أن تكون هذه الأقفاص بداية لتغير اشمل واخطر على ما يعرف باسم الوضع القائم( ستايكو) .

 حتى الخارجية الأردنية أدانت قيام سلطات الاحتلال بتركيب حواجز على ثلاثة ابواب من ابواب المسجد الاقصى  واعتبرت هذه الخطوة بالخطيرة والمرفوضة . 

 ومن هنا سارعت الشرطة الاسرائيلية الى إصدار بيان أكدت فيه أن هذه الأقفاص  وضعت لحماية أفرادها على مداخل المسجد الأقصى !!

  ولكن هذا البيان لم يساهم بتهدئة الأوضاع بل زاد من توتر الأجواء في القدس اكثر مما هي متوترة لقناعة الجميع ان اسرائيل تسعى بكل طاقتها من أجل تغيير الوضع القائم ومن أجل تعكير أجواء رمضان في المدينة المقدسة ومن بينهم الحاج أبو حمزة الذي قال حسبنا الله ونعم الوكيل  قبل أن يعدل كوفيته البيضاء ويهم بالدخول إلى الأقصى لصلاة العصر.

وانقضى يوم آخر من شهر رمضان المبارك في القدس . والله يستر القادم